29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاستشهادي مصطفى الأسود: الشاهد والشهيد

    آخر تحديث: الثلاثاء، 26 مارس 2019 ، 07:47 ص

    الميلاد والنشأة
    ولد الشهيد المجاهد "مصطفى محمد الأسود" بتاريخ 29/11/1976م قبل عشر سنوات من الانتفاضة المباركة في أسرة فقيرة في مخيم الشهداء مخيم أسدود في رفح الصمود.
    درس المرحلة الابتدائية في مدارس وكالة الغوث وكان في الصف السادس الابتدائي وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى التي أشعل فتيلها أبطال الجهاد الإسلامي بعد معركة الشجاعية قادها المحطمون لأسطورة أمن بني صهيوني بعد هرب جماعي من سجن غزة المركزي، وبعدما أيقظوا الدنيا بعملياتهم المتكررة لمدة شهور.. آه.. ما أعظم الجهاد.. هذه الفئة المؤمنة التي كانت تراهن على أمة لم يتوقع أحد أن الرهان يخضع للمنطق وأن ثورة سيعيشها أهلنا هنا.
    امتشق مصطفى الحجر وأخذ يبحث عن الوجوه الغريبة في أزمة المخيم ليمطرها بها كان يقذف بنفسه على الموت لا يعبأ أيهما يصل الآخر قبلاً.

    مشواره الجهادي
    اشتدت سواعد مصطفى الأسود مع الحجارة ولبس اللثام ورسم الاسم الذي يحبه على جدار المخيم (حركة الجهاد الإسلامي.. قدر الله في الأرض.. وقدر الله لا يغلب) كان اعتقاله الأول بعد انتمائه للجناح العسكري بفترة قصيرة عام 1993م ودخل سجن النقب مصنع الرجال وهناك انزرع في قلبه حب الجهاد والرغبة في الاستشهاد.
    عندما خرج مصطفى من السجن كان قد انضم إلى الأمن الوطني الفلسطيني وخص نفسه بسلاحه المحبوب (البيكسي 250) فأصبح متمرسا في استخدامه، يقف خلفه كالأسد يطلق النار ولا يخطئ الهدف.
    عندما اندلعت هبة النفق بعد اعتداء خنازير بني صهيون على قدسية المسجد الأقصى عام 1996م وقف مصطفى وتمشق سلاحه ليجندل ضابطا صهيونيا برصاصة قناص مباركة على مرأى من الناس وبمباركة هتافاتهم وتكبيرهم.
    تزوج مصطفى وأنجب محمد وتغريد وكان مثالاً للزوج الودود والأب الرحيم، كان مصطفى خفيف الظل يزرع حبه في قلب كل من عرفه فلا يذكره أحد إلا بخير لما تميز به من تواضع وصدق انتماء وانحياز لفلسطين والأقصى.
    عندما انطلقت انتفاضة الأقصى المباركة كان مصطفى يقتحم قوائم المطلوبين لدى قوات العدو لمشاركته الفاعلة للتصدي للغزاة كلما حاولوا اقتحام قلعة الجنوب الصامدة برجال ما عرفوا الذل من أمثال مصطفى. لم يكن يتردد لحظة كلما سمع بنبأ عن اجتياح يمتشق سلاحه وينطلق إلى خطوط النار بسرعة البرق.
    عاد مصطفى للتساؤل مرة أخرى: ماذا يصنع هؤلاء الغرباء فوق أرضنا ولماذا نسمح لهم بالبقاء وقرر أن يطاردهم فكانت عملية مغتصبة كيسوفيم بتاريخ 27/3/2002.        

    موعد مع الشهادة
    كان عليه أن يرحل مبكرا ليحضر اللقاء مع مسئوله العسكري في منطقة شمال القطاع وهناك وجد مصطفى رجلا آخر وفهم على الفور أن العملية لن يكون فيها وحده.. وصدق حدس مصطفى كان هذا الرجل هو وضاح إبراهيم البطش الاستشهادي الآخر الذي سيرافقه في رحلته.
    كانت السماء رمزية في تلك اللحظة، استمع الرجلان باهتمام إلى تفاصيل العملية وكل ما يتعلق بها واستعان المسئول بخارطة مرسومة باليد وكان يسير لهم بإصبعه وهو يشرح تحركاتهم وهما يستمعان بإنصات شديد لكل حركة وكل سكنة والابتسامة تعلو وجوههم والنشوة تملا صدورهم.
    تعانق الرجلان ورحل الرجال بانتظار الموعد الذي يحدده جهاز أمن الحركة للانقضاض على الهدف ومفاجئة الغزاة. كانت تلك ليلة مشهودة قضاها مصطفى عندما اتصل به مسئولوه في الجهاز العسكري سرايا القدس ليخبروه أن موعد الانطلاق هو مساء الغد 26/3/2003 م.
    التقى البطلان وهما يرتديان ملابسهما العسكرية مدججان بالأسلحة وراجع المسئول معهما الخطة مرتين ثم دعا لهما بالتوفيق وصلوا صلاتهم الأخيرة جماعة وانطلقوا.

    التنفيذ
    تسلل البطلان في جنح الظلام إلى داخل مغتصبة كيسوفيم وبدأ الاشتباك الأول ليصنع رجال السرايا جحيما من النيران فوق رؤوس الغزاة وحقق مصطفى الهدف المرسوم بدقة، سقط قائد المدرعات في المنطقة الجنوبية وأصيب اثنان من حراسه وأصيب مصطفى واستشهد زميله وأطلق الغزاة كلابهم المدربة نحو موقع رجال السرايا، وخرجت روحه الطاهرة شهيداً دون أن يسمح لصهيوني أو كلب من كلابه أن يقترب من جسد أخيه الشهيد.

    وصية الشهيد 
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) صدق الله العظيم
    أهلي.. أخوتي.. أولادي.. أصدقائي .. أوصيكم بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته وعبادته والجهاد في سبيله، كي تنالوا إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة والصبر على قضاء الله وقدره.

    أحبائي في الله/
    تعرفون أنفسكم واحداً واحداً نحن في غربة عن موطننا وآن الأوان أن نتحرك ونشد الرحال ونعقد العزم على الذهاب أو الرجوع إلى موطننا الأصلي حيث يسكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    أخيراً كل التحية إلى كل من عرفني وعرفته، وإلى كل من شارك بجنازتي، ولا أنسى زملائي فرداً فرداً.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوكم الاستشهادي
    مصطفى محمد الأسود

    (المصدر: سرايا القدس، 26/3/2002)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية