29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاستشهادي يحيى أبو طه بطل عملية جسر الموت النوعية

    آخر تحديث: الثلاثاء، 23 يوليو 2019 ، 09:44 ص

    كثيرون هم الذين يجاهدون بالقلم والذين يسلكون طرق العيش، كل الناس تتحدث عن جهاد النفس، ولكن قلة هم الذين يمتشقون طريق ذات الشوكة ويغمسون أيديهم في قلوب أعداء الله طامعين بما عند ربهم، فقدموا له كل ما عندهم ونالوا من ربهم ما تمنوه.
    من كان يصدق أن هذا الطفل المدلل صاحب الابتسامة العذبة كثير المزاح يحمل بين جنباته رجلا يمتلك في قلبه من العشق ما تنوء بحمله كله قلوب البشر، ويختزن في صدره كل هذا العنفوان.

    الميلاد والنشأة
    شاب أسمر اللون، خفيف الظل، كبير الهمة... كانت قامته بحجم الوطن, ولد في حي البرازيل في مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية لأسرة محافظة متدينة... إنه يحيى رئيس أبو طه بطل عملية جسر الموت ونموذج الرعب الذي حاصر لحظات اليهود الأخيرة في غزة الشموخ.
    تبدأ الحكاية.. حكاية يحيى كما كل الحكايات في مخيمات القهر الفلسطيني، على ألوان الدماء وصراخ اليتامى وأصوات الرعب المتناثر مع الأشلاء المبعثرة والعظام المحطمة ولد يحيى ليحيا فإذا به يحترف الحياة فكان مولده بتاريخ 23/8/1986 على موعد مع الانتفاضة المباركة الأولى التي اشتعلت إثر معركة الشجاعية البطولية.
    تعلم يحيى كما كل الفلسطينيين في مدارس وكالة الغوث، ثم التحق بالمدرسة الثانوية وتخرج منها بعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة - القسم العلمي - وفضل أن يلتحق بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية.
    تربى يحيى في بيت دين ومحافظة والتزام، فترعرع على الصلاة في المساجد، وحفظ القرآن الكريم، وكان نموذج للشباب المسلم الذي يخالق الناس بخلق حسن...أحبه الناس لتواضعه وبساطة معاملته وتسامحه، فقَدمه المصلون للإمامة في مسجد أبو بكر الصديق حينما تغيب الإمام، واعتادوا على عذوبة صوته وهو يعلو مرتلا كتاب الله الذي ملأ خلاياه قبل أن تمتلئ به حنجرته، كان مطيعا لأبويه محبا لإخوته الذين احتل بينهم الترتيب السابع.
    والده يعمل سائقا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومعروف بورعه وتقواه والتزامه وحسن تربيته لأبنائه الذين تميز فيهم يحيى بكونه نموذجا لبر الوالدين والطاعة.

    البحث عن الشهادة
    فتح يحيى عيناه في بداية الانتفاضة المباركة على مشاهد المجازر التي يعرضها التلفاز والقتلى من الشهداء الذين تدفقوا في مواكب كبيرة, Ø£Ø¯Ù‡Ø´Ù‡ ما رأي وشحن صدره بالألم والحقد على العدو الذي يحترف قتل الأطفال.
    لم يكن يحيى معروفا بانتمائه لتنظيم فلسطيني معين، ولكنه أبى أن يقف على هامش المرحلة ويتفرج، فبدأ يتحرك في كل اتجاه يبحث عن حلمه بأن يصبح مجاهدا في سبيل الله، فوجد ضالته في حركة الجهاد الإسلامي.
    وكان للمسجد دور كبير في الوصول إلى الرجال الذين يعشقهم المؤمنون من أمثال يحيى... إنه الآن يقترب نحو الوجوه النيرة، فرسان المعارك الذين ملئوا الدنيا ببطولاتهم، ورهبان الليل الخشع السجود... ها هو يتعرف على القائد في سرايا القدس الذي سيصاحبه في رحلة الشهادة... منذ الآن فصاعدا يصافحه ويتمتم بالعهد والبيعة ويعطي الولاء للأطهار الأحرار على نهج العظماء الدكتور فتحي الشقاقي وأبو الحسن وياسر أبو العيش. 

    عمل استشهادي نوعي
    بدأت رحلة يحيى بالعمل السري ضمن صفوف الوحدة الخاصة بالاستشهاديين، وأحاط نفسه بستار من السرية والابتعاد عن الأضواء، حتى أن والده وإخوانه لم يشعروا لفترة طويلة بأي سلوك مثير للشبهة لدي يحيى، إلى أن دخل عليه أبوه الغرفة على حين غفلة فوجده يعاين سلاحه - وكانت بندقيته كلاشنكوف. 
    شعر الأب أن ابنه من أولئك الرجال الذين نسمع عنهم ولا نعرف أسماءهم و ينوبون عن الأمة بأسرها في الدفاع عن الأرض والوطن والعرض.
    أخبر يحيى أبيه أن هذا السلاح هو ملك لأحد الأصحاب وأنه يوشك أن يعيده إليه ليطمئن الأب قليلا، ولكن هيهات، فلا زال بعض الشك يجوب في صدره إلى أن طلب منه في يوم أن يعاهده ألا يقدم على شيء فيه مخاطرة، فأبى يحيى أن يقطع العهد، وبدأ يتحدث عن الشهادة وكرامات الشهداء، فاكتفى والده بتوصيته عدم التهور والاندفاع.
    آما يحيى فقال: إنه يتمنى أن يقوم بعمل استشهادي نوعي يمرغ فيه أنف اليهود بالتراب، وحينما بدأ الحديث عن الانسحاب من غزة لم يتوقف يحيى عن الحديث عن العمل الاستشهادي، فقال والده إن اليهود سينسحبون وليس هناك وقت. حينها أقسم يحيى أنه سيجعل قوات الاحتلال تنسحب قبل الميعاد بعملية نوعية مرددا: "إن الانسحاب الذي أرضاه ويرضى به الله هو خروج اليهود من كامل الأرض المباركة".
    وحاول والده أن يقنعه بالجهاد الأكبر وهو طلب العلم، لأنه أيضا جهاد في سبيل الله، فيرد يحيى بأنه يتمنى الجهاد بالسلاح من خلال عملية يقتل فيها أكبر عدد ممكن من بني صهيون.
    أصبح والده يقلق عليه ويفقده من وقت لآخر، ولا يسمح له بالسهر لأوقات متأخرة بالرغم من أنه لم يصدق بأن يحيى قاصدا ما يقول لأنه كثيرا ما يستخدم لهجة المزاح.

    اليوم الموعود
    خرج يحيى إلى غزة ليعاين مكان العملية لآخر مرة، وهو الجسر الذي يربط طريق المستوطنين من مستوطنات غوش قطيف بطريق كوسوفيم, وكان يحيى قد رأي مكان العملية مصورا عدة مرات واستمع إلى شرح مفصل للعملية المشتركة التي سينفذها مع بطل آخر من كتائب شهداء الأقصى القيادة المشتركة ولجان المقاومة الشعبية، حيث تدرب البطلان مع بعضهما البعض.
    عاد يحيى من رحلة المعاينة مصطحبا الفواكه لوالدته ليسمع منها دعوات الرضوان قبل الوداع بيوم.
    وبتاريخ 23/7/2005 خرج مساء يوم العملية بعد أن صلى في المسجد، ودارت عيناه في الطرقات والأزقة مودعا أهله ووطنه وقلبه يخفق للقاء ربه الذي طالما تمنى أن يلقاه شهيدا.
    كل شئ سار حسب الخطة وانهالت القذائف على أبراج المراقبة داخل الحاجز ليتمكن البطلان من الصعود على الجسر. 
    إنهما يصنعان المستحيل الذي لا يتصوره عقل.. أقوى التحصينات وأقوى أجهزة المراقبة من كاميرات ورؤية ليلية لم تحل بينهما و بين بلوغ الهدف المرام.
    لم تكن العملية بسيطة، ولكن عناية السماء وحفظ الله لهم من عيون الأعداء أحاطت بالمجاهدين اللذين انتظرا بعض الوقت حتى وصول الهدف، وحين وصوله انقضا كالأسود وفاجئوا قطعان المستوطنين بالنار المحرقة، يطلقان الرصاص ويلقيان القنابل, كل يفتح فوهة بركانه في اتجاه، ليتساقط القتلى والجرحى من الجنود والمستوطنين, بالضبط كما تمنى أن يراهم يحيى انتقاما لأطفال ورجال ونساء فلسطين.
    إنها لحظة الرجال التي تصون عهدها وتموت كالأشجار وقوفا، يقتحمان جسر الموت، ويصفعا أسطورة الأمن الصهيونية بكل قسوة، ويدوسان المستحيل بالأحذية الثقيلة.
    تمر الساعات وتتدفق النيران وتنفذ الذخائر وتزدحم جثث القتلى والجرحى من اليهود، ثم  ÙŠÙ†ØªØ®Ø¨ الرصاص الرجال لترتقي الأرواح الطاهرة.

    وقد اعترفت القناة العشرة العبرية بسقوط ستة قتلى صهاينة من بينهم ضابط بحرية، وخمسة جرحى بينهم عامي شكيد مسؤول أمن مستوطنات غوش قطيف.

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 23/7/2006)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية