مؤسسة مهجة القدس ©
الطبيب أبو العيش ينشر
لا أظنه يغيب عن مخلية Ø£Øد Øال الطبيب "أبو العيش" وهو يبكي بناته مريراً! أولئك اللواتي رÙØÙ† ÙÙŠ ضربة صهيونية واØدة جعلت مهن جثثا هامدة ÙÙŠ ثوان خلال الØرب الأخيرة على غزة، وإن الناظر ليجزم أن قلب من Øلت به تلك الÙاجعة لن يكون إلا طاÙØا بالغل والØقد على الÙاعل، إلا أن شيئا متناقضا قد يدعو للتعجب Øيث ترى "أبو العيش" صاØب تلك الÙاجعة يصدر كتابا باسم "لن أكره" Ùما السر وراء كتابته بهذا الاسم المضمون؟
"لن أكره".. كتابٌ صدر ÙÙŠ العام الماضي ولقي تقديراً كبيراً ÙÙŠ الغرب، ÙوصÙÙ‡ الروائي اللبناني الÙرنسي أمين معلو٠بأنه "يجعلنا نتأمل شراسة العالم، إلا أنه يرينا ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه لمØØ© لما هو أثمن شيء ÙÙŠ الإنسانية وهو شعلة الأمل المرتعشة" .
وقال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر: "يضرب أبو العيش ÙÙŠ هذا الكتاب مثلاً رائعاً للعÙÙˆ والمصالØØ©ØŒ ÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ø³Ø§Ø³ سلام دائم ÙÙŠ الأراضي المقدسة"ØŒ Øتى إن الرئيس الأمريكي أوباما استشهد بكتابه ÙÙŠ خطابه بمايو عام 2011. "لن أكره" للدكتور عز الدين أبو العيش الذي رÙØ´Ø Ù„Ø¬Ø§Ø¦Ø²Ø© نوبل للسلام. هو رØلة طبيب Ùلسطيني Ù†ØÙˆ السلام والكرامة الإنسانية، ÙƒÙتب "لن أكره" باللغة الإنجليزية ÙÙŠ إبريل 2010 بكندا، ثم انتشر بذات اللغة وترجم Ù„Øوالي "18" لغة أخرى ومنها: الÙرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية والتركية والهولندية والإندونيسية والعبرية، والآن طبع الكتاب بالعربية ويوزع ÙÙŠ الأسواق العربية.
ÙŠØكي أبو العيش ÙÙŠ كتابه قصة الÙلسطيني ومعاناته التي تمثل معاناة البشرية والإنسانية، Ùمعاناة الÙلسطيني وما ÙŠØدث له هي من Ùعل بشر٠لا يعر٠للإنسانية معنى- Øسب قوله -.
بعد صدور الكتاب ÙÙŠ كندا كان يصل يومياً عشرات الرسائل الإلكترونية من أناس قرؤوا كتابه أو سمعوا Ø¥Øدى Ù…Øاضراته، وقد أرسلت له سيدة كندية رسالة تخبره Ùيها أنها أطلقت على ابنتها البكر اسم "بيسان" وهو اسم ابنة "أبو العيش" التي راØت ضØية Øرب غزَّة الأخيرة، لتزرع ÙÙŠ أبنائها الØب والسلام.
للطب وجه واØد
كثيراً ما شاهد أبو العيش الضØايا والمرضى وقد أجرى لهم العمليات الجراØية Ùأنقذ Øياتهم، لكنه لم يتخيل يوماً أنه سيرى جثث بناته أمامه لا يستطيع إزاءها سوى الوقو٠صامتاً وعن ذلك يقول: "بصÙتي طبيباً من مخيم جباليا عملت ÙÙŠ المستشÙيات الصهيونية لأن مهنة الطب لها وجه وثقاÙØ© وقيمة إنسانية واØدة، Ùبمجرد دخول المريض إلى المستشÙÙ‰ يكون الجميع أمامي متساوين وأÙتخر لأنني استطعت أن أغيّر Ùيهم بأن ÙŠÙتØوا عيونهم على الإنسان الÙلسطيني ويروه ÙÙŠ مهنة شريÙØ© كهذه".
ويمضي أبو العيش وقلبه ينÙطر ألماً على Ùراق بناته الثلاث: "أنا لا أتمنى لأي إنسان أن يرى ما رأيت، لأننا بصÙتنا كمسلمين جÙبÙلنا على "الرØمة والعÙÙˆ".
ويزيد: "الإنسان ليس مجرَّد رقم، Ùله اسم وأهل .. له أمال وطموØات، وأن ترى أطÙالك قطع Ù„ØÙ… متناثرة غارقين ÙÙŠ دمائهم لشيء Ùظيع، والمصيبة أن العالم يسمع ويرى ويصمت".
متابعاً: "ولكن هناك رسالة مني بصÙتي إنساناً مؤمناً وهي "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم"ØŒ والذي أنقذ Øياة بشر ÙÙŠ مستشÙيات دولة الكيان الصهيوني ÙŠÙقد بناته الثلاث ÙÙŠ ضربة واØدة على أيدي من عالجهم Ùمأساتي هذه جاءت لتظهر الجانب الإنساني للإنسان الÙلسطيني مقابل شراستهم".
ما Ø®Ù٠عن "أبو العيش" وجعه أنه ÙÙŠ اليوم الثاني للقص٠واستشهاد بيسان وميار وآية قرر إيهود أولمرت رئيس وزراء دولة الكيان بعد أن رأى ما Øدث إعلان وق٠إطلاق النار من جانب واØد بعد أن كان العالم يستجديه لوق٠إطلاق النار، وهذا ما Ø®Ù٠عنه أن Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ¯Ù…Ø§Ø¡ بناته لم تذهب سÙدى، إنما ساعدت ÙÙŠ إنقاذ Øياة أطÙال غيرهم.
ليس دين انتقام
يقول أبو العيش: "كانوا يسألونني: هل أنت Ùلسطيني من الداخل المØتل"ØŸ Ùكنت أصر على أني Ùلسطيني من غزة وابن مخيم جباليا واستطعت أن أغير Ùيه Øتى لو ÙÙŠ عدد قليل منهم بأن يروا ØÙ‚ الإنسان الÙلسطيني للعيش بكرامة كما الآخرين".
سؤال كان لا بد من توجيهه لأبو العيش عن سبب تسميته الكتاب "لن أكره"ØŒ وهل معنى هذا أنه لا ÙŠØمل المسئولية لأØد، يجيب مستنكراً: "أعوذ بالله! كي٠لا Ø£Øمل المسئولية لأØد؟!ØŒ لكني أسميته "لن أكره" لأننا بعد أن نواجه بعض المصائب التي نمر بها، وخاصة تلك التي تØدث بÙعل بشر نشعر بالغضب والكره ونÙكر بالانتقام، ولكن كي٠يمكن أن أنتقم بصÙتي إنساناً مسلماً؟! Ùالإسلام دين رØمة ومودة وإنسانية وليس دين انتقام، ولنا ÙÙŠ رسول الله قدوة Øسنة، متبعاً: "ماذا Ùعل رسول الله مع الذين أساءوا له يوم أن ÙØªØ Ù…ÙƒØ©ØŸ ماذا Ùعل مع هند التي لاكت كبد Øمزة؟ لقد كان خير رØمة للبشرية".
تعليم المرأة
هو Ùخور بصÙته إنساناً Ùلسطينياً بالأم والبنت الÙلسطينيين، هما الأمل: "ÙÙŠ بقاء القضية الÙلسطينية Øية لهذا اليوم ولولاهم لماتت، والتعليم هو أقوى Ø³Ù„Ø§Ø Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¬Ù‡Ø© عدوك.
لذا Ùقد أنشأ أبو العيش مؤسسةً لتعليم البنات ÙÙŠ الشرق الأوسط، وعن هذا يقول: "كانت بناتي قادرات على تØقيق طموØاتهن، أريد أن تتØقق أمال وطموØات بناتي ÙÙŠ بنات أخريات وبذلك Ø£Øيي بيسان وميار وآية، هذه المأساة جاءت لخير وستبقى لخير، سأعمل لأجل دعم وتعليم البنات ÙÙŠ الشرق الأوسط".
طيب.. لماذا تركت غزة وتعيش الآن بكندا؟: يرد "أنا لم ولن أترك غزة، Ùهي دمي وروØÙŠ من يقول أنني أترك غزة؟! Ùأنا أساÙر لأجل Ùلسطين وأبناء غزة".
ويمضي بالقول: "بعد ÙˆÙاة زوجتي كنت أعمل ÙÙŠ مستشÙÙ‰ داخل الكيان وكان أطÙالي بØاجة لأب يساندهم Ùأردت البØØ« عن عمل آخر لأرى أبنائي كل يوم Ùعرض علي أكثر من مكان قبل المأساة والعدوان الصهيوني، وبعد أن رأيت مأساة بناتي Øصلت على عقد عمل لأكون مع باقي أبنائي لأرعاهم، المكان لا ÙŠØدد من أنت بل ماذا تØمل ÙÙŠ قلبك وعقلك Ùهنا أستطيع أن أخدم أبناء شعبي أكثر من أن أكون أشك ÙÙŠ قطاع غزة".
تم ØªØ±Ø´ÙŠØ "أبو العيش" لجائزة نوبل للسلام، التي أهداها إلى كل أبناء الشعب الÙلسطيني إلى الأبرياء والمقهورين لإعطاء أمل لهم، "ولينظر العالم لهذا الشعب على أنه يسعى للØصول على Øريته كباقي الشعوب"ØŒ ÙˆÙÙ‚ قوله.
Øب الوطن
ورغم بÙعدي عن غزة الوطن موجود بقلبي Ùأنا أعيش لأجل Ùلسطين وغزة، أربي أبنائي على التعليم وأن الكلمة الصادقة أقوى من الرصاصة، Ùالمكان لا يغير الإنسان بل الإنسان هو من يغيره".
"يضي٠أبو العيش": بعد الصدمة الأليمة التي عاشها أبو العيش كان لابد من موق٠رسمي ÙŠØصل عليه، Øتى إن كان بالاعتذار يقول أبو العيش: "طالبت Øكومة الاØتلال بالاعتذار عن ما Øصل وتØمل المسئولية وما يعقب عنها، وانتظرت لمدة عامين كي Ø£Øصل على هذا الاعتذار Ùلم Ø£Øصل ÙرÙعت قضية إلى المØاكم الصهيونية، وهذه القضية ما زالت مرÙوعة؛ Øتى إنه منذ 5أشهر وصلت إليّ رسالة من المØامي أنه يجب أن ندÙع عربون لتداول هذه القضية، ولن يستطيعوا كسر الإرادة من خلال هذه العقبات دÙعت هذا المبلغ وكلي أمل أنني سأØصل على هذا الØÙ‚ العادل وإن تعويضي لا يقدر بثمن، وأي تعويض سيذهب من أجل مؤسسة "بنات من أجل الØياة" لبث Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø£Ù…Ù„ ÙÙŠ بنات أخريات، ولأقول لبناتي وشهدائنا الأبرياء: "ما زلتم Ø£Øياء بيننا".
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 14/5/2012)