مؤسسة مهجة القدس ©
Ù†Øتاج أرواØهم لا أجسادهم!
سلّم الاØتلال جثامين 91 شهيداً ممن كان ÙŠØتجزهم لديه ÙÙŠ (مقابر الأرقام) منذ سنوات، Øيث دأب الاØتلال على أن يودÙع ÙÙŠ هذه المقابر من كان يقضي من رجال المقاومة الÙلسطينية خلال المواجهات معه، أو من ينÙذون عمليات استشهادية.
جميل أن يعود رÙات الشهداء بعد سنوات طويلة ليدÙÙ† على مقربة من ذويهم الذين Øرموا رؤيتهم بعد استشهادهم، لكننا هنا لا بدّ أن ننظر للأمر من زاوية مقابلة، لأنه عملياً ما من قيمة للجسد Øين تغادره الروØØŒ ولن يبدو إنجازاً كبيراً هذا الذي ينبش الآلام ويعيد إنضاج Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆÙŠØ³ØªØضر الدموع بعد كلّ هذه السنين. مع تقديري للقيمة المعنوية التي يستشعرها ذوو الشهيد Øين يكون رÙاته مدÙوناً قربهم.
تعلّل المصادر الصهيونية الخطوة بأنها بادرة Øسن نية تجاه الرئيس عباس، ومØاولة للدÙع بمسيرة المÙاوضات إلى الأمام بعد تعثرها مدة طويلة. وهنا علينا أن نتوق٠لنتساءل عن مغزى التوقيت لبادرة Øسن نيّة كهذه، ولماذا يكون عنوانها Ù…Øمود عبّاس؟ ولماذا تبذل لإØياء مشروع يناقض ما عمل له هؤلاء الشهداء جميعا وما استشهدوا من أجله؟!.
أغلب الظنّ أن الاØتلال بادر لتسليم الجثامين بعد أن أدرك أن الاستمرار ÙÙŠ اØتجازها ليس ذا جدوى، وخصوصاً بعد Ù…Ùاوضات صÙقة (ÙˆÙاء الأØرار) التي استشعر خلالها أن التركيز من الطر٠الÙلسطيني كان على الأسرى ÙÙŠ مداÙÙ† الأØياء وليس على الجثامين ÙÙŠ مقابر الأرقام، ÙˆØسناً Ùعل Ù…Ùاوضو الصÙقة Øين لم يشعروا الجانب الصهيوني بأن العدد الكبير للجثامين المØتجزة بات يداً مؤلمة يمكن الضغط من خلالها على المÙاوضين لابتزاز تنازلات على Øساب ذوي المؤبدات المعتقلين لدى الاØتلال، لأن الØيّ أبقى من الميت، والعمل لتØريره أوجب من العمل لتØرير الجثامين. مع تقديري لكل الجهود التي بذلها Ù…Ùاوضو الصÙقة ومØاولتهم لتضمين الجثامين Ùيها، إضاÙØ© إلى الجهود الشعبية التي Øملت همّ الشهداء المØتجزين وساهمت ÙÙŠ Øصر أسمائهم وأعدادهم!.
لكننا اليوم، ونØÙ† نستعد لاستقبال رÙات أبطالنا الشهداء نبدو ÙÙŠ أمسّ الØاجة لاستØضار أرواØهم، ولتكديس ذلك الكم الأسطوري من بطولاتهم ÙÙŠ وعينا ونÙوسنا، ولأن Ù†Øاول بثّ أرواØهم الÙذّة ÙÙŠ خلايا الأجيال الجديدة التي لم تواكب مرØلة مقاومتهم ونضالهم، ولم تتعر٠سابقاً إلى Ùعلهم، ولا عايشت قاماتهم الرÙيعة، تماماً كما أننا ÙÙŠ أمس الØاجة لاسترجاع ذكريات مراØلهم، وللوقو٠ملياّ عندها، علّنا نبصر جيّداً كي٠كان الزمن غير الزمن هذا، ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ© غيرها الآن، ونضارة الإØساس بقيمة المقاومة وأÙضلية مشروعها غيرها الآن أيضا!.
لا نريد لهذا الØدث أن يكون مجرد Ù…Øطّة للمتاجرة ببقايا الأشلاء كما تتم المتاجرة ببقايا الثورة الغاربة عن Ø£ÙÙ‚ من سيبهجهم أن يضا٠إلى رصيدهم مجهودهم الوهمي ÙÙŠ استرداد الجثامين، Ù…Øاولين النّÙØ® ÙÙŠ أوصال مشروعهم المهترئ عبر ديباجة تدّعي الانتماء للنضال والوÙاء للشهداء، رغم رسوب أصØابها ÙÙŠ امتØان الوÙاء القيم المقاومة ومن ينتسبون لها، ورغم أن التباكي على من رØلوا سالÙاً لن يغÙر الإساءة لمن سار على دربهم لاØقاً، Ùلم يلقَ إلا المهانة والخذلان!
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 31/5/2012)