مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد الذي يتذكره Ù…Ùترق السرايا
هكذا هم الشهداء يغادرون ليتعبوا من جاء بعدهم يتلمس خطاهم، يرØلون مزنرين بالموت تاركين من خلÙهم آهات على Ùراقهم من قبل الأهل والأصØاب والأØباب، غادروا بأجسادهم لكنهم بقوا بآثارهم، غابوا بأرواØهم لكنهم بقوا ÙÙŠ القلوب والغائب لا يتغير عليه الزمان ولا المكان Ùمكانه ÙÙŠ قلب المØب باقي مهما طالت الأيام، وشهيدنا غادر بجسده لكنه كما الشهداء كان مصباØاً ينير لنا عتمة أيامنا، ينير لنا دروب الØياة لنكملها.
الشهيد Ù…Øمد المبيض شرطي المرور الذي يتذكره جميع من مرّ على Ù…Ùترق السرايا سواء كان سائقاً أم راكباً أو Øتى سائراً على الأقدام، لسرعة يديه المتناهية ÙÙŠ تسيير Øركة المرور، الشهيد Ù…Øمد الذي قال عنه زميله Ù…Øمد الشاويش والذي صاØبه مدة سبعة أعوام من العمل لو كان يجوز لنا أن نقول عن Ø£Øد بعد الرسول أن خلقه القرآن لقلت ذلك عن Ù…Øمد.
ويقول الشاويش: "كان مشهوداً له بتميزه وانضباطه ÙÙŠ العمل، كان يوصي زملائه على الإتقان ÙÙŠ عملهم، لم يسجل عليه أي مشكلة خلال Ùتره عمله على المÙترقات، Ùكثيرا ما كان يتجنب المشاكل مع السائقين وكان يأخذ بجانبه منعاً لاÙتعال المشاكل ÙˆØتى يترك سيرة طيبة عند الجميع، عندما سمعت بخبر استشهاده بقيت متسمراً مدة نص٠ساعة مرَّ خلالها أمام بصري شريط سبع سنوات قضيتها مع Ù…Øمد رØمه الله".
ولأن الشهادة عطاء وارتقاء كان شهيدنا Ù…Øمد يعطي طمعاً بأن يكسب القلوب ورضا رب القلوب، Ùيشير صديقه أمجد أنه كان ÙŠØضر معه كل ØµØ¨Ø§Ø Ø¥Ù„Ù‰ العمل مدة عامين لم يشعر Ùيها بأنه صديق لمØمد بل هو أخ وق٠معه ÙÙŠ العديد من المواق٠وقÙØ© الأخ الشقيق Ùقد ÙƒÙله لمرابØØ© ÙÙŠ البنك بعد أن بقي مدة شهرين يبØØ« عن ÙƒÙيل، ÙˆÙÙŠ ذات مرة ذهبت معه لبيع خاتم لزوجته عندما اØتاج المال Ùقال له بالØر٠الواØد "أنت ما بتستØÙŠ" وأخرج من جيبه مبلغاً من المال وأقسم ألا يعود ثانية.
ولأن الابتسامة مدخل من مداخل القلوب ومØمد دخل القلوب بابتسامته التي كانت لا تÙارق Ù…Øياه، كذلك كان Ù…Øمد ÙŠØب لعب الطائرة كثيراً وكثيراً ما تعرض للØجز بسببها، مما اضطر مسئول الشÙت أن يجعل دوامه صباØÙŠ دائم وعن أكثر خلق كان يتميز به الشهيد أثناء عمله هو خلق التسامØØŒ Ùكان يخال٠السائقين بالكلمة الØسنة.
Øمزة زميل الشهيد Ù…Øمد المبيض ÙÙŠ العمل يروي قصة استشهاده Ùيقول :" أنه بعد أن أخذت الØرب ÙÙŠ التصعيد خرج Ù…Øمد وعائلته من منزلهم ÙÙŠ ØÙŠ الشعÙØŒ لكن بقيت جدته المسنة ÙÙŠ المنزل وبعد يومين أصر Ù…Øمد على أن يذهب لإØضارها Ùكانت طائرات الغدر الصهيونية ÙÙŠ انتظاره تصب جام غضبها عليه، وعلى كل من يتØرك ÙÙŠ غزة Ùأطلقت عليه قذيÙØ© أصابته ÙÙŠ قلبه النابض بالØياة المليء بالØب للخير، ليغادر Ù…Øمد شهيداً كما كان يتمنى.
خالد جاره وزميله ÙÙŠ العمل يقول أن Ù…Øمد كان نشيطاً لا يدخر مجهوداً ÙÙŠ مساعدة الغير كان ملتزماً ÙÙŠ المسجد يشر٠على Øلقات التØÙيظ، وكان ÙÙŠ ليلة القدر يشارك ÙÙŠ إعداد الطعام للمتهجدين، كما كان ÙŠØرص على أن تقام ØÙلات إشهار الزواج ÙÙŠ المسجد وكان هو من يقوم بتصوير هذه الØÙلات Ùكان متقناً Ù„ÙÙ† التصوير، كان Ù…Øمد ÙŠØضر لصلاة الÙجر وهو مرتدياً زيه الشÙرطي ويقوم بقراءة القرآن Øتى ÙŠØين موعد العمل.
رØÙ„ الشهيد Ù…Øمد ذاك الشاب الأسمر الطويل وبقيت ابتسامته المشرقة تنير دروب إخوانه من بعده، رØÙ„ وترك أثراً ÙÙŠ قلوب وعقول من كانوا Øوله ممن عرÙÙ‡ ومن لم يعر٠سوى صورته وهو ÙŠØرك كلتا يديه لينظم Øياة قد دمرتها آلة الØرب الصهيونية، ولكن سينظمها من بعدهم من سارا على Ù†Ùس الدرب.
تركنا من بعده نقول يا شهيد أنت ØÙŠ ما مضى دهر وكانا، ذكراك الÙÙˆØ§Ø ÙŠØ¨Ù‚Ù‰ Ùينا ما Øيينا ÙÙŠ دمانا، أنت بدر ساطع ما غاب يوما عن سمانا.