مؤسسة مهجة القدس ©
الاستشهادي Ø£Øمد شهاب بطل عملية البرق الخاطÙ
سيرة الشهيد
" إنني أقدم Ù†Ùسي رخيصة لله عز وجل ومرضاة له، وأقوم بعملي هذا رداً على جرائم أعداء الله وأمتنا الإسلامية الذين دنسوا كتابه الشري٠ومقدساته وقتلوا أبناء امتنا ÙÙŠ Ùلسطين والعراق وأÙغانستان والشيشان".. كلمات نطق بها الاستشهادي Ø£Øمد صبØÙŠ شهاب، Ùكان له ما تمنى ÙÙŠ عملية " البرق الخاطÙ" التي أربكت Øسابات العدو وعجلت ÙÙŠ رØيله عن قطاع غزة، بعد أن مرغ أنو٠نخبتها المختارة ÙÙŠ رمال "موراج" البائدة.
الشهيد Ø£Øمد، Ùارس سرايا القدس، Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي، كتب وصيته ÙÙŠ بلاد الØرمين، قبل أن يكتبها بدمائه على رمال ارض Ùلسطين المباركة ليثأر لأطÙال وشيوخ وصرخات الثكلى.
يقول والد الاستشهادي صبØÙŠ شهاب (أبو وسام) :" كنا أول الناس الذين توجهنا لمØررة "موراج" بعد اندØار الاØتلال عنها، Øيث اصطØبنا دليل من سرايا القدس إلى Ù…Ø³Ø±Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ© (البرق الخاطÙ) التي خاض غمارها ابني Ø£Øمد قبل الاندØار الصهيوني عن قطاع غزة بشهرين" مشيراً إلى أن آثار أقدام نجله ودمائه التي روت الرمال العطشى كانت Øاضرة آنذاك، بالإضاÙØ© إلى المØاليل الطبية وقطع لملابس ممزقة تعود لجنود الاØتلال القتلى، وأعقاب الرصاص الذي استخدمه "اØمد" ÙÙŠ عمليته.
Øكاية مجاهد
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø "أبو سام" أن شعوراً عظيما بالÙخر والاعتزاز انتابه وهو يشاهد المكان الذي استطاعت أن تدوسه أقدام ابنه الاستشهادي قبل الجميع وتمرغ أنو٠بني صهيون وتعجل برØيلهم عن غزة.
وأضاÙ: أثناء تجوالي مع الدليل داخل المØررة لمساÙات طويلة وخلال مشاهدتي للتØصينات العسكرية بالغة التعقيد، تساءلت ÙÙŠ قراره Ù†Ùسي، كي٠استطاع Ø£Øمد وإخوانه الإستشهاديون اختراق الأسلاك الالكترونية وكاميرات المراقبة، والسير لمساÙات طويلة داخل الرمال الموØشة Øتى الوصول إلى أقرب وأخطر نقطة، ويشتبك مع كتيبة كاملة من الجنود المدربين على Ø£Øدث أساليب القتال والمسلØين بوسائل وعتاد Øديثة ÙˆÙتاكة، لو لم تكن عين الله ترعاهم وتسدد خطاهم!".
وتذكر أبو "وسام" ÙÙŠ تلك الأثناء الØديث المطول الذي دار بينه وبين نجله عن الشهادة ÙÙŠ سبيل الله قبل Ù†ØÙˆ أسبوع من تنÙيذ العملية، قائلاً :" كانت الرغبة ÙÙŠ الاستشهاد Øاضرة ÙÙŠ وجدانه، وكثيراً ما كنت أشÙÙ‚ عليه لصغر سنه، لكنه كان يغلبني دوماً بØجته المستمدة بالدليل القاطع من القرآن والسنة"ØŒ لاÙتاً إلى أن الشهيد اØمد لم يكن الشهيد الأول الذي قدمته عائلته المهاجرة من مدينة" ياÙا"ØŒ إنما سبقه جده الشهيد الشيخ "عوض"ØŒ واثنين من أعمامه هما " Ù…Øمود" Ùˆ"اØمد" اللذين ارتقيا شهداء ÙÙŠ معركة الدÙاع عن Ùلسطين والمقدسات الإسلامية.
وأعرب الوالد "أبو وسام" ÙÙŠ خضم Øديثه المؤثر عن Øياة نجله الاستشهادي " اØمد" عن Øالة المÙارقة التي كان يعيشها الشهيد اØمد، Øيث قال:" لقد كان ÙÙŠ أيامه الأخيرة منهمكاً ÙÙŠ دراسته لامتØانات نهاية المرØلة الثانوية العامة، Øتى ظننت انه قد صر٠نظراً عن Ùكرة الاستشهاد، لأÙاجأ باستشهاده بعد أسبوع من نهاية الامتØانات"ØŒ موضØاً أن نجله Ø£Øمد كان إلى جانب اهتمامه ÙÙŠ دراسته، يتلقى تدريبات قاسية وخاصة جداً على العملية الإستشهادية، كما أكد له إخوانه ÙÙŠ سرايا القدس.
وأشار والد الاستشهادي شهاب، إلى أن Øصول نجله على شهادة الثانوية العامة ÙÙŠ الÙرع الأدبي بتÙوق، دلل للجميع على مدى اهتمامه ÙˆØرصه نجله على القيام بوظائÙÙ‡ الدنيوية إلى جانب Øرصه الشديد على الاستشهاد، مبيناً أن شعوراً بالØزن انتابه Ù„Øظة ذهابه لاستلام شهادة Ø£Øمد من مدرسته، عندما رأى زملاءه يستلمون بنÙسهم شهادتهم والÙرØØ© تغمرهم. مستدركاً بالقول " لكنني تذكرت الجائزة العظيمة التي أعدها الله للشهيد ووالديه ÙÙŠ الÙردوس الأعلى Ùتبدد Øزني إلى ÙرØØ©".
قصته مع أمه
وبدورها تذكرت والدته "أم وسام" اللØظات المؤلمة التي استقبلت Ùيها نبأ استشهاد Ùلذة كبدها، عبر أثير Ø¥Øدى الإذاعات المØلية بينما كان Ø£Ùراد الأسرة يتناولون طعام العشاء، مما شكل لهم صدمة هزت الجميع، مرددةً الكلمة الأولى التي قالتها Ù„Øظة سماع نبأ استشهاد Ùلذة كبدها " إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
وقالت والدة الاستشهادي بصوت Øمل ÙÙŠ نبراته كل معاني الأمومة:" كانت Ùلسطين Øاضرة دوماً ÙÙŠ وجدان وعقل اØمد Øتى عندما كان ÙÙŠ السعودية كان ÙŠØثنا على العودة إليها للعيش Ùيها، وما أن عÙدنا Øتى التØÙ‚ بصÙÙˆÙ Øركة الجهاد الإسلامي عام 2003ØŒ ليداÙع عن شعبه الأعزل الذي يذوق كل يوم الويلات والعذابات من قبل المØتل الغاصب".
لماذا لا تغضب ؟؟
وتضي٠الأم الصابرة:" لا أخÙيك أنني كثيراً ما كنت أرى الدموع تنهمر من عيون اØمد عندما كان يشاهد عبر القنوات الإخبارية المجازر البشعة التي يرتكبها الاØتلال أمام مرأى ومسمع العالم دون أن ÙŠØرك Ø£Øد ساكنا"ØŒ مؤكدةً أن تلك المجازر كانت تلهب مشاعره وتؤجج لديه Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø«Ø£Ø± لدماء الأطÙال والنساء والشيوخ والشباب الذين يذبØون بشكل يومي، وهو الأمر الذي دÙعه لكتابة وصيته أكثر من مرة ÙÙŠ بلاد الØرمين.
ولÙتت "أم وسام" إلى أن نجلها تØدث إليها مراراً وتكراراً عن رغبته ÙÙŠ نيل شر٠الشهادة ÙÙŠ سبيل الله، طالباً منها الدعاء له بالتوÙيق والسداد، ومؤكداً لها انه يرغب القيام بعمل كبير لله وانتقاماً من تدنيس اليهود للمصØ٠الشري٠والمقدسات الإسلامية التي تنتهك ليل نهار.
وأوضØت أن Ø£Øمد قبل أن يخرج إلى مهمته الجهادية الأخيرة Øلق شعره ورتب Ù†Ùسه، وغسل بدلته العسكرية بيديه قبل أن يلبسها أمامها للمرة الأخيرة.
ووصÙت الأم المØتسبة نجلها الاستشهادي بـ"العصÙور" الذي لا تعر٠له غصناً "Ùأينما ØÙ„ ملأ الدنيا Øباً وجمالاً " لاÙتة إلى ما كان يتمتع به الشهيد من أخلاق سامية رÙيعة وإلى التزامه ÙÙŠ الصلوات لا سيما صلاة الÙجر ÙÙŠ مسجد الشرطة، ÙˆØبه للرياضة خاصة رياضتي المشي Ùˆ"الكونغ ÙÙˆ"ØŒ Øيث Øصل على العديد من الجوائز.
كرامة الشهيد
وروت "أم وسام" خلال Øديثها Ø£Øد الروايات المؤثرة عن الشهيد Ø£Øمد، Ùقالت:" ÙÙŠ اليوم الثاني Ø³Ù…Ø Ø§Ù„Ø§Øتلال لضباط الارتباط الÙلسطيني بالوصول إلى Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ© لنقل جثمان Ø£Øمد، أثناء Øمله تبين لجنود الاØتلال عبر الكاميرات أن الشهيد لازال قابضاً على سلاØه، ÙرÙضوا نقله إلا بعد سØب Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù…Ù†Ù‡ØŒ ÙØاول ضباط الإسعا٠أخذ السلاØØŒ ولم تÙÙ„Ø Ù…Øاولاتهم المتعددة، Ùقرر الجندي الصهيوني أن يطلق النار على يديه، ولكن Ø£Øد الضباط الÙلسطينيين طلب منهم Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡ بمØاولة أخيرة، وبدأ يقرأ عليه بعض من آيات القرآن Øتى ÙتØت يداه وتم سØب Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù…Ù†Ù‡ØŒ الأمر الذي أثار استغراب ودهشة الجنود الصهاينة الذين كانوا يتابعون الموق٠عن كثب".
وهنا قال والده ÙÙŠ مداخلة سريعة " كنت أتمنى أن يبقى سلاØÙ‡ معه، لاØتÙظ به طوال Øياتي".
Ùصول من Øياته الجهادية
ولمعرÙØ© المزيد عن تÙاصيل Øياته الجهادية قال رÙيقه المجاهد ÙÙŠ سرايا القدس، "أبو مصعب":" منذ وطأت أقدام اØمد ارض الوطن بعد عودته وأسرته من المملكة العربية السعودية عام Øرص على الالتØاق ÙÙŠ صÙÙˆÙ Øركة الجهاد الإسلامي، ليداÙع عن شعبه وقضيته التي لم تغب عن باله Ù„Øظة".
وأضا٠:" تميز الاستشهادي Ø£Øمد بعدة صÙات جعلته ÙŠØظى باØترام الجميع، Øيث كان ملتزماً ÙˆØاÙظاً لكتاب الله، وهادئاً قليل الكلام".
وأشار إلى انه ÙÙŠ العام 2003 تم إلØاق الشهيد اØمد بإØدى المجموعات الجهادية المقاتلة، Øيث تلقى العديد من الدورات العسكرية التي أهلته للالتØاق بوØدة الإستشهاديين بعد إلØاØÙ‡ الشديد على إخوانه ÙÙŠ سرايا القدس، Øيث شارك ÙÙŠ عدة مهمات جهادية، كان منها عمليات رصد ورباط على الثغور، ونصب عبوات ناسÙØ© والتصدي لتوغلات صهيونية.
قصة استشهاده
أما عن تÙاصيل العملية الإستشهادية، Ùقال القائد الميداني ÙÙŠ سرايا القدس " أبو مصطÙÙ‰" :" لاØظت Ø¥Øدى مجموعات الرصد التابعة لسرايا القدس تواجد مجموعة من الجنود الصهاينة من الوØدة المسماة ( جÙعاتي) على مقربة من السياج الالكتروني لمغتصبة "موراج"ØŒ وبعد متابعة استمرت لأكثر من شهرين تم وضع خطة لمهاجمتها، وتم تØديد ساعة الصÙر".
وأضاÙ:" ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت كانت ÙˆØدة التدريب تعد الإستشهاديين على عملية مماثلة، وتم وضع كاÙØ© التوقعات والمÙاجآت التي قد تطرأ أثناء التنÙيذ".
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ø£Ù† الإستشهاديين "اØمد" ومجاهد آخر انسØب من مكان العملية بعد إصابته، تمكنا من دخول المغتصبة ÙˆØÙرا ØÙرتين صغيرتين للاختباء بهما، Øيث كانت مهمة المجاهد الأول إطلاق قذيÙØ© " ار. بي. جي" باتجاه المدرعة الصهيونية التي تØمل الجنود، Ùيما كانت مهمة Ø£Øمد زرع عبوة ناسÙØ© أعدت خصيصاً تØت الآلية المدرعة لتÙجيرها، ومن ثم الانقضاض على الجنود، مشدداً على أن العملية تمت ÙˆÙÙ‚ ما خطط له، Øتى بعد انسØاب المجاهد الثاني الذي أصيب بعد إطلاقه للقذيÙØ©ØŒ Øيث اشتبك الاستشهادي اØمد مع الوØدة الصهيونية من على مساÙØ© لا تتجاوز بضعة أمتار، واستمرت عملية إطلاق النار المتبادل لأكثر من ساعة ونص٠اضطر العدو خلالها إلى طلب مساندة Ø³Ù„Ø§Ø Ø·ÙŠØ±Ø§Ù†"الاباتشي" والآليات الصهيونية المدرعة، بعدما عجز جنوده عن مواجهة صلابة وجرأة "اØمد" Øيث اعتقدوا أنهم يواجهون أكثر من مجاهد.
وذكر "أبو مصطÙÙ‰" أن ÙˆØدات الإسناد شاركت الاستشهادي اØمد ÙÙŠ العملية من خلال إطلاق عدة قذائ٠هاون واستخدام Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØªÙˆØ³Ø· ÙÙŠ العملية البطولية التي أطلقت عليها سرايا القدس عملية " البرق الخاطÙ" لترتقي Ø±ÙˆØ Ø´Ù‡ÙŠØ¯Ù†Ø§ Ø£Øمد إلى بارئها يوم 5/7/ 2005Ù…ØŒ مع الشهداء والصديقين بعد أن أوقع ÙÙŠ صÙو٠الوØدة المختارة العديد من القتلى والجرØÙ‰.
ويذكر أن الاستشهادي Ø£Øمد صبØÙŠ عوض شهاب قد جاء Ùجر ميلاده يوم 2/8/1987Ù… ÙÙŠ المملكة العربية السعودية وعاد إلى أرض الوطن سنة 2000Ù…ØŒ وهو أعزب، ونشأ ÙÙŠ كن٠أسرة Ùلسطينية مجاهدة ملتزمة بتعاليم الإسلام الØنيÙØŒ تعود أصولها لمدينة ياÙا المØتلة عام 1948Ù…ØŒ وهي تسكن الآن ÙÙŠ مدينة خان يونس، Ùˆ تتكون من والديه وخمسة أشقاء وأربع شقيقات.
وتلقى الشهيد تعليمه الأساسي والإعدادي ÙÙŠ مدارس السعودية، وبعد عودته إلى ارض الوطن أنهى المرØلة الثانوية Øيث نال شهادة الثانوية بعد استشهاده.
(المصدر: موقع سرايا القدس)