الشهيد أشرف الشيخ خليل رسم بدمه حدود الوطن

لا تكاد تخلو صور التضحية التي يجسدها الشعب الفلسطيني من خلال مقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني من بيت أي عائلة فلسطينية، فهنا بيت له شهيد، وهناك بيت فيه جريح وآخر فيه أسير، وغير ذلك من صور الفداء والبطولة التي صنعها جهاد الفلسطينيين، وهناك الكثير من العائلات التي قدمت عدداً من أبنائها شهداء وجرحى وأسرى.. أبرزها عائلة الشيخ خليل التي قدمت ثمانية من أبنائها، واليوم سنتحدث عن الشهيد الأول في يوم ذكرى استشهاده.

اسم الشهيد: أشرف خليل الشيخ خليل
العمر: 25 عاماً
السكن: رفح
الوضع العائلي: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 1/7/1991 م
كيفية الاستشهاد: اشتباك مسلح

الشهيد الأول
ولد الشهيد الأول 'اشرف الشيخ خليل' مطلع عام 1965، نشأ وترعرع في بيئة على مائدة القرآن، وكان أحد أبرز رواد مسجد الهدى في مخيم يبنا، حافظ على الصلاة في جماعة منذ الصغر، وحتى يوم استشهاده.
والتحق الشهيد المجاهد أشرف في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وسافر إلى لبنان واستشهد في اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني بتاريخ 1-7-1991 في عملية بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في لبنان.
تقول والدة الشهيد أشرف 'خنساء رفح' التي تقطن في منزل العائلة وسط مخيم يبنا للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقدمت ثمانية من أفراد عائلتها: 'لا حل إلا بالجهاد والمقاومة، وسأستمر في تقديم الشهداء حتى يأذن الله بالنصر... على استعداد أن أقدم باقي أولادي من أجل القدس، فلن تكسر دبابات الاحتلال إرادتنا، وسنبقى على العهد ما بقينا '.
وأضافت: 'أولادي الشهداء قدمتهم فداءً للدين وللوطن وللقضية وللمقدسات، الله يرضى عليهم ويجعلهم في مرتبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولن أندم لحظة على التضحيات'.
وتابعت:'قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ولقد قدمت قبلهم أخي الشهيد خضر الجزار عام 1967م وابن بنتي الشهيد حسن أبو زيد وابن بنتي الشهيد خالد غنام وزوج ابنتي الشهيد خالد عواجة'.
ودعت والدة الشهيد المجاهد أشرف أمهات العرب والمسلمين وزوجاتهم إلى الوقوف مع أرامل الشهداء، وأبنائهم، واليتامى من أهل فلسطين، الذين تقطعت بهم السبل نتيجة لبطش الاحتلال، 'وتربية أولادهم وأبنائهم على الجهاد في سبيل الله لأنة أعظم ما يقدم المسلم لله رب العالمين'.
والدة الشهيد أشرف 'الحاجة فاطمة الجزار' - 60 عاما - شردت عائلتها من ديارها عام 1948 من قرية ( يبنا ) ليستقر بها الحال في مخيم يبنا بمدينة رفح وتوالت عليها ابتلاءات الاحتلال وهو ما جعلها ' تتمسك بالتضحية بكل نفيس حتى النصر.

لحقه خمسة من عائلته
ولحق الشهيد أشرف بعد عام شقيقه 'شرف' الذي كان شعاره دائما ' احرص على الموت توهب لك الحياة ' حيث استشهد في اشتباك مسلح في وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد وكانت عمليته ضمن التصدي لقوات الإنزال البحري الصهيوني بتاريخ 2-1-1992 '.
واستشهد شقيقه محمود وهو قائد ميداني بسرايا القدس برفح عندما أطلقت طائرة استطلاع صهيونية صاروخا على منزل العائلة في مخيم يبنا برفح في شهر أكتوبر عام 2004، في إطار محاولة فاشلة لشقيقه الشهيد محمد الذي استشهد يوم الأحد 25-9-2005 في قصف صهيوني لسيارته في أثناء مرورها أمام مطعم ' شعفوط ' في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.
عائلة الشيخ لم تخلو أيضا من الشهداء صغار السن فقد استشهد اثنان من أحفاد الحاجة فاطمة، وهما حسن أبو زيد والشهيد البطل خالد غنام، يوم9/4/2005م.
والشهيدان من مواليد عام 1989 وقتلا بنيران الاحتلال بينما كانا يلعبان مع أقرانهما في ساحة تبعد حوالي مائة متر من الشريط الحدودي وتحيطها المنازل الشاهقة، حيث ' ظهرت فجأة دبابة صهيونية تقوم بدورية وتقدمت باتجاههما وصوبت نيران أسلحتها عن عمد باتجاههما '.

موعد مع الشهادة
نفذت مجموعة مشتركة من حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية في لبنان عصر يوم الاثنين 1/7/1991 هجوماً بقذائف صاروخية وأسلحة رشاشة على موكب لسيارات المخابرات الصهيونية منهم نائب قائد القطاع الغربي المدعو (بيروكس)، وذلك بعد نصب كمين قرب بلدة بليدا التي تبعد 400 مترا عن حدود فلسطين.
وقد أدت لتدمير الموكب بالكامل وقتل من بداخله. واعترفت مصادر العدو بجرح ضابطي مخابرات في الهجوم، أحدهما أصيب في رأسه.
واستشهد في العملية ثلاثة مجاهدين اثنان منهم من الجهاد الإسلامي هما: الشهيد المجاهد محمد أبو ناصر (أبو علي)، والشهيد المجاهد أشرف خليل الشيخ خليل (أبو صبحي)، مواليد رفح، والشهيد المجاهد حسين علي منصور من المقاومة الإسلامية.