الشهيد محمد أبو طير: فارس عشق ثرى الأرض المباركة

ميلاد مجاهد
ولد الشهيد المجاهد محمد جلال شحدة أبو طير في 17/8/1987 في بلدة عبسان شرق محافظة خان يونس، لأسرة فلسطينية بسيطة ومتواضعة تتكون من والديه وأربعة أشقاء وثلاثة أخوات وكان ترتيبه الرابع بين الجميع.
تلقى الشهيد محمد تعليمه الأساسي والإعدادي في مدارس بلدة عبسان الشرقية، غير أنه لم يكمل دراسته للمرحلة الثانوية وتوجه للعمل في قطاع الزراعة لمساعدة أسرته.  

شخصيته الإسلامية
وتمتع الشهيد محمد بشخصية ملتزمة طيبة مهذبة، فكان محبوباً بين أهله وأصحابه وجيرانه ورفاقه في ذات الدرب، كما تميز ببره بوالديه، فكان رؤوفا بهما وشديد الاحترام لهما ومطيعا لما يطلب منه، كما عرف بحبه وعطفه لي لإخوانه وأخواته حريصاً على حثهم على الصلاة في المسجد وحضور مجالس العلم وحلقات حفظ القرآن في مراكز التحفيظ المنتشرة في كافة مناطق قطاع غزة.
والتزم الشهيد أبو طير بمسجد خليل الرحمن ومسجد أبو بكر، فكان نعم الشاب المؤمن الملتزم في حضور مجالس العلم والذكر وحلقات حفظ كتاب الله، كما تميز بمشاركته في جميع الأعمال التي كانت تقوم بها أسرة مسجده، فعمل في مجال الدعوة في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى حرصه الشديد على ترتيب وتنظيف المسجد.

العمل العسكري
وتعلقت روح شهيدنا محمد  بحب المقاومة وعشق الجهاد فقضى معظم وقته مجاهداً مرابطاً، حيث انخرط  في صفوف حركة الجهاد الإسلامي مبكراً وذلك سنة 2003Ù… مؤمناً بأفكارها ونهجها المقام وتدرج حتى التحق في صفوف سرايا القدس الذراع العسكري للحركة، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية الخاصة، فكان من العناصر المجاهدة النشيطة في المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس، حيث يسجل له مشاركته الفاعلة في تنفيذ العديد من عمليات إطلاق قذائف الهاون وصواريخ سرايا القدس باتجاه المغتصبات الصهيونية، بالإضافة إلى مشاركته في تنفيذ عدة عمليات عسكرية على الشريط الحدودي شرق بلدة خزاعة المحاذية للشريط الحدودي.
ويسجل للشهيد مشاركته الفاعلة في التصدي لمعظم الاجتياحات الصهيونية على المنطقة الشرقية من خان يونس، حتى أنه أصيب أثناء تصديه لاجتياح عبسان الكبيرة إصابة بالغة، اضطر على أثرها السفر إلى جمهورية مصر العربية لتلقي العلاج اللازم، ولم يمضي على عودته من رحلة العلاج عدة أيام حتى بدأت عملية "الرصاص المصبوب"ØŒ التي أصر أن يشارك إخوانه المجاهدين في حرب غزة.    

استشهاده
وفي يوم الثلاثاء 29/12/2008م كان شهيدنا محمد جلال أبو طير ورفيقه محمد عبد العزيز القرا ورفيقهم الشهيد القائد زياد العبد أبو طير، وشقيقه الشيخ المجاهد ياسر أبو طير، ونجله معاذ، على موعد مع الشهادة، عندما أقدمت طائرات الاستطلاع الصهيونية على استهدافهم بصاروخين أثناء تواجدهم أمام منزل الشهيد "زياد" بمنطقة عبسان، مما أدى إلى استشهادهم على الفور، حيث تم تشييع جثمانهم الطاهر في موكب جنائزي مهيب شاركت فيه كافة الفصائل والأطر الفلسطينية رغم التحليق المكثف لطائرات الاحتلال الصهيوني.

ردود فعل
هذا وقد استقبلت أسرة الشهيد محمد نبأ استشهاد نجلها بكل صبر واحتساب، وقال والده الحاج جلال: "لم يكن استشهاد نجلي محمد أمراً مستبعداً لاسيما وأنه كان حريصاً على المشاركة في التصدي في كافة الاجتياحات الصهيونية على المنطقة الشرقية".
وأضاف: "الحمد لله الذي جعلني أنجب رجالاً شرفوني في حياتهم بسمعتهم الطيبة وزادوني شرفاً عند مماتهم بأن ارتقوا شهداء في سبيل الله والوطن وليس في سبيل أحد".

(المصدر: سرايا القدس، 29/12/2012)