مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد الأسير " إبراهيم الراعي " عظمة الشهادة وروعة الصمود
سيرة الشهيد
" Ø£Ùصمد Ø£Ùصمد يا رÙيق مثل الراعي ÙÙŠ التØقيق " شعار يردده باستمرار الرÙاق ÙÙŠ الجبهة الشعبية لتØرير Ùلسطين .. وسمعناه كثيراً منهم داخل السجون وخارجها ØŒ وأدرج ÙÙŠ أدبياتها ونشراتها الداخلية ØŒ وهو بمثابة دعوة لشØÙ† الهمم وتعزيز ثقاÙØ© الصمود اقتداء برÙيقهم الشهيد " إبراهيم الراعي " الذي Ùضَّل الموت والاستشهاد على الاعترا٠وتقديم المعلومات المجانية عن المقاومة والبقاء على قيد الØياة .
ذاك الشهيد الذي ØÙر كلماته الأخيرة على جدران زنزانته قائلاً " ( رÙاقي ØŒ قد يشنقوني وهذا ممكن وإن شنقوني Ùلن يميتوني ØŒ Ùسأبقى Øياً أتØداهم ولن أموت ØŒ وتذكروني سأبقى Øياً ÙˆÙÙŠ قلوبكم نبضات ) ....
سلام على ذاك الشهيد الأسير الذي تØدى وانتصر ... صمد ولم ÙŠØرك عضلة لسانه ØŒ Ùضّل الشهادة على الاعترا٠.. ÙاستØÙ‚ أن يبقى Øياً ÙÙŠ العقول والقلوب ... واستØقت الجبهة الشعبية لتØرير Ùلسطين التي كان ينتمي لها الشهيد اØترامنا وتقديرنا لأنها بقيت ÙˆÙية له ولتضØياته ØŒ وسعت لتعزيز ثقاÙØ© الصمود ØŒ وهي من رÙعت شعار " الاعترا٠خيانة " ØŒ وهي من جعلت من الصمود ÙÙŠ التØقيق قاعدة والاعترا٠استثناء ÙÙŠ تجارب عدة من مراØÙ„ الثورة والانتÙاضة .
وللصمود والمقاومة رموز ØŒ ونØÙ† شعب يعشق المقاومة ØŒ ويØÙظ للرموز مكانتها ÙÙŠ القلوب ØŒ وأبي المنتصر هو واØد من رموز المقاومة والصمود .. بل ويÙعتبر من أبرز رموز الصمود .. صمود Øتى التضØية ØŒ وتضØية Øتى الشهادة ØŒ وشهادة بعد انتصار على الجلاد وظلمه ÙÙŠ أقبية التØقيق رغم القيد والقهر ...
موعد مع الشهادة
الشهادة عظيمة وهي أرقى وأروع أشكال التضØية وملاØÙ… البطولة من أجل الآخرين ØŒ Ùيما ÙŠÙضا٠لها روعة وعظمة خاصة Øينما تكون خل٠القضبان ومن أجل صون ÙˆØماية أسرار الثورة والمقاومة وعدم Ø§Ù„Ø¨ÙˆØ Ø¨Ù‡Ø§ .
إنها الشهادة التي سطرها الأسير أبى المنتصر ØŒ ليتØول بعدها إلى رمز وأسطورة ØŒ ØÙظ له مكانة ÙÙŠ عقولنا وقلوبنا ØŒ وشكّل مدرسة تÙØتذى بثقاÙتها ومنهجها ØŒ وثقاÙØ© عامة لمن يرغب أن يصون أسرار Øزبه ورÙاق دربه مهما كانت صنو٠التعذيب قاسية ،وغدى تاريخ عريق يتناقله الأجيال وتتوارثه الÙصول والأزمنة ØŒ وتÙكتب Ùيه القصائد والأشعار ØŒ ورمز لمن يبØØ« عن رموز ÙŠÙخر بها ويعتز بشموخها وتضØياتها وانتصاراتها ...
ولم يكن الشهيد الأسير " ابراهيم الراعي " يصل إلى هذه المكانة وأن يسطر تلك التجربة وأن يضØÙŠ بØياته من أجل الآخرين ØŒ لولا تسلØÙ‡ بقضية٠عادلة ØŒ ومبادئ٠راسخة وقناعة٠بØتمية الانتصار وإلمامه الكامل بكل أساليب التØقيق التي يمكن أن يتعرض لها وأن تمارس ضده.
مولد البطل
ولد الشهيد الأسير " إبراهيم الراعي " أبو المنتصر " عام 1960 Ù… ÙÙŠ مدينة قلقيلية وكبر وترعرع ÙÙŠ كن٠عائلة أصيلة لم تبخل ÙÙŠ تقديم أبنائها قرابين Ù„Øرية الوطن واستقلاله وأرضعته أمه Øليباً ممزوجاً بØب الوطن ومقدساته وبالرÙض لكل أشكال الذل والاØتلال ØŒ Ùكبر وكبرت معه القضية Ùانغرست به وتعمق بها من خلال مطالعته ودراسته للعديد من الكتب والدراسات وبدأت Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø±Ø¬ÙˆÙ„Ø© والبطولة ترتسم على شخصيته ÙˆÙÙŠ العام 1978 Ù… اعتقلته المخابرات الصهيونية ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشر من عمره بعد ØŒ وخاض أول تجربة٠ÙÙŠ التØقيق والتي استغرقت أربعة شهور وبالرغم من أنها الأولى إلا انه انتصر Ùيها ،وØكم عليه بالسجن خمس سنوات على تهم لم يعتر٠بها ØŒ وكانت هذه السنوات الخمس Ù…Øطةً للإعداد والبناء والتثقي٠الذاتي Ùكان السجن له جامعةً تنقل بين Ùصولها وقرأ العديد من الكتب والدراسات والتجارب الثورية ومع الوقت Ø£ØµØ¨Ø Ø£Øد أبرز المثقÙين ÙÙŠ سجن نابلس القديم ويقدم المØاضرات ويدير الجلسات ØŒ بل امتاز أيضاً بالكتابة Øيث امتلك قلماً سيالاً يتسم بالسلاسة وترابط الأÙكار والتØليل والكلمات الثورية المعبرة والمنتقاة ومع مرور الشهور والسنوات Ø£ØµØ¨Ø Ø¥Ø¨Ø±Ø§Ù‡ÙŠÙ… إسماً ذو مكانة٠مميزة٠بين رÙاقه .
ÙˆÙÙŠ أوائل الثمانينات ÙˆÙÙŠ خطوة يائسة من قبل الإØتلال لتلميع صورة روابط القرى المهترئة والتي شكلها كبديل عن Ù… . ت .٠أقدم على الإÙراج عن بضع عشرات من الأسرى Ùكان إسم إبراهيم من ضمنهم ولم يكن قد أمضى سنوات Øكمه ØŒ وخلال الØÙÙ„ الذي أقيم خصيصاً لذلك ØŒ لم يتجرع إبراهيم المشهد ولم يقبل بØريته على Øساب تعزيز مكانة روابط القرى ØŒ Ùوق٠وبكل جرأة٠أمام جموع الØاضرين يلقي كلمة الأسرى والمÙترض أن يتØرروا ØŒ Ùˆ مما قاله بأن هؤلاء لا يمثلون إلا أنÙسهم وأن Ù….ت.٠هي الممثل الشرعي والوØيد للشعب الÙلسطيني ... Ùما كان من سلطات الإØتلال إلا أن أعادته للسجن.. Ùعاد مرÙوع الرأس ليكمل Ùترة Øكمه .
أكملها وأطلق سراØÙ‡ وانخرط ÙÙŠ النضال مباشرة ÙÙŠ ساØØ© النضال الأرØب وكان شعلةً من العطاء وتميز بقدرته العالية على التأثير والاستقطاب ومن ثم ألتØÙ‚ بجامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ© Ùكان الطالب الملتزم والمتÙوق والقائد النشط والمØرض ÙˆÙÙŠ 29 يناير سنة 1986Ù… ØŒ اعتقل الشهيد بتهمة نشاطه المميز ÙÙŠ الجبهة الشعبية لتØرير Ùلسطين وأطرها الجماهيرية والطلابية وصلته المباشرة بمجموعة اتهمت بقتل جنود صهاينة ØŒ Ùخاض تجربة التØقيق الثانية بإرادة٠أقوى ØŒ ليعجز جهاز المخابرات كما المرة الأولى ÙÙŠ انتزاع أي سر٠منه ÙˆØاÙظ على الصمت المقدس .
مشواره الجهادى
لم يعر٠الهدوء أو الإستكانة خلال Ùترة سجنه ولم ÙŠØد السجن من عطائه ونضاله Ùˆ لم يستسلم للواقع ولم ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Øدود السجن الجغراÙية وقضبانه الØديدية بأن تØدد مساØØ© نضاله وعطائه Ùكان Øاضراً باستمرار بين صÙو٠رÙاقه خارج الأسر يراسلهم ويخاطبهم ØŒ يوجههم ويقودهم ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت... وكانت المخابرات الصهيونية تدرك جيداً خطورته كما كانت تدرك بأن بداخله أسراراً وأسراراً ولو Ø£Ùشى عنها لاستطاعت اعتقال العشرات من رÙاقه Ùˆ تدمير وتÙكيك مجموعات عديدة ÙˆØÙ„ ألغاز العديد من العمليات التي Ù†Ùذت ضدها .
وبعد Øوالي عام ونص٠وبالتØديد ÙÙŠ منتص٠عام 1987Ù… ØŒ نقل أبو المنتصر للتØقيق ÙÙŠ سجن المسكوبة بالقدس لعلاقته بإØدى المجموعات والÙعاليات خارج المعتقل واستمر التØقيق معه لعدة شهور وخلالها اعتقلت المخابرات الصهيونية أخته من أجل الضغط عليه لكنه ظل صامداً ولم يدلي بأية أسرار٠وبعدها نقل إلى سجن نابلس للتØقيق أيضاً وخرج كالعادة من المعركة منتصراً ÙˆÙÙŠ بداية عام 1988Ù… نقل إلى سجن ايالون المخصص للعزل ليوضع ÙÙŠ زنزانة٠انÙرادية٠و ÙŠÙمارس ضده أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنÙسي ØŒ ÙˆÙÙŠ الØادي عشر من نيسان من عام 1988 كان الموعد مع الشهادة .
استشهد ولم ØªØ³Ù…Ø Ø³Ù„Ø·Ø§Øª الإØتلال سوى لخمسة عشر شخصاً Ùقط من أهله بالمشاركة ÙÙŠ جنازته ليلاً واستطاع Ø£Ùراد العائلة الكش٠عن الجثمان ووجدوا علامات الضرب Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø±Ø ÙÙŠ الرأس ÙˆÙÙŠ أنØاء مختلÙة٠من الجسم ودماء نازÙØ© من الأذن ÙˆØ¬Ø±Ø ÙÙŠ الخاصرة وبقع زرقاء متورمة ÙÙŠ الرأس ØŒ مما يؤكد على أنه أعدم انتقاماً منه ...
ÙرØÙ„ " إبراهيم " جسداً وبقىَّ Øياً ÙÙŠ قلوبنا ولم يَمت ØŒ ونموذجاً ÙŠÙØتذى لكل الثوار الأØرار ÙÙŠ الصمود الإسطورى والنضال المتواصل Ùعاش مناضلاً عنيداً معطاء ØŒ أسيراً شامخاً صامداً ØŒ منتصراً ÙÙŠ كل المعارك التي خاضها ØŒ ومات كالأشجار وقوÙاً .
هذا هو أبا المنتصر الذي ÙƒÙتبت له الأناشيد والأشعار والقصائد ØŒ واليوم وبعد مرور ثلاثة وعشرين عاماً على استشهاده ØŒ نؤكد من جديد بأن ثقاÙØ© الصمود ÙÙŠ أقبية التØقيق Øاجة ملØØ© يجب أن ÙŠØªØ³Ù„Ø Ø¨Ù‡Ø§ كل الثوار ولنردد سوياً " Ø£Ùصمد Ø£Ùصمد ÙÙŠ التØقيق " وكما كانوا يقولون لنا " الصمود " أقصر الطرق للعودة إلى البيت ... Ùإما أن تعود منتصراً سيراً على الأقدام ØŒ وإما أن تعود منتصراً Ù…Øمولاً على الأكتا٠وتبقى Øياً ÙÙŠ قلوب الملايين وتاريخاً تتناقله الأجيال Ùˆ تتوارثه الأزمنة .
(المصدر:Ùلسطين خل٠القضبان,12/4/2011)