مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد "رياض عدوان" Ùرادة البطولة ونموذج الجهاد..
بقلم: زياد أبو شاويش
كثيراً ما تÙاجئنا الØياة بصØبة غير متوقعة أو بØب لغائب لم نره على الإطلاق وأكثر من هذا أنها ربما تضعنا أمام استØقاق لا يمكن تجاوزه أو تأجيله، وهكذا كانت علاقتي مع رجل غاب منذ أثني عشر عاماً ويزيد دون أن أراه أو استمع إليه أو أسمع سيرته ومسار Øياته المليء بالعزة والكرامة والابتلاء.
إنه الشهيد المتÙرد ÙÙŠ Ù…Ù†Ø Ø±ÙˆØÙ‡ طواعية واختياراً لشعبه ووطنه والمناÙØ Ø¹Ù† ØÙ‚ أمته وكرامتها بوعي العار٠لعمق المعنى وسمو الهدÙØŒ الرجل الذي ترك لعشرة Ø£Ùراد هم كل أسرته نموذجاً مشرÙاً للعشق والإيثار وهو الذي تمثل قوله تعالى" إنك ÙƒØ§Ø¯Ø Ø¥Ù„Ù‰ ربك كدØاً Ùملاقيه"ØŒ Ùنعم Ø§Ù„ÙƒØ§Ø¯Ø Ø£Ø¨Ùˆ Ù…Øمود رياض عدوان المولود عام 1953ØŒ الراØÙ„ عن دنيانا عام 1997 بعد أن عطرها بدمه الطاهر يوم أن اقتØÙ… الموت بالهجوم على ثلة من جنود العدو أمام مركز الاØتلال برÙØ (الإدارة المدنية)ØŒ وكان قبلها قد امتشق روØÙ‡ سيÙاً مسلطاً على رقاب الأعداء باØثاً عن ضالته ÙÙŠ Ø´Ùاء غليل شعبه الذي أمضته سنوات الذل تØت الاØتلال، Ùذهب يوم السابع والعشرين من رمضان الواقع ÙÙŠ 12 / 4 / 1991 إلى مدينة غزة باØثاً عن عدو أبى إلا أن يتوارى ÙÙŠ ذلك اليوم الأغر من ذلك العام، Ùعاد لمخيمه ليجد ضالته هناك Ùيهاجم ويطعن جنديين ويصاب أثناء الهجوم Ùيؤخذ للمشÙÙ‰ دون أن يقدم له العلاج لتنتقم منه سلطات الاØتلال عبر إهمال علاجه ورغم ذلك تكتب له النجاة ويشÙÙ‰ Ùتبدأ رØلته مع العذاب والتنكيل الذي مارسه العدو من أجل إخضاعه وإذلاله ليسقط ويكون عبرة Ùصبر الشهيد صبر الأبطال الصناديد وبدل أن يمثل نموذج الاستخذاء والانهيار أمام التعذيب والتهديد مثل نموذج المجاهد المØتسب المØب لوطنه بصدق المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أبو Ù…Øمود رياض عدوان لم أره واقعاً كما أسلÙت لكني رأيت وجهه المشرق وابتسامته الساخرة من هوان الدنيا والØياة الذليلة، ورأيت عبوسه وغضبه Øين تهان امرأة من بنات Ùلسطين على يد الجلاوزة من بني صهيون، ورأيته يقدم لأولاده وبناته روØÙ‡ الوثابة المتمردة على واقع الهزيمة، رجلاً ÙŠØÙر عميقاً ÙÙŠ النÙس ÙˆÙÙŠ القلب وأنت تتخيله مودعاً زوجته وأبناءه وهم Ø£Øب الناس إليه ليقدم Ùرض الØب الأكبر لوطنه ولله عز وجل الذي استجاب لدعائه الصادق بأن يرزقه الشهادة Øين كان قبل استشهاده بعام ÙÙŠ مكة المكرمة لأداء Ùريضة الØج التي أكملها وهو ÙÙŠ سن السادسة والثلاثين.
رجلاً لا تراه لكنك ترجو الله أن تلقاه يوم اللقاء العظيم لتسلم عليه وتقبل جبينه الطاهر وتخبره بأن من قدمت من أجلهم Ùريضة الØب المقدس يبادلونك هذا الØب ويضعون اسمك الكريم Øيث يجب أن يكون على صÙØØ© السماء وبين النجوم.
أبا Ù…Øمود لقد رأيتك ÙÙŠ Ø£Øد أولادك الذي استمعت منه لروايتك وعلمت يقيناً أي تضاريس وعرة سرت عليها وأنت ترجو الوصول للنبع الصاÙÙŠ الذي آمنت به Ùكانت Øركة الجهاد الإسلامي Øاضنتك الأمثل ولما رسمت، وكان الشهيد القائد والصديق ÙتØÙŠ الشقاقي وما أنتج من Ùكر وقدم للاجتهاد الإسلامي هادياً ومعلماً Ùطوبى لك وله ولكل الذين ساروا على هذا الطريق. لعلك يا أبا Ù…Øمود لا تعر٠أن غرسك قد أثمر Øين تبعك ولدك الشهيد Ù…Øمد رياض عدوان الذي لم يجد Ø£Ùضل من طريق سلكه الأب لملاقاة وجه ربه بنÙس راضية وبقناعة المؤمنين العارÙين Ùتبع بإØسان لشهادة تضع صاØبها ÙÙŠ عليين بين بني قومه وتعلي شأن العمل من أجل تØرير Ùلسطين كل Ùلسطين.
أبو Ù…Øمود مثلت نموذج الرÙض للمهادنة كما المساومة ومثلت كل Ù†Ùس أبية تعر٠الØÙ‚ Ùلا تماري Ùيه Ùكان لك ما أردت ÙˆÙهم الذين تابعوا سيرتك العطرة عمق الدرس ÙˆÙرادته Ùاختار أولهم إبنك Ù…Øمد هذا النموذج وقدم ما قدمت Ùله التØية ولمثله مقتدياً بوالده كل الاØترام والØب الذي يمنØÙ‡ شعبنا لأبنائه البررة.
إن اختيار المرء لطريقة موته يمثل عملاً شجاعاً وملÙتاً Ùما بالك وهو يختار مع ذلك طريق الØياة الذي يعر٠أنه يوصل للسعادة ÙÙŠ الدنيا والآخرة وهو طريق شاق وطويل لكنه مضاء بأنوار الصديقين والشهداء الذين صنعوا عنوان الشعب الÙلسطيني وكرامته وصانوها، إنه طريق تملأه الزينات على الصÙين ÙˆÙيه يتهادى أبو Ù…Øمود وإبنه Ù…Øمد وعلى رؤوسهم تاج العزة ÙˆØب الناس ووÙاءهم Ùطوبى للرجلين صنعا لوØØ© عظيمة للعطاء والتضØية والإيثار.
تضيق عليه الزنزانة ÙÙŠ الرملة وتØاول سلطات السجن إذلاله Ùيختار المواجهة Øتى الموت والشهادة. تستغل إدارة السجن إصابته وضعÙÙ‡ الجسدي Ùيرد بالإضراب عن الطعام وبطعن مستوطن من إدارة السجن ليؤكد المعنى الØقيقي لما قام به. إنه معنى التناقض الذي لا ØÙ„ له سوى بزوال Ø£Øد طرÙيه ولا مكان للتواÙÙ‚ هنا أو Ø§Ù„ØªØµØ§Ù„Ø Ø£Ùˆ التسوية، وأبو Ù…Øمود ÙŠØÙر المعنى عميقاً ÙÙŠ تراب الوطن ÙˆÙÙŠ قلوبنا جميعاً. اليوم ونØÙ† نتذكر الشهيد رياض عدوان ÙÙŠ الذكرى الثالثة عشر لاستشهاده ÙÙŠ الثاني عشر من يناير (كانون الثاني) عام 1997 لابد أن نتوجه بالشكر والعرÙان له ولأسرته وأبنائه على عطاياهم الشريÙØ© الطاهرة، ونقول لهم ولكل من قدم روØÙ‡ من أجل Ùلسطين وابتغاء مرضاة الله أنكم باقون ÙÙŠ قلوبنا وأن عبقكم الزكي الذي عطر به شهداؤكم أرض Ùلسطين سيكون منارة جيلنا وكل من يسير على طريق الØرية والكرامة.
ÙÙŠ ذكراه العطرة ÙˆÙÙŠ مناسبة لقاء بعض بنيه ممن يسيرون على دربه المشر٠نتوجه لروØÙ‡ الهادية بتØية كبيرة كبر الØياة وعظمة نضاله واستشهاده ولن يخذل الله شعباً Ùيه أمثال أبي Ù…Øمود رياض عدوان وأبنائه الميامين...المجد له ولكل الشهداء، وإننا لمنتصرون.
(المصدر:سرايا القدس)