الأسيرة إيمان بني عودة اعتُقلت من بين كتبها

موضوعات ذات صلةً

• عندما تحتضن أم ابنتها الأسيرة لدقائق: تتوقف الكلمات
• رسالة الأسيرة إسراء الجعابيص من داخل سجنها

"إعتقِلوني أنا بدلاً عنها... لكن لا تأخذوها" هذه الكلمات نطقتها والدة إيمان بني عودة عندما قيد الاحتلال ابنتها واعتقلها، دون أن يسمح لها بتوديع والديها، أو حتى أن تنطق لهما بكلمة "مع السلامة". إيمان محمود مصطفى بني عودة (21 عاماً) من قرية طمون، وهي طالبة في الجامعة العربية الأمريكية، تخصص تحاليل طبية، داهم الجيش الصهيوني منزلها ليلة 7/ 12 / 2012 بطريقة تعسفية ، وقام بتجميع كل من في المنزل في غرفة واحدة، وقام بتفتيشه غرفة غرفة وزاوية زاوية . "أم أنس" والدة الأسيرة بني عودة، والتي امتلأ قلبها ألماً وشوقاً وخوفاً على ابنتها منذ لحظة اعتقالها، قالت لمركز أن تلك الليلة كانت كابوساً أرعب جميع العائلة، وفوجئ الجميع باعتقال إيمان، "وكانت ليلة مليئة بالحزن لما آل إليه حال ابنتي".
وتضيف "أم أنس"، أن قوات الاحتلال بعدما دخلت وفتشت المنزل، وطالبت الجميع بالتجمع والجلوس في غرفة واحدة، طلبت أن تحضر إيمان وشقيقها محمد، وقال الجنود إنهم يريدون الحديث معهم، فأخذوهم إلى غرفة أخرى، واستمروا يحققون معهم لمدة نصف ساعة أو أكثر، ليعلنوا بعد ذلك أنهم يريدون اعتقال إيمان. وتضيف أم أنس : "اعتقلوا إيمان ولم يسمحوا لنا بتوديعها ولا حتى بالحديث معها، وكانت تلك اللحظة الأقسى والأصعب علينا جميعاً، كما قام جنود الاحتلال بمصادرة جهازي حاسوب من غرفة إيمان، وجهازها الخلوي الخاص".
وعن إيمان تتحدث "أم أنس"، وتقول : "إيمان ضحكة البيت، فهي الأصغر في العائلة، وهي التي كانت تملأ البيت والمكان ضحكاً وسروراً ومرحاً، حتى أنها في كثير من الأحيان، وكنوع من المزاح والفكاهة، كانت تغافلني ووالدها وإخوتها الكبار، وتأخذ النقود من جيوبنا، لتقول فيما بعد، أنها من أخذت المال، فكانت تملأ الجو فكاهة ومرحاً".
وبلهجة خفيفة، وصوت لا يكاد يهمس، تابعت "أم أنس" قائلة: "نحن قلقون على إيمان أشد القلق، ووالدها دائم الصمت والحزن عليها، وهو يعاني من أمراض في القلب، وكثيراً ما يتعب، والآن همّ اعتقال إيمان زاد حرقة قلبه ومرضه". وذكرت "أم أنس" أن إيمان طالبة متفوقة ومجتهدة في دراستها، وحين تم اعتقالها كانت تهيئ نفسها للامتحانات النهائية، إلا أن القدر المكتوب، وعدوان الاحتلال الصهيوني، حرمها من ذلك، لكن الأم تقول: "نحن على أمل بعودتها إلينا قريباً بإذن الله".
ويقول مدير مركز "أحرار" فؤاد الخفش ، إن الأسيرة إيمان بني عودة، هي شقيقة الأسير أنس بني عودة الذي أفرج عنه الجيش الصهيوني بتاريخ 18 / 1/ 2013 بعد قضاء شهرين في الاعتقال ودفع غرامة مالية مقدارها 5000 شيكل.

وذكر الخفش، أن اعتقال الأسيرات في المجتمع الفلسطيني أمر مؤلم وصعب وقاس على الأسرة والعائلة الفلسطينية، رغم ارتفاع نسبة وأعداد الفلسطينيات اللواتي تعرضن للاعتقال خلال انتفاضة الأقصى.

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 28/1/2013)

تعليقات الفيسبوك