- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
Ù…Øكومون بالأمل.. أسرى قدامى ولكن!
هل تخيلت يوماً كي٠يمكن أن يقضى أسير Ùلسطيني عشرات السنين خل٠القضبان؟! كي٠يمضي أيامه المستنسخة عن بعضها؟! هل يضØك؟! وهل يعدّ أيامه وسنينه ÙÙŠ انتظار أن تنتهي مؤبداته المتراكمة؟ كم جرعة من اليأس يتعاطاها يوميا؟ هل تريد إجابة؟ دعنا نرØÙ„ الى سجن جلبوع لنلتقي بعض الأسرى القدامى ونمر سريعا ÙÙŠ بضع Ùقرات على تÙاصيل Øياتهم!
الأسرى القدامى، يطلق هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ الأسرى الÙلسطينيين الذين يقبعون ÙÙŠ السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتÙاق أوسلو 1994 وعددهم 105 أسير. والبعض يطلقونه على أسرى ما قبل انتÙاضة الأقصى عام 2000 -العدد غير متوÙر –ØŒ مما يعني 13 عاما Ùأكثر داخل القضبان على أقل تقدير، بعضهم يرسم الأمل على جدران الثلاثين عاماً مثل الأسير كريم يونس، وبعضهم الآخر قضى أكثر من ربع قرن داخل القضبان وعددهم 25 Øسب آخر الإØصائيات ويسمون ”جنرالات الصبر”ØŒ وبعضهم قضى ما يزيد عن 20 عاما وعددهم 77 ويسمون ”عمداء الأسرى”.
تبدأ الØكاية من أواخر العام 2006ØŒ Øيث خضت التجربة الإعتقالية، بعد انتهاء التØقيق ÙÙŠ معتقل الجلمة ” جيشون ” على سÙÙˆØ Ø§Ù„ÙƒØ±Ù…Ù„ قرب ØÙŠÙا، تم نقلي الى بيسان وتØديداً الى سجن جلبوع، سجن ÙÙŠ وسط سهول بيسان بØراسة مشددة وأغلب سجنائه من ذوي المØكوميات العالية، دخلت٠برÙقة مجموعة من الأسرى ” الجدد ” بعد صلاة المغرب مباشرة الى قسم 5 وتØديدا الى الغرÙØ© 3 وكانت غرÙØ© ”الوطنية” نظرا لأن قاطنيها من مختل٠الÙصائل. رØب بنا الأخوة هناك، وتم ما هو معتاد ÙÙŠ استقبال أي أسير جديد من تعار٠وتلبية لاØتياجاته وتهيئته Ù„Øياته الجديدة، سنتجاوز الكثير من هذه التÙاصيل التي قد Ù†Øكي عنها لاØقا ÙÙŠ مقالات أخرى، وننتقل الى عالم القدامى.
الوجه الأول، الدهشة الأولى، والابتسامة المØيرة: عثمان بني Øسن
أطلّ علي اليوم التالي ÙÙŠ جلبوع وكان يوم جمعة، وأشرقت شمسه وخرجت الى الساØØ© لأبدأ Ùصلا جديدا من Øياتي ببداية لم تكن عادية أبداً، لقد كانت البداية بمثابة الدرس الأول. Ø£Øد الأخوة ÙÙŠ الغرÙØ© – سامر – شدّني من يدي Ù†ØÙˆ غرÙØ© 4 ونادى شخصاً من الداخل ليعرّÙني عليه، وسط دهشتي من إصرار سامر على هذا التعارÙ.
أطل عبر الباب المغلق رجل ÙÙŠ منتص٠الثلاثين، وتبادلنا السّلام مع ابتسامته التي تØمل وراءها الكثير، وتكلمنا عبر شبك الباب، سألني سامر هل تعر٠هذا الشخص؟! وبعد النÙÙŠ عرÙني عليه، عثمان بني Øسن من بلدة عربونة ÙÙŠ جنين، وباشر Ø¨Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ø¤Ø§Ù„ الثاني، كم تتوقع أن يكون قد قضى؟!
ابتسمت من السؤال الغريب، لكنني تشجعت على Ø·Ø±Ø Ø¨Ø¹Ø¶ الأرقام، وأخذت بالØسبان توقعي للعمر وشكل الرجل الذي يبدو قوامه رياضياً ÙˆØتى ابتسامته وهدوؤه وبدأت بالتوقع وطرØت أرقاماً لم تتجاوز عشر سنوات، وسط ضØÙƒ سامر، وسرور عثمان، وسؤاله ”هل يبدو علي هذا؟! ”ØŒ لم Ø£Ùهم شيئاً Øينها وتوقعت أن يكون هذا الموق٠أØد المقالب التي يقوم بها الأسرى عادة بالقادمين الجدد.
Øين تغوص ÙÙŠ المجهول، يبدو كل شيء Øولك غريبا، ولن تÙهم ما يدور Øولك سريعا. عند عجزي عن الإجابة داهمني سامر بالجواب الذي لم أصدقه للوهلة الأولى، 22 عاما، أبو أسامة قضى اثنين وعشرين عاما من عمره خل٠القضبان! هل تظنون أن الرقم هو ما أذهلني؟ أنتم مخطئون Ùالأرقام سمعتها وأنا ÙÙŠ الخارج، ما أذهلني وأقض مضجعي عدة ليالي هي الابتسامة! كي٠يبتسم من قضى ما يزيد عن نص٠عمره خل٠القضبان؟ كان هذا تساؤلي المشروع ÙÙŠ عالم ما زلت أجهله، ومع أناس كنت ولا زلت أجهل تركيبتهم رغم أني كنت جزءا عابرا منها ذات يوم.
تØمل الأيام الكثير من التوضيØات، لا أنسى كي٠كنت أق٠بباب غرÙتي استرق النظر لأبي أسامة! وهو يمارس الرياضة ويتمشى ÙÙŠ الساØØ© ويمارس Øياته التي كسر صعوبتها بعزيمته، هادئ، متزن، وابتسامته لا تÙارقه أبداً، كان هذا أول دروسي ÙÙŠ جامعة ”الأسرى القدامى” وكان بعنوان ”الصبر، الأمل، الابتسامة – اعادة تعريٓ.
أبو أسامة، عثمان بني Øسن، من بلدة عربونة قضاء جنين، من قدامى Øركة ÙØªØ ÙÙŠ السجون، تم اعتقاله عام 1985 برÙقة زميله هزاع السعدي ÙˆØكم بالمؤبد عدة مرات ولا زال يقبع خل٠القضبان بعد أن تم استثناؤه من أي تبادل شأنه شأن من بقي من الاسرى القدامى.
أبو البصير، العزيمة، النشاط وتØدي العمر والظروÙ
السجن اØد انعكاسات المجتمع، ليس جزءا من الجØيم، لكنه ليس جنة أبدا. ÙÙŠ أيامنا المتأرجØØ© بين اليأس والأمل، ÙŠØدث أن نمر بأناس لا نعر٠منهم الا الدرس الذي علمونا اياه، أبو البصير لم يكن شخصا، بل كان درساً، رجل ÙÙŠ أواخر الأربعين، بلØية طويلة بيضاء تعودت Ø§Ù„Ø±ÙŠØ Ø£Ù† تداعبها، مر مرورا سريعا على قسم 5 ولم يتعد وجوده الاسبوعين، كل ما أعرÙÙ‡ أنه من غزة وكان قد أتم 19 عاما خل٠القضبان وينتظر الاÙراج بعد عام. كان ÙÙŠ غرÙØ© مقابلة لغرÙتنا وكنت ألØظه ÙÙŠ قيام ليله، عباد قوام لا ÙŠÙتر.
بعد مجيئه بيوم واØد خرجت برÙقة صديقي معتصم رداد وهو ÙÙŠ أوج صØته – الآن يعاني من أمراض كثيرة ووضعه ÙÙŠ غاية الخطورة – خرجنا الى ساعة الرياضة، وهي ساعة يومية يخرج اليها من يريد من الاسرى دون ان تØتسب ضمن ساعاته الأربع Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…ÙˆØ Ù„Ù‡ بالخروج Ùيها الى الساØØ©ØŒ يمارس الأسرى Ùيها عدة رياضات مثل الجري Øول الساØØ©ØŒ والتمارين الرياضية، ÙˆØتى كمال الاجسام بأدوات بسيطة قاموا بتصنيعها وبعضهم بنى أجساما وعضلات مذهلة يعجب المرء من طريقة بنائها!
خرج أبو البصير ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… التالي، تبادلنا التØية وتعارÙنا سريعا ÙˆØ§Ù‚ØªØ±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ†Ø§ أن نجري قبل أن نبدأ التمارين الرياضية تØت قيادته، كل الترØيب لهذا Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø ÙˆÙ„ÙƒÙ† هل سيبقى لهذا الشيخ الذي نخرت عظامه السنوات خل٠القضبان ما يقوله بعد أن يركض 20 – 30 دقيقة ØŸ! لن أخبركم أنني توقÙت بعد 10 دقائق من الجري وعمري كان 18 عاما، وجلست أتابع معتصم والشيخ وعدة أسرى يجرون Øول الساØØ© Øتى أنهوا مهمتهم بنجاØ. لكن ما اثار انتباهي هو الطريقة التي يجري Ùيها وكي٠يشجع الشباب بعباراته ÙˆÙŠØ³Ø¨Ø ÙˆÙŠÙ‡Ù„Ù„ أثناء جريه دون أن Ø£Øس أنه يجتهد ليركض، مثلما كان Øالي ÙˆØال الكثيرين.
أنهوا جريهم وتØولقنا بØقلة على رأسها رجل بلØية بيضاء ÙÙŠ أواخر الأربعين 19 عاما منها ÙÙŠ السجن، وبدأنا بالتمارين الرياضية ”سويدي” نقلد Øركاته ونلتزم بعدده يتخلل ذلك تسبيØÙ‡ وتهليله وتشجيعه، مرت أول دقائق بسلام وبدأت التمارين تصعب شيئا Ùشيئا! وبدأنا بالتهرب بØجة الشرب أو الراØØ©ØŒ نذهب ونعود والشيخ وقلة Øوله لم ÙŠÙتروا، وما أن انتهينا Øتى انتهينا! كنت أشعر مع انني تهربت من نص٠التمارين أنني بØاجة Ù„Øمالة لتأخذني الى الغرÙØ©ØŒ Ùمنذ مدة طويلة لم أبذل جهدا كهذا، والشيخ بسنواته البضع والأربعين درس ÙÙŠ العزيمة، خرج من ساØØ© المعركة بخطوات ملكية لا توØÙŠ بأي جهد بذله.
بعد عدة ساعات، بدأت التشنجات العضلية، وبدأت أنا ومعتصم نضØÙƒ على أنÙسنا، كي٠تÙوق علينا هذا الشيخ! معتصم قرر أن يخرج ÙÙŠ اليوم التالي ورÙضت بشدة أن أراÙقه، كانت عزيمته أكبر من عزيمتي لكن بعد عدة أيام استسلم وهو البطل الذي لم يستسلم Øتى Ù„Øظة اصابته ونÙاذ ذخيرته، اتخذ من بندقيته عصا يقاتل بها الجنود المدججين قبل أن يتمكنوا منه ويعتقلوه! لم أخرج للرياضة أسبوعا، واذكر انني خرجت بعدها لكنني تجنبت أبا البصير، Ùلم يكن يجاريه Ø£Øد، ولم يمض اسبوع آخر Øتى تم نقله من سجن جلبوع الى Ø£Øد سجون الجنوب.
كان درسا ÙÙƒ ارتباط العزيمة والنشاط بالعمر، والسنوات خل٠القضبان، وربطه بالشخص والممارسة والتعود، ÙˆØ£Ø²Ø§Ø Ù…Ù† خيالي Ùكرة القديم المتهالك.
هنا جلبوع
هنا جلبوع، اسرى بمؤبدات، وآخرون Ù…Øملون بعشرات السنوات التي قضوها خل٠القضبان، دروس وعبر ÙÙŠ الصلابة والعزيمة وقهر السجان، مرت الأيام ÙÙŠ جلبوع وقابلت الكثير من الأسرى القدامى، أذكر منهم – وكثير منهم اÙرج عنهم – نبيل عليوة، جهاد بني جامع، عايد هرشة، نصر شقيرات، عثمان بني Øسن، هزاع السعدي، عبد الرØمن كميل، طاهر زيود، ظاهر قبها وغيرهم، لم يكونوا كبعضهم، تÙاوتت قواهم وآمالهم واهتماماتهم، لكن مجمل ما ترى منهم يجبرك على اعادة تعري٠الØياة، السجن، الزمن، ÙˆØتى الانسان.
لم أكن أتخيل يوما أن أرى هذه الصورة عن الأسرى بشكل عام والقدامى بشكل خاص، لأن اعلامنا لم يعودنا الا التباكي على أطلالهم، لا ينكر Ø£Øد أن السجن معاناة وقهر، لكن Ø£Øدا لا يستطيع أن ينكر أيضا أن هناك رجالا كالصخر، يقهرون القهر، يهزأون بالظلمة، عندما تنظر اليهم كي٠يمارسون Øياتهم، ينظمونها، يتÙننون ÙÙŠ دØر الملل وملئ اوقاتهم بالمÙيد، تشعر بأنك ”لا شيء”. انهم ببساطة، أصدق معاني الأمل.
نسأل الله الÙرج القريب لأسرانا جميعا.
(المصدر: شبكة قدس، 25/05/2013)
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
قوات الاØتلال الصهيوني ترتكب مجزرة ÙÙŠ قرية عين الزيتون، ذهب ضØيتها 36 Ùلسطينياً
02 مايو 1948
استشهاد المجاهد أسامة الهوبي من سرايا القدس متأثرا بجراØÙ‡ التي أصيب بها ÙÙŠ عملية اغتيال المجاهد عوض القيق بمدينة رÙØ
02 مايو 2008
اغتيال القائد Ø´Ùيق عبد الغني من سرايا القدس بكمين لوØدة صهيونية خاصة ÙÙŠ جبال صيدا شمال طولكرم
02 مايو 2005
الاستشهادي إبرهيم Øماد من سرايا القدس يقتØÙ… موقع كيسوÙيم برÙقة الشهيد Ùيصل أبو نقيرة من ألوية الناصر Ùيوقعا 4 قتلى صهاينة
02 مايو 2004
الأسرى ÙÙŠ سجون الاØتلال يعلنون الإضراب عن الطعام؛ ويرÙعون شعار إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ كأØد شروط السلام
02 مايو 2000
استشهاد الأسير نصر الدين Ùهمي Ù…Øمد الشخشير ÙÙŠ سجن عسقلان نتيجة التعذيب وهو من سكان نابلس
02 مايو 1973