الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    جنود صهاينة سابقون: الانتهاكات ضد الأطفال أمر روتيني

    آخر تحديث: الأربعاء، 29 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    كشف جنود صهاينة سابقون أدوا خدمتهم العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن أن الانتهاكات بحق الأطفال الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال أصبحت أمرا "روتينيا"، مؤكدين أنها تحدث حتى في مراحل الهدوء النسبي.
    ونشرت "مجموعة كسر الصمت" المؤلفة من جنود صهاينة سابقين التي تنتقد ممارسات جيش الاحتلال أكثر من 30 شهادة بالانجليزية حول الانتهاكات التي ترتكب من قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى استخدام العنف الجسدي الذي يكون تعسفيا في بعض الأحيان ضد الأطفال الصغار جدا.
    وأشارت المجموعة في تقرير توثيقي يقع في 72 صفحة إلى أن "الشهادات تظهر روتينا يعامَل فيه القاصرون الفلسطينيون الذين يكونون أحيانا أصغر من عشرة أعوام بطريقة تتجاهل أعمارهم الصغيرة".
    ويتحدث التقرير عن شهادات جنود في الفترة ما بين العامين 2005 و2011 وهي الفترة ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
    ويقول: "رغم أن الأحداث المشار إليها هنا وقعت بعد ذروة الانتفاضة الثانية في مرحلة تعتبر هادئة وخالية من الأحداث من وجهة نظر أمنية فإن الشهادات أظهرت حقيقة أن المعاملة القاسية للأطفال الفلسطينيين مستمرة بلا هوادة".
    وقال عدد من الجنود إنهم كانوا يستخدمون أسلحتهم في إثارة الرعب في نفوس أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمسة أعوام، فكانوا يوجهون البنادق إليهم.
    كما اعترفوا بأنهم كانوا يلقون القبض على الأطفال من أجل ضربهم والاعتداء عليهم ثم إطلاق سراحهم مرة أخرى دون أي أسباب.
    وأكد جنود في شهاداتهم أنهم كانوا يفعلون هذا فقط من أجل أن يثبتوا لأنفسهم وللفلسطينيين أنهم موجودون، وأنهم "أصحاب الأرض"، وأنهم قادرون على تحويل حياتهم إلى جحيم.

    كما في الأفلام
    وأقرّ عدد من الجنود بأنهم استخدموا أساليب التعذيب التي رأوها في أفلام عن الحرب الأميركية في فيتنام من "سحل" للفلسطينيين، وتركيعهم على ركبهم، وضربهم، والاعتداء عليهم بوحشية، وذلك لحملهم على عدم إلقاء الحجارة على الجنود مرة أخرى.
    وفي إحدى الشهادات وصف رقيب سابق لم يكشف هويته كمعظم الجنود الذين أدلوا بشهاداتهم حملة عقابية على حي في منطقة رام الله عقب اشتباكات مع فلسطينيين، مشيرا إلى أن عشرات الجنود استخدموا هراوات خشبية لضرب الناس، "وبعدها تم اعتقال الأطفال الموجودين في المنطقة". وأضاف "كان المطلوب أن يركض الناس ليقعوا على الأرض... يتعرض كل راكض بطيء للضرب، هكذا كانت القاعدة".
    وتحدث رقيب سابق آخر عن عملية في قرية عزون في شمال الضفة الغربية، فقد تم إلقاء حجارة من منعطف في الطريق على سائقي سيارات من مستوطنة "معاليه شمرون" القريبة.
    وقال: "وصلنا إلى القرية وذهبنا إلى أقرب بيت عند المنعطف، وعندها رأينا مجموعة من الأطفال أعمارهم تراوح بين 9 و10 سنوات يهربون. ركضوا في بداية الأمر إلى أن وصلوا إلى شرفة أحد البيوت، وبعدها أخذ القائد قنبلة صوتية ورماها على تلك الشرفة وانفجرت. لا أعتقد أنها ألحقت بهم الأذى لكنها جعلتهم يهربون من الشرفة".
    ووصف الرقيب كيفية مطاردة الأطفال من جانب قائده الذي رفع سلاحه الناري وصوبه في وجه أحد الأطفال من مسافة قريبة قائلا: "ارتعب الطفل وكان متأكدا من أنه سيُقتل، وتوسل للحفاظ على حياته".
    وأضاف: "طفل توسل للحفاظ على حياته؟ تم توجيه بندقية إلى وجهه فطلب الرحمة؟ هذه ندوب ستلاحقه لمدى الحياة".

    روايات أخرى
    ويروي جندي برتبة رقيب أول في كتيبة "كفير" ما حدث خلال خدمته العسكرية في بلدة سلفيت في الضفة الغربية في العام 2009، قائلا: "سيطرنا على مدرسة وكان علينا اعتقال الجميع في القرية ما بين 17 و50 عاما. وعندما كان المحتجزون يطلبون الذهاب إلى الحمام، كان الجنود يأخذونهم ويضربونهم ضربا مبرحا ويشتمونهم من دون أي سبب".
    ويضيف: "لم يكن هناك أي شيء يشرّع ضربهم... تم اصطحاب عربي إلى الحمام ليتبول، وصفعه جندي وأسقطه أرضا بينما كان مقيدا ومعصوب العينين. حدث هذا فقط لأنه عربي. كان في الخامسة عشرة من عمره تقريبا. ولم يقترف أي شيء".
    ويتحدث جندي آخر برتبة رقيب أول في وحدة الهندسة القتالية في جيش الاحتلال عن حادثة مشابهة جرت في رام الله في العام 2006 قائلا: "خلال عملية في أعقاب أحداث شغب في قلنديا، وفي منزل مهجور قرب الساحة، خرج جنود بالهراوات، وضربوا الناس ضربا مبرحا. وأخيرا تم اعتقال الأطفال الذين ظلوا في المكان. كانت الأوامر بالركض وجعل الناس يسقطون على الأرض. الفريق كان مكونا من 10-12 رجلاً، أربعة منهم ينيرون المنطقة. كان يتم جعل الناس يسقطون أرضا وكان الجنود بالهراوات يدوسون فوقهم ويضربونهم. الذي يركض بطيئا كان يتعرض للضرب... هذه كانت القاعدة".
    "قيل لنا ألا نستخدم الهراوات في الضرب على رؤوس الناس. لا أذكر أين قيل لنا أن نضرب، لكن عندما يسقط شخص على الأرض، فقد كان يضرب بهذه الهراوة، من الصعب تحديد ذلك"، يقول الجندي نفسه.
    ويروي جندي آخر لم يحدد التقرير رتبته أو وحدته واقعة مشابهة حدثت في الخليل في العام 2007: "في إحدى الليالي كانت أشياء تتحرك في قرية أذنا (الخليل)، وجرى إبلاغنا بأن هناك أعمال شغب. وصلنا إلى هناك، فجأة تم إمطارنا بالحجارة، ولم نعرف ما الذي كان يحدث. فجأة رأيت صبيا مقيدا ومعصوب العينين. توقف إلقاء الحجارة وخرج قائد الفرقة من السيارة، وقام بإطلاق ذخيرة مطاطية في اتجاه قاذفي الحجارة وأصاب هذا الصبي.
    ويضيف: "عند نقطة ما تحدثوا عن ضرب وجهه وركبتيه. تجادلت معهم وقلت: أقسم لكم أنه إذا سقطت نقطة من دمه أو شعرة من رأسه، فلن تناموا لثلاث ليال، وسوف أجعلكم تعساء.. لقد ضحكوا مني لكوني يساريا. جادلتهم بأن الصبي كان مقيدا ولا يستطيع القيام بأي شيء، وأنه يجري نقله إلى الشاباك، وأننا أنهينا مهمتنا".
    وطالبت "مجموعة كسر الصمت" وزارة "الدفاع" الصهيونية بضرورة تلافي مثل هذه الأخطاء في المستقبل، كما دعت الجيل الجديد من الجنود إلى احترام الفلسطينيين في المستقبل والتعامل معهم بشكل لائق، والتخلي عن هذه الأساليب العدوانية.
    في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الصهيوني أن "مجموعة كسر الصمت" لم توفر له معلومات أساسية كافية لتمكنه من التحقيق في "ادعاءات" معينة.
    وأوضح الجيش في بيان له أنه وبجمع الشهادات لفترات طويلة من الزمن ورفض توفير معلومات إضافية فإن المؤسسة تثبت نياتها الحقيقية، فبدلا من تسهيل التحقيقات الملائمة تسعى المنظمة إلى بث دعاية سلبية ضد الجيش الصهيوني وجنوده.

    (المصدر: صحيفة الاستقلال، 28/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية