الأحد 19 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    نحتاج أرواحهم لا أجسادهم!

    آخر تحديث: السبت، 02 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    سلّم الاحتلال جثامين 91 شهيداً ممن كان يحتجزهم لديه في (مقابر الأرقام) منذ سنوات، حيث دأب الاحتلال على أن يودِع في هذه المقابر من كان يقضي من رجال المقاومة الفلسطينية خلال المواجهات معه، أو من ينفذون عمليات استشهادية.
    جميل أن يعود رفات الشهداء بعد سنوات طويلة ليدفن على مقربة من ذويهم الذين حرموا رؤيتهم بعد استشهادهم، لكننا هنا لا بدّ أن ننظر للأمر من زاوية مقابلة، لأنه عملياً ما من قيمة للجسد حين تغادره الروح، ولن يبدو إنجازاً كبيراً هذا الذي ينبش الآلام ويعيد إنضاج الجراح ويستحضر الدموع بعد كلّ هذه السنين. مع تقديري للقيمة المعنوية التي يستشعرها ذوو الشهيد حين يكون رفاته مدفوناً قربهم. 
    تعلّل المصادر الصهيونية الخطوة بأنها بادرة حسن نية تجاه الرئيس عباس، ومحاولة للدفع بمسيرة المفاوضات إلى الأمام بعد تعثرها مدة طويلة. وهنا علينا أن نتوقف لنتساءل عن مغزى التوقيت لبادرة حسن نيّة كهذه، ولماذا يكون عنوانها محمود عبّاس؟ ولماذا تبذل لإحياء مشروع يناقض ما عمل له هؤلاء الشهداء جميعا وما استشهدوا من أجله؟!.
    أغلب الظنّ أن الاحتلال بادر لتسليم الجثامين بعد أن أدرك أن الاستمرار في احتجازها ليس ذا جدوى، وخصوصاً بعد مفاوضات صفقة (وفاء الأحرار) التي استشعر خلالها أن التركيز من الطرف الفلسطيني كان على الأسرى في مدافن الأحياء وليس على الجثامين في مقابر الأرقام، وحسناً فعل مفاوضو الصفقة حين لم يشعروا الجانب الصهيوني بأن العدد الكبير للجثامين المحتجزة بات يداً مؤلمة يمكن الضغط من خلالها على المفاوضين لابتزاز تنازلات على حساب ذوي المؤبدات المعتقلين لدى الاحتلال، لأن الحيّ أبقى من الميت، والعمل لتحريره أوجب من العمل لتحرير الجثامين. مع تقديري لكل الجهود التي بذلها مفاوضو الصفقة ومحاولتهم لتضمين الجثامين فيها، إضافة إلى الجهود الشعبية التي حملت همّ الشهداء المحتجزين وساهمت في حصر أسمائهم وأعدادهم!.

    لكننا اليوم، ونحن نستعد لاستقبال رفات أبطالنا الشهداء نبدو في أمسّ الحاجة لاستحضار أرواحهم، ولتكديس ذلك الكم الأسطوري من بطولاتهم في وعينا ونفوسنا، ولأن نحاول بثّ أرواحهم الفذّة في خلايا الأجيال الجديدة التي لم تواكب مرحلة مقاومتهم ونضالهم، ولم تتعرف سابقاً إلى فعلهم، ولا عايشت قاماتهم الرفيعة، تماماً كما أننا في أمس الحاجة لاسترجاع ذكريات مراحلهم، وللوقوف ملياّ عندها، علّنا نبصر جيّداً كيف كان الزمن غير الزمن هذا، والروح الوطنية غيرها الآن، ونضارة الإحساس بقيمة المقاومة وأفضلية مشروعها غيرها الآن أيضا!. 
    لا نريد لهذا الحدث أن يكون مجرد محطّة للمتاجرة ببقايا الأشلاء كما تتم المتاجرة ببقايا الثورة الغاربة عن أفق من سيبهجهم أن يضاف إلى رصيدهم مجهودهم الوهمي في استرداد الجثامين، محاولين النّفخ في أوصال مشروعهم المهترئ عبر ديباجة تدّعي الانتماء للنضال والوفاء للشهداء، رغم رسوب أصحابها في امتحان الوفاء القيم المقاومة ومن ينتسبون لها، ورغم أن التباكي على من رحلوا سالفاً لن يغفر الإساءة لمن سار على دربهم لاحقاً، فلم يلقَ إلا المهانة والخذلان!

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 31/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية