الأحد 28 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    معتصم رداد يا وجع المنسيين

    آخر تحديث: السبت، 28 يناير 2017 ، 02:32 ص

    بقلم الأسير المحرر - ثائر حلاحلة

    تكون جالساً معه وهو يتألم من وجعه ومرضه وعذابه اليومي، وهو المقيم الدائم في تلك المقبرة، في ذاك المكان الذي يسمى زورا (عيادة) وبهتانا أطلقوا عليه شذاذ الآفاق وأعداء الواقع والإنسانية والتاريخ (مشفى الرملة)ØŒ أو بلغتهم المسروقة من لغتنا (الميراج أو الميراش)ØŒ وفي مقابل صراخه ووجعه الداخلي، الابتسامة التي لا تغادره، ترى في عيونه الرحيل والموت والشهادة، كأنك أمام إنسان وشخص Ù…ودع إلى علياء المجد والخلود، وكأنه يقول: من هنا خرج العم الأسير زهير لباده شهيدا تحت سياط الإهمال والتقصير الطبي، وفي قرارته السليمة، ينادي على أشرف أبو اذريع الذي ارتقى Ø´Ù‡ÙŠØ¯Ø§ بعد أن ودّعه معتصم ويقول له اللقاء هناك في الجنان، وقال للأسير المحرر والشهيد فيما بعد جعفر إبراهيم عوض، أخي إن مت فأنت شهيد فلترسل سلامي على ميسرة أبو حمدية ÙˆÙ†Ø¹ÙŠÙ… شوامرة ÙˆØ­Ø³Ù† ترابي ÙˆØ±Ø§Ø³Ù… حلاوة وإبراهيم الجعفري، وعلى العم أبو إسماعيل وياسر حمدوني، وأبلغهم أنني يوما سأكون معكم.

    يقف معتصم على نافذة زنزانته رقم (1) المقابلة لزنزانة خالد الشاويش المشلول، وهو يصرخ من وجع شظايا زرعها آخر محتل في هذا العالم بجسده، ومعه منصور موقدة، وهو وأمعاؤه ومعدته خارج جسمه النحيل، وينادي علي ما تبقى من ضمير وإنسانية قائلا وبحزن: أريد أن أموت كنعيم الشوامرة في أحضان أمي، ويحرف معتصم عيونه يمينا باتجاه زنزانة رقم (3) وفيها الأسير المبتور القدمين ناهض الأقرع، وهو ينادي على طبيب العيادة والمقبرة، أريد مسكناً للوجع الشديد الذي يصيبني ولا احد يرد على صرخاته ونداءاته، ومعه في الزنزانة رياض العمور وقلبه الموجوع الذي لا يعمل إلا على بطارية، ومعه مراد أبو معيلق، وأحيانا يكون برفقتهم بالزنزانة المناضل العنيد وصاحب سفينة (كارين أي ) السبعيني الذي اجتمعت عليه كل أمراض الدنيا اللواء والعسكري المحترف فؤاد الشوبكي، الفتحاوي الذي ينتمي لمدرسة الكفاح والثورة مدرسة سعد صايل وأبو جهاد، ويزورهم في بعض الوقت المريض من سنوات إياد أبو ناصر وإياس الرفاعي، وذاك الفدائي الصادق والخطيب المفوه ابن رفح المصاب بالسرطان يسري عطية المصري الذي تشهد له ميادين العزة والكرامة وتعرفه سرايا القدس جيدا كما تعرف معتصم رداد رفيق درب الشهيد علي أبو خزنة ÙˆÙ„ؤي السعدي وما أدراك ما لؤي.

    معتصم يصرخ بصمت، ويتألم بهدوء وسكينة وإيمان ملأ قلبه المعلق بربه، وتراه في صلاته وهو يرتل القران كأنه حواري من حواري المسيح عليه السلام، وتلميذ من تلامذة صاحب مدرسة الإيمان والوعي والثورة والالتزام وعشق الشهادة، مدرسة الأمين المعلم فتحي الشقاقي، ودائما يردد (إن الله مع الصابرين)ØŒ فصبرا أخي معتصم على وجعك الذي هو وجع الأحرار والمخلصين والمقهورين لقهرك، فصبرك كصبر عمار وياسر وسمية والحسين وزينب وفتحي ورفقائه في المسيرة الممتدة من شعاب مكة إلى زقاق غزة والشجاعية والخليل، وفي عرينك صيدا المقاومة والنضال والجهاد عرين الشهيد شفيق عبد الغني  وإخوانه الراحلين نحو وعد السماء.

    معتصم طالب رداد، ابن بلدة صيدا قضاء طولكرم، مقاتل من مقاتلي السرايا كان رياضياً معافى سليما دخل الأسر وأصيب من سنوات بسرطان في الأمعاء لا يقدم له العلاج سوى حفنة من الدواء يذبل يوما بعد يوم، ينقل أحيانا من سجن إلى آخر عقاباً له في عربة الموت، عربة القهر عربة أو سيارة (البوسطة) انتقاما منه لاحتجاجه على معاملة السجانين الذين يطلقون على أنفسهم زورا (أطباء).

    ما هذا الحقد على معتصم وإخوانه، ما هذه الكراهية والسادية، يبدو أن هذا العدو الكيان الصهيوني يقول للعالم ماذا فعل بنا الوحش النازي في ألمانيا (وان صدقوا) سأفعل بكم وبشعبكم وأسرى فلسطين أكثر ما فعل بنا الوحش النازي (هتلر)، وسوف أجعلكم تكفرون وتندمون على نضالاتكم وتضحياتكم، وسأجعلكم معاقين ومرضي نفسيين وفاقدين للأهلية والعقل، وأنني كدولة إرهاب لا اعترف بكل قوانين الأرض، ولا حتى بقوانين السماء، وإنني أقر بقانون القوة والقتل والعنف، وعليكم أن ترفعوا راية الخنوع والاستسلام.

    ولكن يرد عليهم معتصم وإخوانه الأسرى Ø¨Ø«Ù‚Ø© المنتصر، إننا سنبقى على عهد الشهداء والأسرى ومن سار على الطريق، وان زرعتم فينا المرض والوجع والحسرة والقهر بداخلنا، لن نستلم لإرادتكم وعنجهيتكم، وحتما لنا النصر والحرية، وإن لم تكن الحرية فالشهادة هي العنوان، وسنبقى نردد معا شهيد وراء شهيد والموكب عم بزيد، ونردد نشيد الأبطال وصيتي لكم إن كنت لن أعود التقي بكم في جنة الخلود سأرسم الحدود دماءً وورود.

    فسلاما لك أخي معتصم وأنت الحي الشهيد، وسلاما على من يسكن معك ويشارك الوجع في المقبرة والعيادة، فسلاما على رفقائك Ø§Ù„شهداء والأسرى، معتصم رداد وجع المنسيين والمقهورين والمسحوقين.


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير خليل سلامة الرشايدة نتيجة نوبة قلبية بعد الإعتقال مباشرة والمماطلة والإهمال في العلاج وهو من سكان بيت لحم

28 إبريل 1968

استشهاد المجاهد إبراهيم الحجوج من سرايا القدس بقصف صهيوني في عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا

28 إبريل 2008

استشهاد المجاهد محمد صالح الفقي من سرايا القدس أثناء اشتباك مسلح مع قوة صهيونية شرق مدينة غزة

28 إبريل 2007

فوزي القاوقجي يتسلم مهمة الدفاع عن يافا، والعصابات الصهيونية تشن هجوماً مكثف على المدينة لإجبار أهلها على الرحيل

28 إبريل 1948

العصابات الصهيونية تحتل الشطر الغربي من مدينة القدس

28 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية