مؤسسة مهجة القدس ©
أسرى القدس: Ùلسطينيون ÙÙŠ الØقوق وجنائيون ÙÙŠ العقاب
لا تزال مهارته ÙÙŠ كرة القدم هي الشيء الوØيد الذي ÙŠØتÙظ Ùيه بعدَ Ù…Ùضي 24 عاما على اعتقاله Øتى بعد إصابته ÙÙŠ كاØله وعجزه عن اللعب، واكتÙائه بمراقبة زملائه الأسرى بØسرة. الأسير المقدسي بلال أبو Øسين، ذو الثلاثة والأربعين عامًا أعتقل قبلَ تجاوزه التاسعة عشر ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى أي قبل ثلاثة وعشرين عاما ÙˆØÙكم ثلاثين شهراً جددت إلى ثمانية وثلاثين سنة بعدَ مشاركته ÙÙŠ قتل "عصÙور" كان يتجسس عليهم. والعصاÙير ÙÙŠ لغة الأسرى، هم الجواسيس المندسون بينَ الأسرى، والذين ÙŠØاكمهم الأسرى المتضررون منهم داخل الزنازين، وأØيانا يصل الØكم إلى القتل. ويتعرض الأسرى المقدسيون بالذات إلى عدد من الإجراءات الأمنية والمضايقات التي تضاع٠ألمهم ÙˆØزنهم، Ùدولة الكيان تعتبرهم جنائيين لأنهم ÙŠØملون الهوية الزرقاء وتشدد عقابهم، وتØرمهم من أي Øقوق يتمتع بها غيرهم من الجنائيين لأنهم Ùلسطينيون.
ÙÙŠ الذاكرة
نعمة أبو Øسين، والدة الأسير قالت بلكنة مقدسية: "اعتقل بلال بتهمة إلقاء الØجارة على الجيش الصهيوني، ÙˆØرق إطارات السيارات وبعدَ ذلك ارتÙعت مدة Øكمه لأنه شارك ÙÙŠ قتل جاسوس ÙÙŠ السجن وهو الآن ينتظر الإÙراج بعد أربعة عشر عاماً".
والدة الأسير والتي تتمنى أن ترى Ø£ØÙادها من ابنها البكر قريبا بدا صوتها قويا رغم Ø¥Øباطها الشديد من سوء Øال ابنها وزملاؤه داخل الأسر، إذ تابعت: "لم تتغير المعاملة السيئة التي يتعرض لها ابني وزملائه داخل الأسر رغم قضائهم ÙƒÙÙ„ تلك المدة ÙÙŠ الأسر، ويزيد من ألمهم الانتهاكات الخاصة بØقهم لأنهم ÙŠØملون الهوية المقدسية Ùقط". بلال كانَ الØائط الذي ترتكز عليه عائلته، ÙˆÙÙ‚ÙŽ ما أوضØت والدته Ùهو ابنها الأول الذي تØمل المسئولية منذ صغره وساهم بشكل كبير ÙÙŠ الإنÙاق على المنزل، وقالت: "قبلَ أن ÙŠÙسجن ابتاع له والده عربة صغيرة لبيع الأطعمة الخÙÙŠÙØ©ØŒ وأصر على تعليمه الØدادة وأهداه أدواتها التي لم يستÙد منها أبدا". وأضاÙت: "بعدَ اعتقاله Ø£Ùجبرَ والده الذي يعمل ناطورا لمؤسسات Øكومية صهيونية ÙÙŠ الداخل المØتل إلى مضاعÙØ© عمله، رغمَ تعرضه للظلم ÙˆØرمانه من راتب التقاعد بعد تجاوزه الستين، ناهيكَ عن إنكار المؤسسات التي يعمل بها لسنوات خدمته".
وتدÙع عائلة أبو Øسين لابنها ما يقارب 1300 شيقل شهريا، رغم وضعها المالي الصعب والذي يزداد صعوبة نتيجة الضرائب التي تدÙعها العائلة على المنزل والماء والكهرباء والراديو والتلÙزيون والطرق وغيرها، إذ إن دولة الكيان تÙرض ما يقارب من 17 ضريبة على أهالي القدس، لا ÙŠÙعÙÙ‰ منها Ø£Øد تØتَ أي مبرر.
تابعت الوالدة أبو Øسين: "ابني كريم جدا خاصة على الأسرى الجدد الذين يخشى عليهم من الوقوع ÙÙŠ شرك الكيان لذا يطلب مزيدا من المال ووالده لا يستطيع رÙض طلبه، ÙيكÙÙŠ أنه ØÙرم من Øريته ÙˆØياته كإنسان عادي". بلال الذي وصلَ وزنه إلى 130 كيلو جرام بعدَ إصابة كاØله أثناء ممارسته لرياضته المÙضلة "كرة القدم"ØŒ تذكر والدته أن عددا من أصدقائه قبلَ اعتقاله كانوا يخشون اللعب معه لأنه أطول منهم، وممتلئ الجسد، متمنية أن يطلق سراØÙ‡ ويمارس Øياته كأقرانه وأصدقائه بشكل طبيعي.
وزوجة الأسير المقدسي إبراهيم دباس والتي اضطرت بعدَ اعتقاله إلى تربية أبنائها لوØدها ومشاركتهم ÙÙŠ تØمل المسئولية التي خلÙها والدهم، قالت: "قضى زوجي أربعة عشرة عاماً من أسره ÙÙŠ السجن، منذ عام 1998 وهي المرة الثانية إذ كانت الأولى عام 1992 والتي Ø£Ùرج عنها بعدها بعد أربع سنوات". وأضاÙت نادية، أو كما Ùضلت مناداتها بـ "أم علي": "وضعنا المالي جيد إلى Øد ما، خاصة وأن أبنائي الاثنين يعملان ويساهمان ÙÙŠ مصروÙات المنزل، ناهيك عن ما Ù†Øصل عليه من نادي الأسير كراتب لزوجي".
الأسير إبراهيم والذي يتميز بصلابته رغم معاناته المستمرة من ألم ظهره، Ùهو يمتنع عن الشكوى لزوجته وأبنائه عن آلامه Øتى لو اشتدت وطأتها، ÙˆÙÙ‚ زوجته التي تابعت: "يكتÙÙŠ بإقناعنا بأنه بأØسن Øال، رغم Ø¥Øساسي بأنه Øزين ومريض". "أبنائي على ما يبدو ورثوا العناد ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø¹Ù† مشاعرهم من والدهم، Ùلم يسبق لهم أن صرØوا بØاجته Øتى ÙÙŠ أشد الأوقات إلØاØا"ØŒ ÙˆÙÙ‚ ما أضاÙت به "أم علي"ØŒ وتمنت أن ÙŠÙÙƒ أسر زوجها ÙÙŠ أقرب Ùرصة ممكنة.
"Ù…ÙستهدÙون"
الØواران السابقان كانا لنموذجين من عائلات الأسرى المقدسيين الذين يعانون تمييزاً واضطهادا مضاعÙاً لأنهم ÙŠØملون الهوية الزرقاء، ÙˆÙÙ‚ÙŽ المسئول عن لجنة أهالي الأسرى المقدسيين ÙÙŠ القدس أمجد أبو عصب. وقال أبو عصب: "يعامل السجان الصهيوني المقدسيين على أنهم جنائيون، لأنهم ÙŠØملون الهوية الزرقاء، ويعزلونهم ÙÙŠ سجون منÙردة"ØŒ مضيÙا: " 85 % من أسرى القدس والداخل المØتل يقبعون ÙÙŠ سجن جلبوع الذي يتميز بقسوة التعامل Ùيه وشراسة السجانين". وأشار إلى أن عددا من الأسرى المقدسيين نقلوا إلى سجن Ù†ÙØØ©ØŒ ÙÙŠ الجزء المتهالك منه بالقوة والضرب والتنكيل. وقال أبو عصب: "Ù†Ùقلَ الأسرى بالقوة إلى سجن Ù†ÙØØ©ØŒ وزج كل عشرة منهم ÙÙŠ غرÙØ© مساØتها 24 متراً Ùقط، تتميز برطوبتها ÙˆØشراتها، ورغم أن مصلØØ© السجون Ù†ÙصØت بإغلاقه لاÙتقاره إلى أي مقومات للØياة الآدمية، Ø£Ùجبر الأسرى المقدسيون إلى الانتقال إليه".
وأكدَ أن 60 أسيرا مقدسياً، Ùˆ 16 أسيرا من الداخل المØتل يقبعون ÙÙŠ سجن Ù†ÙØØ©ØŒ ويقبع الآخرين ÙÙŠ سجن جلبوع ويتعرضون بالمقابل Ù„Øملة تهديد كبيرة لنقلهم إلى Ù†ÙØØ©ØŒ ومنهم النائبان Ù…Øمد Ø·ÙˆØ·Ø ÙˆÙ…Øمد أبو طير، والوزير السابق خالد أبو عرÙØ©ØŒ مشددا على أن ما يتعرض له الأسرى المقدسيون بالذات دليل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ Øقد دولة العدو المصوب تجاه أهل القدس بالذات. وأضاÙ: "لا يمكن إنكار أن وضع الأسرى المقدسيين داخل السجون مزري جدا، ÙمصلØØ© السجون تتعامل معهم بمكيالين وتØرمهم من Øقوقهم ÙÙŠ استعمال الهات٠والزيارات المÙتوØØ© وتØرمهم من العلاج وتعزلهم وترهبهم لأنهم Ùلسطينيون وتØرمهم الإÙراج عنهم ÙÙŠ صÙقات التبادل، ومن مساعدات وخدمات السلطة الÙلسطينية لأنهم ÙŠØملون الهوية الزرقاء".
73 أسيراً مقدسياً Ù…Øكوماً بالسجن مدى الØياة ØÙرم من الخروج ÙÙŠ صÙقة "ÙˆÙاء الأØرار" على الرغم من أن تلكَ الصÙقة كسرت المعايير الصهيونية القاضية بالتضييق على الأسير المقدسي وأسرى الثمانية وأربعين بالذات. وتسوق Øكومة الاØتلال الØجج الواهية لاعتقال أبناء الأسرى وزوجاتهم ÙˆØتى أمهاتهم أثناء الزيارة، لتشديد عقابهم والانتقام منهم من خلال ذويهم، ÙˆÙÙ‚ أبو عصب الذي شرØ: "ÙŠÙدعى أن الزائرين ÙŠØملون Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø¬ÙˆØ§Ù„ أو هوات٠نقالة أو رسائل للأسرى، ويعتقلون ÙˆÙÙ‚ÙŽ تلكَ التهم، ويمنعون من الزيارة".
وأضاÙ: "عائلة الأسير منير عطون، ووالدة الأسير علاء الكركي، وزوجة الأسير Ùهمي مشاهرة منÙعوا من الزيارة، واعتقلوا لمدة أسبوع بناء على تلك الØجج". وأشار إلى أن "الممارسات السابقة تدÙع الأسرى إلى الإØباط، وأغلبهم تسوء Øالته النÙسية، ويشدد من تلك الØالة شعورهم بالظلم السياسي الذي ÙÙرض عليهم نتيجة رضوخ وزير الأسرى السابق لشروط الاØتلال التي اعتبرتهم سجناء جنائيين صهاينة، ومنعهم من الكنتينة التي تدÙعها السلطة".
المؤسسات المقدسية والسلطة الÙلسطينية تقدم بعض المساعدات المالية لأهالي الأسرى، إلا أنها لا تكÙÙŠ Øاجات عائلاتهم التي تعاني من سبع عشرة ضريبة صهيونية، وتعيش ÙÙŠ بيئة تتميز بارتÙاع تكالي٠الØياة Ùيها. عن ذلك يقول أبو عصب: "الأسير المقدسي ÙŠØصل على مخصصات شهرية أسوة بباقي الأسرى الÙلسطينيين، لكنها تزيد عن 300 شيقل، إلا أن تكالي٠الØياة الباهظة ÙÙŠ القدس تجعل الراتب والمخصص الشهري لا يكÙيان، لأن أهالي الأسرى بØاجة إلى 60 أل٠شيقل تقريبا ليعيشوا ÙÙŠ وضع مالي ميسور". عدد كبير من أبناء الأسرى المقدسيين تركوا المدارس وعملوا ÙÙŠ Øقول البيع المتجول، والكثير من نسائهم تقدموا بعدد من الطلبات للØصول على وظائÙØŒ إلا أن التضييقات الصهيونية Øالت دونَ ذلك، ÙˆÙÙ‚ عصب الذي Ùَصل: "الاØتلال يستهد٠كل المؤسسات التي لها أدنى علاقة بشئون الأسرى والسلطة الÙلسطينية، Øتى بات يخشى أهل القدس على هويتهم المقدسية من المصادرة إن هم تعاملوا مع السلطة أو تلكَ المؤسسات المØظورة".
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 20/3/2012)