مؤسسة مهجة القدس ©
الأسير المØرر الرازم: زرع الشقاقي أثمر وأينع
هكذا هم العظماء يعيشون مآسي أمتهم ويصنعون من الألم نصر. الشقاقي لم يكن يوماً Ùقط قائد بل إنسان ومناضل وسجين، عاش كل معاني الألم الÙلسطيني، يمهدون الطريق لغيرهم ليسيروا على نهجهم.
وانطلاقاً من هذا الوعي يتØدث الأسير المØرر Ùؤاد الرازم عن تجربته الشخصية مع الدكتور ÙتØÙŠ الشقاقي.
هل لك أن تØدثنا عن بداية معرÙتك بالدكتور الشقاقي؟
بداية معرÙتي بالدكتور ÙتØÙŠ الشقاقي رØمه الله عام 1976 عندما كان مدرسا بدار الأيتام Øينها كنت طالباَ ÙÙŠ الثانوية العامة. علاقتي به كانت طيبة نتيجة تقارب الأÙكار الإسلامية Øيث كنت أنا على اتصال بالقوى الوطنية.
كان هذا الأمر هو بداية العلاقة Øيث أجمعنا أن Ùلسطين يلزمها خط إسلامي مقاوم وقادة Ùلسطينيون إسلاميون لكن الأمر هذا كنا Ù†Ùتقده لذلك كانت المهمة هي إيجاد قادة والجمع بين العمل الوطني الإسلامي على الأرض.
هذا الأمر تØقق ÙÙŠ بداية عام 1981 Øين أسس الدكتور الشقاقي Øركة الجهاد الإسلامي التي تقوم على Ùكر إسلامي خاص. كان هذا بمثابة أول لقاء مع الدكتور.
أما اللقاء الثاني Ùكان عام 1980 ÙÙŠ السجن. وما بين اللقاءين اكتشÙت أن الشقاقي تغير كلياً Ùبينما ÙÙŠ اللقاء الأول كان يعمل مدرساً ÙŠØمل هموم الإسلام ولكن ÙÙŠ اللقاء الثاني كان الشقاقي قد أنشأ Øركة الجهاد الإسلامي كان ÙŠØمل أعباء الأمة على كاهله ومن واقع هذه الرؤية كان يسعى لإعطاء البعد الإسلامي الذي كان غائباً عن للقضية الÙلسطينية.
ما هي نقاط التقاءك Ùكرياً مع الدكتور الشقاقي؟
النقطة التي جمعتني بالشقاقي هو ضرورة إيجاد Øركة إسلامية مجاهدة مقاتلة على أرض Ùلسطين Øيث كان ÙÙŠ بداية الثمانينات القوى الوطنية والقومية هي المسيطرة العاملة على الساØØ© الÙلسطينية، لذلك كان وجود Øركة إسلامية مجاهدة هو الداÙع والمØرك لانطلاق Øركة الجهاد الإسلامي.
بداياتي أنا كانت ÙÙŠ عام 1976 Øتى اعتقلت عام 1981 كنت أتبني Ø£Ùكار إسلامية ولا أنتمي لأي Ùصيل Øينها بل كنا عبارة عن مجموعة من الشباب الإسلامي يسعى لتشكيل نواة عمل إسلامية لمØاربة الاØتلال من منطلق Ùهم قرآني وإسلامي. وهذه كانت بداية نقاط التقاطع الÙكري مع الدكتور ÙتØÙŠ الشقاقي.
ÙÙŠ عام 1976 التقيت الدكتور وكان هذه اللقاء هو بمثابة الانطلاق والبدء ÙÙŠ تشكيل Øركة إسلامية مجاهدة على أرض Ùلسطين.
ÙÙŠ ذلك الوقت كانت هناك المجازر الصهيونية بØÙ‚ الأبرياء الÙلسطينيين ÙÙŠ لبنان (مجزرة تل الزعتر وغيرها) وكنا كطلاب نقوم بالمظاهرات تنديداً ومساندة لأهلنا ÙÙŠ لبنان. وكنا ندرك أن الاØتلال هو المسؤول الأول عن هذه المجازر لأنه قام بتهجير المواطنين الÙلسطينيين الأبرياء إلى دول الجوار دون ØÙ‚. لذلك Ùغياب Øركة إسلامية مجاهدة دÙعنا لأن نتØرك لندعم ولنبØØ« عن Øركة إسلامية تقوم على أساس Ø¥Øياء القضية الÙلسطينية انطلاقا من القرآن الكريم والÙهم الإسلامي لهذه القضية ومن أجل إعطائها بعدها العربي والقومي.
ما هي الصعوبات التي واجهتكم؟
كنا Ù†Ùتقد للإسناد ÙÙŠ تلك المرØلة Ùليس هناك أي Øركة تتبنى Ùكرنا وعملنا، بØيث كنا نعتمد على أنÙسنا وعلى التمويل الشخصي. كنا خلية منÙردة تعمل بذاتها بعيداً عن أي Ùصيل على الساØØ© الÙلسطينية ونقوم بجمع التبرعات من خلال اشتراك العناصر. Øتى Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙƒÙ†Ø§ Ù†Øصل عليه من خلال مهاجمة Ø£Ùراد الشرطة والØرس الصهيوني ÙÙŠ المنطقة. وكنا نستخدم هذه الأسلØØ© لتنÙيذ عملياتنا ضد الاØتلال. خلال ذلك الوقت كنت ÙÙŠ السجن لكني علمت أنه تم توزيع مناشير ÙÙŠ تلك السنة تØت اسم طلائع الجهاد الإسلامي وقمنا بالبØØ« عن الأÙراد القائمين على هذه المناشير ومن هم ليكون لنا لقاء معهم ونكون اتØاد وعمل لكننا للأس٠لم نستطع العثور عليهم ومعرÙتهم.
كي٠ترى الدكتور الشقاقي؟
كإنسان كان رؤوÙاً رØيماً طيب القلب يتقبل الØوار ويتقبل أن تناقشه ولكنه ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت كان مهموماً بÙكر أعمق من الشيء السطØÙŠ الموجود بØيث كان لا يتعامل مع الناس وخاصة مع الطلاب ÙÙŠ مرØلة التدريس كأستاذ وطالب بل كان يتعامل معهم كأخ كبير لهم ومرشد وموجه ولديه الاستعداد ليتØاور وليتقي معك ÙÙŠ أي مكان.
كمÙكر كان بمثابة المعلم الكبير. من المÙكرين الإسلاميين القلائل الذين استطاعوا أن يضعوا القضية الÙلسطينية ÙÙŠ نصابها الØقيقي وبعدها الإسلامي من خلال طرØÙ‡ مشروعاً إسلامياً مجاهداً من أجل تØرير Ùلسطين وتبنى القضية الÙلسطينية من خلال الÙهم العميق لسورة الإسراء ÙÙŠ القرآن الكريم وبعد الصراع الØضاري والقومي بمعنى أن تكون Ùلسطين هي قضية مركزية للØركة الإسلامية. ويعتبر أول من Ø·Ø±Ø Ù‡Ø°Ø§ الشعار "القضية الÙلسطينية قضية مركزية للØركة الإسلامية".
كان ÙŠØ·Ø±Ø Ù…Ø´Ø±ÙˆØ¹Ø§Ù‹ إسلامياً معاصر مقابل مشروع استعماري غربي Ù„Ùلسطين وللأمة العربية والإسلامية خاصة أن معظم الدول العربية كانت مستعمرة سياسياً واقتصادياً.
كان هذا دليل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù†Ø¯ الشقاقي أنه استطاع أن يضع مشروع إسلامي للقضية الÙلسطينية من خلال Ùهمه القرآني كما أسلÙنا.
بØكم كونك أسير وعاصرت الشقاقي ÙÙŠ سجون الاØتلال، Øدثنا عن الشقاقي ÙÙŠ السجن؟
لم تكن الÙترة طويلة لأنه لم يمكث ÙÙŠ سجن عسقلان الذي كنت متواجد Ùيه لأكثر من شهر Ùقط Øيث تم نقله إلى سجن Ù†ÙØØ©.
أولاً: Øقيقة Øياته لم تتغير ÙÙŠ السجن عن خارجها وكان دائما يقول "تقديم الواجب على الإمكان" لأن الواجبات أكبر من الإمكانات.
ثانياً: استطاع الشقاقي أن يضع مبادئ وأسس ÙˆÙ„ÙˆØ§Ø¦Ø Ø¯Ø§Ø®Ù„ÙŠØ© Ù„Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ سجون الاØتلال.
ثالثاً: كان دائم القراءة ويقول "لا وقت للوقت" يجب أن لا نضيع الوقت بØيث أنه ÙÙŠ تلك السنوات ÙÙŠ السجن كان يتم إطÙاء الأضواء الساعة العاشرة ليلاً ولكنه كان يتØين أي ضوء خاÙت ÙÙŠ ممر الغر٠ليواصل قراءته ببساطة كان الشقاقي يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ. وكان يقول Ø£Ùضل صديق للإنسان هو الكتاب.
قضية الأسرى ÙÙŠ Ùكر الشقاقي
الØقيقة أن قضية الأسرى ÙÙŠ Ùكر الشقاقي كانت Øاضرة بشكل كبير خاصة Øينما تم إبعاده خارج Ùلسطين إلى لبنان عام 1988. Ùقضية الأسرى تØتل مساØØ© وأولوية كبيرة ÙÙŠ Ùكر الشقاقي بØيث كان ÙÙŠ تلك السنوات الجندي الصهيوني مساعد الطيار رون أراد ÙÙŠ الأسر لدى Øزب الله ÙÙŠ لبنان. Ùكان الشقاقي يتواصل مع الأسرى ويعدهم بأن أي صÙقة مع الاØتلال سيكون للأسرى نصيب Ùيها وخاصة أسرى Øركة الجهاد الإسلامي.
لذلك بذل الدكتور مجهودا كبيراً من أجل إطلاق ØµØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ والمعتقلين ÙÙŠ سجون الاØتلال بل كان على اتصال بهم داخل السجون من خلال رسالة شبه شهرية كان يرسلها لهم تØتوي على آخر التطورات والمستجدات على الساØØ© الÙلسطينية وآخر تطورات الØركة وعلاقاتها بالمØيط والعالم. كل هذه الأشياء كان يَطّلع عليها الأسرى. بمعنى أن أسرى Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ السجون كانوا يعيشون الواقع الخارجي عن طريق رسائل الدكتور.
أض٠إلى ذلك أنه كان يجيب عن كاÙØ© تساؤلات الأسرى ويبعث الإجابة برسائل لهم. Øتى أن كجلة الطليعة التي سجن من أجلها كان يرسلها للسجن.
القدس ÙÙŠ Ùكر الشقاقي
القدس تمثل ÙÙŠ Ùكر الشقاقي جزء من عقيدتنا لا يجوز التنازل عن ذرة تراب منها. إنها آية قرآنية ÙÙŠ كتاب الله وسورة الإسراء. "سبØان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الØرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا Øوله"ØŒ وبما إنها جزء من القرآن Ùهي ÙÙŠ قلوبنا ÙˆÙÙŠ عقولنا ÙˆÙÙŠ وجداننا أينما وجدنا ÙˆØللنا وكنا.
ماذا تعلمت من الشقاقي؟
طبعا هو أستاذي ÙÙŠ الأصل منذ عام 1973 تعلمت منه التصميم والإرادة وعدم اليأس والاØباط. تعلمت أن أضع هدÙاً ÙÙŠ Øياتي لأن أصل إليه. Ùالشقاقي وضع هدÙاً بأن يوجد Øركة إسلامية مجاهدة على أرض Ùلسطين وهو مؤسس ومÙكر. Ùهذه القضية بØاجة إلى إرادة وتصميم وتعب ومشقة.
والاستمرار ÙÙŠ طريق الجهاد والمقاومة مهما كانت الظروÙ. كان يقول: "Ù†ØÙ† نعيش بين نارين نار الذل والهوان والاستسلام ونار المقاومة والجهاد والاستشهاد" Ùاختر أي الطريقين.
كي٠تلقيت نبأ استشهاد الشقاقي؟
نبأ استشهاد الشقاقي نزل كالصاعقة عليّ. علمت بنبأ استشهاده بتاريخ 28/10/1995 أي بعد يومين من الØادثة Ù†Ùسها. وعلمت بالخبر من خلال التلÙزيون الصهيوني وكان بمثابة أول إعلان رسمي من قبل الصهاينة باغتيال الشقاقي. كان معي ÙÙŠ غرÙØ© العزل ÙÙŠ أيشيل Ø£Øد زملائي ولم يكن يعر٠اللغة العبرية. وأذاعت المØطة الصهيونية الأولى خبر ووضعت صورة الدكتور الشقاقي لكن الخبر قال أنه تم اغتيال إبراهيم الشاويش. قمت بربط الخبر بالصورة Ùعلمت أن المقصود الدكتور الشقاقي.
هنا بدأ تÙكيري ماذا سأÙعل ÙÙŠ اليوم التالي. طبعاً أقمت ØÙÙ„ تأبين رغماً عن إدارة السجن وبالتعاون مع كاÙØ© الÙصائل ورÙضت كتابة بيان وإنما كانت كلمة ارتجالية تمت معاقبتي من قبل مصلØØ© السجون على هذه الكلمة.
موق٠عالق ÙÙŠ ذهنك ولن تنساه؟
ليس هناك موق٠Ùالمواق٠كثيرة لكن ما لا أنساه أبداً هو صورة استشهاده وهو ملقى على الأرض ÙÙŠ مالطا. هذه الصورة كانت مؤثرة ÙÙŠ ذهني وعقلي وخيالي.
ÙÙŠ الختام كلمة تود قولها ولمن؟
ÙÙŠ ذكرى استشهاد الدكتور أقول أن هذا الزرع الذي زرعته قد أثمر وأينع والآن تنظر إلينا من عل٠إلى هذا الزرع وأتخيل وأتصور أنه يبتسم ويقول لأبناء Øركة الجهاد الإسلامي وأن خيار المقاومة هو الخيار الأصوب ÙÙŠ هذا الزمان.
وأقول لقادة Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ كل مكان أن نكون على قدر المسؤولية ÙÙŠ هذه المرØلة الØرجة والدقيقة التي تمر بها القضية الÙلسطينية وأن يعضوا على النواجذ والتمسك بخيار المقاومة مهما كانت الظرو٠والأØوال التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية وأن هذا الربيع ÙÙŠ العالم الإسلامي سيصب ÙÙŠ النهاية وتكون بوصلته Ù†ØÙˆ Ùلسطين Ù†ØÙˆ Ùلسطين. أنتم الشعلة أنتم الشعلة وأنتم من سيجني الثمار.
(المصدر: مؤسسة مهجة القدس)