مؤسسة مهجة القدس ©
غزة وشهيدهÙا "Ù…Øمد العجلة"... Ù„Øظة٠الوداع الأخير!
غزة استيقظت مرة أخرى على رائØØ© الدماء، والÙاعل واØد؛ (دولة العدو الصهيونية) كعادتها تÙتك٠"بالتهدئة"ØŒ كما ÙŠÙعل جنودها Ùأجساد الأبرياء.
"وزارة الصØØ© تعلن استشهاد الشاب Ù…Øمد العجلة ( 32 ) عامًا"ØŒ كبرى Ø·ÙلاتÙÙ‡ لم تكملْ الÙرØØ© بشهادة "رياض الأطÙال"ØŒ وأختاها تراقبان كي٠أمطرتْ "الصدمةÙ" وجهي جدهن وجدتهن.. إلى هنا لم تكتمل مشاهد الجريمة الصهيونية بعد! عند التاسعة والنصÙØŒ كان رØيل "العجلة" إلى دار الآخرة يقترب منه شيئًا Ùشيئًا، إنها أول وآخر مرة لن يعود Ùيها إلى بيته إطلاقًا، ولن يطبع قبلته الØانية على جبين والدته المسنة، أو ÙŠÙرد تجاعيد والده بالابتسامة المسائية التي يستØÙ‚ØŒ أو يطمئن إلى أن زهراته الثلاث قد شبعنَ Øنان الأبوّة، الذي لا يتكرر! وسط غزة، وتØديدًا مستشÙÙ‰ الشÙاء، كان الجمع٠الغÙير ينتظر الإيذان له بزÙّه إلى آخر مثوى، بعد أن استهدÙÙ‡ الاØتلال، Ùارتقى شهيدًا، Øملوه أشلاءً، جعلت ÙƒÙنه الأبيض Ø£Øمرَ، سارعوا به إلى البوابة الخارجية للمستشÙى، بكل ما أوتوا من Øماس وقوة. "يا شهيد Ø§Ø±ØªØ§Ø Ø§Ø±ØªØ§ØØŒ Ø±Ø§Ø Ù†ÙˆØ§ØµÙ„ الكÙاØ" بÙØّت الØناجر، وتعالت الصرخات: "الانتقام.. الانتقام"ØŒ Ùˆ"الموت Ù„(إسرائيل).. الموت لأمريكا"ØŒ وصوت الإذاعة الجائلة ظلّ يلهب Øماس "المظلومين": "وداعًا، وداعًا، وداعًا.. أهلي رÙاقي وداعًا"ØŒ ربما تعبت الأقدام ÙÙŠ Ù„Øظات، ولم تتعب الØناجر أو تتوقÙ. هل اقتربنا من مقبرة الشهداء؟ "لايزال أمامنا كيلو مت.."ØŒ سأل سائلٌ وقطعت أصوات الرصاص إجابة Ø£Øدهم عن السؤال، ظل الرصاص الذي يطلقه المشيعون ÙÙŠ الهواء يعلو، والجمع٠يسير، ليشهد المØطة الأخيرة ÙÙŠ مشوار هذا الشهيد، مع إدراكهم أنه لايزال "Øيًّا".
ØÙÙرَ القبر، وتجهّز لاستقباله، وبعد هذا "المسير الطويل"ØŒ كانت النظرة الواØدة على عملية الدÙÙ† أشبه بالمستØيل، إلا لمن تمكّن من الوصول أولاً، Ùلا مساÙØ© هناك بين قدم وأخرى، ولا مساÙØ© بين دمعة وأخرى كانت تنهمر من أعين إخوته، وأصدقائه، جميعًا.
سلعة الله
اقتربت "Ùلسطين" رويدًا رويدًا من أخيه سعد الله، سألته عن Ù…Øمد "الإنسان"ØŒ لم يتردد ÙÙŠ وصÙÙ‡ بأنه "كان Ù…Øبوبًا، ÙˆÙكاهيًّا ÙŠØب رسم البسمة على وجوه الجميع، ولا يمل منه Ø£Øد، بل إن لديه القدرة على جذب الناس إليه". "وذات مرة رأيت بأمّ عيني ما لن أنساه، رأيت Ø·Ùلاً صغيرًا ÙÙŠ الشارع، والدنيا "بتشتي"ØŒ وكان هذا الطÙÙ„ بردان (يشعر بالبرودة)ØŒ Ùما كان من Ù…Øمد إلا أن خلع معطÙÙ‡ وألبسه إياه، وأوصله إلى بيته سالمًا غانمًا"Ø› يقص سعد الله ما يتبادر إلى ذاكرته.
سبعة إخوة لمØمد، والثلاث زهرات، والوالدان المسنان، لن يتمكنوا من رؤيته بعد الآن، وما يذكره أخ الشهيد هنا "أن ردة الÙعل الأولى على استشهاد Ù…Øمد، كانت الصدمة والبكاء على الÙراق، وليس على مجرد انتهاء عمره لأنه نال الشهادة". ÙÙŠ هذه اللØظات كان Ø£Øدهم يخطب ÙÙŠ المÙشيّعين، باديًا عليه كل علامات الإيمان والقوة، أخبرهم مستعينًا بنبرته المميزة، أن "Ù…Øمدًا أراد أن يوÙÙŠ بعهده مع الشهداء، نعم والله لا أكذبكم Øين أقول إنني عرÙته عن قرب، وما رأيت Ùيه إلا جنديًّا من جنود الرسول Ù…Øمد صلى الله عليه وسلم". ثم أتبع ذلك بقوله: "لا أقول هذا من انÙعالات عاطÙية، Ùالشهيد Ù…Øمد لم يكن Øريصًا على مال، أو منصب، أو قصور، أو سيارات، بل كان Ù…Ùصليًّا للÙجر كل يوم، ÙˆØاÙظًا لأسماء الأسرى ÙÙŠ سجون الاØتلال، ويعددهم واØدًا واØدًا، إذ كان يضع نصب عينيه هد٠Øريتهم". على أي Øال، أدى الناس واجبهم، وصاروا يتلمسون طريق العودة من Øيث أتوا، وقد أمطر الاØتلال بعضهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع ليذكرهم بأن جرائمه لاتزال مستمرة، وكلّ من المÙشيعين رØÙ„ جسدًا وظلت روØÙ‡ تعانق Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ¯ Ù…Øمد، الذي لم يغادر أعماقهم لوهلة! والرجل الذي خطب ÙÙŠ الناس، ما أن انتهى من رÙع معنوياتهم أكثر Ùأكثر، Øتى أنهكته الدموع، Ùجلس على الأرض باكيًا، يتمم: "امض يا Ù…Øمد كما أردت لنÙسك ÙÙŠ طريق الأØرار" (..) "لقد أراد سلعة الله، أتØسبون أن سلعة الله رخيصة! إن سلعةَ الله الجنة.. إن سلعة الله الجنة"!
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 09/01/2014)