مؤسسة مهجة القدس ©
أسرة الشهيد Øمدوني: كنا ننتظر عناقه Øراً Ùأعادوه لنا جثة!
تناقضت مشاعر الØاجة السبعينية نجمة الØمدوني بعدما علمت بنبأ استشهاد ابنها المعتقل ياسر ذياب Øسين Øمدوني ØµØ¨Ø§Ø Ø£Ù…Ø³ØŒ إثر تعرضة لسكتة دماغية Øادة ÙÙŠ سجون الاØتلال الإسرائيلي، Ùامتزجت المشاعر تارة تزغرد وتطلق الأهازيج.. وأخرى تبكي وتصرخ وتطالب رÙاقه المØررين بإØضاره Ù„Øضنها ودÙنه ÙÙŠ ساØØ© منزلها Øتى لا ÙŠÙارقها وتراه كل يوم، Ùبكى الكبير قبل الصغير من شدة تأثرهم وهي تردد:"مش Ø±Ø§Ø Ø£ØµØ¯Ù‚ØŒ خذوني عند ياسر، واذا قتلوه أدÙنوني معه، ليش تركتوه ÙÙŠ السجن، من زمان قلت لكم وضعه خطير، وين أخذوه وأبعدوه، يما يا Øبيبي وينك ريت عمري قبل عمرك".
Ù„Øظات مؤثرة..
الØاجة نجمة التي تذوقت العذابات خلال رØلة صبرها وهي تتنقل على مدار 14 عاماً بين السجون الإسرائيلية للتواصل مع ياسر Øتى أصبØت تØتÙظ بأسماء وتÙاصيل ومواقع وطبيعة ووضع كاÙØ© السجون، وتØديد عدد الثواني والدقائق التي تقضيها Øتى الوصول إليها، ورؤيته والاطمئنان على وضعه بسبب معاناته من مشاكل ÙÙŠ القلب وعدة أمراض جراء التØقيق الوØشي الذي تعرضت له، أصيبت بانهيار وأغمي عليها من شدة تأثرها، ورغم اجتماع عائلتها وأهلها وأهالي يعبد ورÙاق قيد ابنها الذين تØرروا ÙÙŠ صÙقة "ÙˆÙاء الأØرار" Øولها، ما كادت تستجمع قواها وتنهض من غيبوتها، Øتى عادت للبكاء وصرخات الألم التي هزت القلوب وأبكت المقل وهي تردد "بس استشهد ما سال عني.. ما قال يما ليش ما خلوه يودعني.. خليني Ø£Ø±ÙˆØ Ø§Ù‚Ø¹Ø¯ عندو ... خذوني عنده".
"وين أزÙÙƒ يا Øبيب أمك"..
عجز الجميع Øتى الأطباء عن السيطرة على Øالة الأم المÙجوعة، وخيمت أجواء الØزن والألم ÙÙŠ الØÙŠ الذي ولد ونشأ وعاش Ùيه ياسر Øتى اعتقاله، وبينما لزمت زوجته ورÙيقة دربه "أم أدهم" الصمت وعجزت عن قول أي كلمة، عادت الوالدة لتطلب من رÙاق ابنها التØضير لزÙاÙÙ‡ ÙÙŠ عرس وطني.. Ùأذهلت الجميع بعدما هدأت ثورتها لبعض الوقت وهي تقول "بدنا نعمل عرس كبير لياسر، جيبوا صوره والأعلام، كل Øبايبه معنا"ØŒ لكن المشهد لم ينته ÙˆÙجاة أخذت تغني:"وين أزÙÙƒ وين يا Øبيب أمك.. بين العالمين ولا بيت عمك.. وين أزÙÙƒ وين يا ابن الÙقيرة"ØŒ ÙˆÙجاة توقÙت ودخلت ÙÙŠ غيبوبة جديدة.
الصدمة الكبيرة..
لم يختل٠المشهد ÙÙŠ منزل عائلة الشهيد، Ù†Øيب وبكاء واستنكار لإهمال الاØتلال الذي أوصله لهذه الØالة، وتقول شقيقته عطا٠التي زارته آخر مرة ÙÙŠ عيد الأضØÙ‰ المبارك: لم يعان أي مرض طوال Øياته، لكن ÙÙŠ التØقيق وبسبب الضرب له على رأسه ووجهه وقدميه، أصيب بثقب ÙÙŠ أذنه، وبعدما معاناة مريرة سمØوا لنا بتزويده بسماعه، ÙˆØتى اليوم، يلازمه الوجع بقدميه لعدم توÙير العلاج المناسب له".
وتضيÙ: "قبل Ùترة، تعرض لنوبة Øادة ÙÙŠ القلب، وبعد انهيار صØته ووصوله مرØلة الخطر، خضع لعملية قسطرة بمستشÙÙ‰ العÙولة، ورغم قرار الأطباء Øاجته لعملية ثانية ماطل الاØتلال Øتى أعدموه على طريقتهم بالقتل الممنهج بالإهمال الصØÙŠ".
وتكمل: "عندما شاهدت ياسر صبيØØ© العيد، لمست اختلا٠Øالته ووضعه، Øاول إخÙاء الØقيقة، لكنه أبلغني أنه يعاني ويلات الألم والوجع لأن الاØتلال أوق٠عنه الدواء الذي أقره له الأطباء، ومنذ أشهر تتÙاقم معاناته لرÙضهم إعادته للمستشÙÙ‰ وعلاجه وإجراء العملية الجراØية له".
Ù…Øطات من Øياته
ÙÙŠ بلدة يعبد، جنوب Ù…ØاÙظة جنين، ولد ونشأ وتربى ياسر، درس Øتى نهاية المرØلة الابتدائية عندما اندلعت انتÙاضة الØجر، وتقول شقيقته: "رغم طموØÙ‡ ÙˆØبه للتعليم، لم يتردد ÙÙŠ المشاركة بالمسيرات والÙعاليات الوطنية ومقاومة الاØتلال الذي طارده لمدة عام، Ùاعتقل بسن 17 عاماً، وقضى 3 سنوات خل٠القضبان".
وتضي٠"لم ينل السجن من عزيمة ومعنويات ياسر، وبعد تØرره، قسم Øياته بين أسرته بعد زواجه، والعمل لرعاية عائلته، ومواصلة المشاركة ÙÙŠ الÙعاليات الوطنية بعدما انتمى Ù„Øركة ÙتØ".
مطاردة..
"أم أدهم"ØŒ الزوجة الوÙية التي كرست Øياتها لزوجها وطÙليها، كانت الأكثر تأثراً ÙˆØزناً، الصدمة جلعتها تلوذ بالصمت ورÙضت الØديث، لكنها ÙÙŠ لقاء سابق أجراه معها مراسل "القدس"ØŒ قالت عن زوجها المعتقل "ياسر تميز بالØنان والØب للعائلة والاسرة خاصة بعدما رزقنا بطÙلنا الاول أدهم، لكن عندما تÙجرت انتÙاضة الأقصى تقدم الصÙÙˆÙ ÙÙŠ مقاومة الاØتلال الذي أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين لنشاطه ودوره ÙÙŠ المقاومة وكتائب شهداء الأقصى".
وتضي٠"عشنا Ù„Øظات مروعة بسبب مداهمات وتهديدات الاØتلال الذي واصل ملاØقته Øتى اعتقل بعد عدة شهور ÙÙŠ عملية خاصة ÙÙŠ 19-6-2003ØŒ وتعرض للتعذيب ÙÙŠ أقبية التØقيق ÙÙŠ سجن الجلمة لمدة 6 شهور وسط العزل والضغوط النÙسية والجسدية، ثم Øوكم بالسجن مدى الØياة بتهمة تنÙيذ عمليات Ùدائية".
عقوبات الاØتلال
تروي شقيقة الشهيد، أنه خلال Ùترة اعتقاله لم يبق زنزانة أو سجن إلا واØتجز Ùيها ياسر وسط العقوبات، وتقول "الØكم لم يكن كاÙياً للاØتلال، ÙØرمه من الاستقرار وعانى كثيراً خلال السنوات الماضية خاصة عندما تدهورت Øالته الصØية وانعكس ذلك على Ù†Ùسية والدتي التي تعبت كثيراً ÙÙŠ رØلة العذاب والألم، وهي تتنقل بين السجون والمعتقلات Øتى ÙÙŠ الأعياد والمناسبات". وتضي٠"رغم ذلك، صمود ياسر كان يعزز صمود أمي التي كانت دوما تردد بعد كل زيارة لأخي، إرادتي قوية، ÙˆÙرØتي لن تكتمل مادام ابني ومهجة قلبي خل٠تلك القضبان اللعينة التي تØرمه Ø·Ùليه وزوجته ÙˆØياته".
Ùاجعة..
الخبر المÙجع، سبب صدمة شديدة لكل العائلة، باكورة أبناء الشهيد أدهم، 15 عاماً، جلس بين أصدقائه مقاوماً دموعه، لكن ردة Ùعله اقتصرت على تلاوة آيات من القران الكريم، وبين Ùترة وأخرى يردد انشودة "أبي أين أنت يا أبي "ØŒ وبعد Ù…Øاولات Øثيثة ØŒ قال "ما زلت قاصرا وعاقبوني بمنع زيارة أبي ÙÙŠ السجن، كنت انتظر عناقه Øراً، Ùأعادوه لنا جثة، أين أنت يا أبي ولماذا ولمن تركتني".
"استشهد بعيدا عنا"..
وارتسمت معالم الØزن والألم على Ù…Øيا الصغير Ù…Øمد، الذي كان بعمر أيام عندما اعتقل الاØتلال والده، Ùقال: "انا Øزين جداً لأن أبي استشهد بعيداً عنا، ولدت وهو سجين، لم أنم ÙÙŠ Øضنه ليلة ولم اØصل على عيدية واØدة منه ØŒ Øرموني Ø·Ùولتي ÙˆØياتي ولÙترة طويلة كنت أرÙض أبي بسبب وجوده ÙÙŠ السجن"ØŒ ويضي٠"قبل عام Ùقط، Ùهمت Øقيقة ظلم الاØتلال الذي Ùرقنا عن أبي الذي أصبØت أشعر بÙخر واعتزاز به عندما أدركت تضØياته وبطولاته، لكنهم قتلوه ÙˆÙرقوا شملنا للأبد".
يعانق الصغير Ù…Øمد صور والده، ويقول "ما اتعس Øياتنا بعد رØيلك يا ابي ØŒ انتظرتك وتاملت عناقك .. Ùماذا سيبقى لنا بعدما Øرمونا منه؟"ØŒ ويضي٠"دوما كان يطلب والدي العلاج والعملية الجراØية ليØاÙظ على صØته وعاÙيته Øتى ÙŠÙرج رب العالمين كربه ويعود إلينا سالماً ÙˆØراً، لكنه عاد شهيدا"ØŒ ورغم الØزن والالم، أضا٠أØد رÙاقه ÙÙŠ الأسر "انتصر بشهادته على السجان وقيده".
المصدر/ صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية