مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد معين البرعي عندما يتمسك الأØÙاد بأرض الأجداد
الميلاد والنشأة
ÙÙŠ مخيم جباليا الثورة والصمود.. ذلك المخيم الذي اØتضنت بين أزقته الضيقة وبيوته البائسة آلا٠المشردين من بيوتهم وأراضيهم عنوة على أيدي عصابات "الهاجاناه" الصهيونية، كان بزوغ Ùجر ميلاد شهيدنا البطل ابن قرية "دمرة" المهجرة يوم 22/2/1974Ù….
Ùنشأ الشهيد معين كما كل أبناء المخيم ÙÙŠ بيت متواضع مثقلاً بالÙقر والهموم، ÙÙŠ كن٠أسرة متواضعة اتخذت الإسلام منهجاً وطريق Øياة، تتكون من والديه وثمانية أخوة وأخوات.
Ùعر٠الشهيد منذ نعومة أظÙاره طريق المسجد ÙˆØلقات ØÙظ القرآن الكريم، Ùكان من رواد مسجد عز الدين القسام، ÙˆØرص الشهيد على المشاركة ÙÙŠ النشاطات التثقيÙية التي كانت تعقد ÙÙŠ المسجد، وكذلك الألعاب الرياضية، وخاصة لعبة الكارتيه، والتي Ø£ØµØ¨Ø Ùيما بعد Ø£Øد أبطالها، وأØد أبرز المدربين القادرين على تخريج Ø£Ùواج من الرياضيين الأكÙاء.
صÙاته وعلاقاته
وتميز الشهيد بعلاقاته الاجتماعية الواسعة، Øيث Ø£Øبه كل من عرÙه، Ù„Øسن خلقه وبره بوالديه واØترامه لكبار السن وعطÙÙ‡ على الأطÙال الصغار، كي٠لا وهو من تربى على موائد القرآن ÙˆØلقات الذكر وجالس العلم التي كان لها أكبر الأثر ÙÙŠ نضج شخصيته وتهذيبها، Ùكان الشهيد ممن تتلمذوا على يد الدكتور ÙتØÙŠ الشقاقي، رØمه الله، ÙˆØÙظوا كلماته التي اقتبسوها لتكون نبراساً يهتدوا به ÙÙŠ عتمة الجهل وظلم المستبدين.
ومع اشتعال الانتÙاضة المباركة، كان الشهيد كما كل أبناء المخيم الذين اØتضنوا الØجارة بك٠أيديهم والقوها ÙÙŠ وجه الغزاة المعتدين، ليØطموا أمام العالم بأثره أسطورة الجيش الذي لا يقهر، Ùاكتسب شهيدنا معين لقباً جديداً كما كل الأبطال "دينمو الانتÙاضة" نظراً لكثرة نشاطاته ÙÙŠ Ùعاليات الانتÙاضة، من إلقاء للØجارة والزجاجات الØارقة، إلى المشاركة ÙÙŠ مواكب تشييع جنازة الشهداء والمسيرات الشعبية الغاضبة.
رجل المهمات الصعبة
كان الشهيد معين البرعي من الطلائع الأولى Ù„Øركة الجهاد الإسلامي، Øيث شارك ÙÙŠ الÙعاليات واللجان الشعبية التي عملت ÙÙŠ منطقة جباليا، وكان مسئولاً عن أكثر من مجموعة كانت تخط هذا الØلم الذي رسمه الأطهار بدمائهم، وتخطه أياديهم المتوضئة.
Ùكان الشهيد معين Øقاً برجل المهمات الصعبة، Ùهو لم يكن لا يتوانى عن تنÙيذ أي مهمة جهادية تناط إليه، ولو كان على Øساب راØته، وبالرغم من أنه كان مسئولاً عن بعض اللجان السياسية ÙÙŠ المنطقة الشمالية التي تضم عشرات الشباب، كان ÙŠØرص على المشاركة ÙÙŠ الندوات الثقاÙية التي تنظمها الØركة ÙÙŠ المناطق الأخرى من قطاع غزة.
تعرض الشهيد البرعي لمØنة الاعتقال بسبب مشاركته Ù„Ùعاليات الانتÙاضة المباركة، وعاش Ùترة سجنه مع إخوانه ورÙاق دربه ÙÙŠ سجن أنصار غزة، وهو السجن الشاهد على قذارة الاØتلال، قبل أن يرØÙ„ إلى سجن "النقب" الصØراوي، والذي كان المØطة الأخيرة التي رسمت للشهيد طريق الاستشهاد.
بعد خروجه من السجن انضم الشهيد معين البرعي إلى صÙÙˆÙ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي "قسم"ØŒ Ùكان إلى جنب رÙيق دربه الشهيد علاء الكØلوت الذي سبقه إلى العÙلا مكللاً بأكاليل الغار، ليكمل الشهيد مشوار الدم والشهادة، Ùكان بØÙ‚ مثالاً للمجاهد الØقيقي الذي اجتمع ÙÙŠ قلبه صدق القول وإخلاص العمل.
سلاØÙ‡ الإيمان
ÙÙŠ Ùجر يوم 5/10/1993Ù… كان الشهيد معين البرعي على أتم استعداد للمواجهة، وللشهادة ÙÙŠ سبيل الله، Ùكان اختياره لبلدته الأصلية "دمرة" رسالة إلى كل المشردين ÙÙŠ مخيمات الشتات أن طريق العودة لا يكون إلا مخضباً بالدماء لا بالدموع على الأطلال أو تسول مبادرات السلام، ورسالة أخرى إلى من استوطن أرضه أن لا بقاء له على هذه الأرض مهما طالت السنين.
خرج الشهيد معين مساء ذلك اليوم الأشم متسلØاً بالإيمان بالله، وقطعة Ø³Ù„Ø§Ø "عوزي" مليء برصاص Øارق، بالإضاÙØ© إلى عدد من القنابل اليدوية، وقد تمكن على الرغم من الإجراءات الأمنية المتشددة من الدخول إلى قريته "دمرة" ليشتبك مع جيب عسكري قبل أن تتدخل تعزيزات كبيرة من جيش الاØتلال وصلت إلى المكان، لتبدأ معركة Øامية الوطيس استمرت لعدة ساعات متواصلة، وقد أكد سكان المنطقة الذين شاهدوا المعركة البطولية التي سقط خلالها الشهيد مدرجاً بدمائه الزكية التي سالت لتروي تراب أرض أجداده، وليؤكد بدمه إسلامية Ùلسطين وعروبتها وبقائها كذلك ما دام أهلها متمسكين بها وراÙعون راية الجهاد والاستشهاد.
كلمات من وصيته
لتبقى كلماته نبراساً يهتدي به من Øمل الأمانة من بعده وسار على ذات الدرب: "أيها الصاعدون من الظلام المزعوم، لتؤكده للعالم كل العالم أن الدم ÙˆØده قانون المرØلة، وستظل ثورة كل الأØرار وليست مشروعاً للاستثمار والمتاجرة".
"إخوتي الأعزاء.. إذا نلت الشهادة ÙÙŠ سبيل الله ثم الوطن، لا تتوقÙوا، ولا تعتبروا دمي Ù…Øطة للتراخي، ولكن نطلب منكم الثأر لكل شهداء الوطن.. لتؤكدوا مصداقية شعار: "الرصاص هو البداية والشهيد هو البداية، والجهاد هو البداية والتمرد واجب لا ينتهي"ØŒ وليكون هذا العمل تطبيقا لقول المولى عز وجل: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديهم ويخزهم وينصركم عليهم ويش٠صدور قوم مؤمنين".
(المصدر: سرايا القدس، 5/10/2012)