مؤسسة مهجة القدس ©
الاستشهادي عبد الله المدهون: الصغير سناً..الكبير Ù†Ùساً
عبد الله.. لا أجد إلا أن أق٠منØنياً خاشعاً أمام جلال دمك اØتراماً ÙˆØباً وإعجاباً وأنت الصغير سناً، الكبير Ù†Ùساً ومقاماً وعطاءً ÙÙŠ مقابل الذي تØدثوا عن الثورة ألÙاظاً بأعلى أصواتهم وبملء أشداقهم ولم نجدهم ÙÙŠ مواق٠الرجال إلا سراباً، Ùلا مغÙرة يا سيدي، ولا عÙذر لهم.. وللØديث عن الشهيد التقينا شقيقه Ù…Øمود.
الميلاد والنشأة
ولد ÙÙŠ 4/4/1979Ù… كان ميلاد هذا البنÙسج.. وانطلاق أريج الربيع ومسك Øياتنا.. ÙˆÙلد عبد الله ÙÙŠ هذا المخيم النازÙØŒ مخيم الثورة والتضØية والعطاء (جباليا) شمال قطاع غزة.. هو الأول ÙÙŠ أخوته مقاماً ورÙعة، والسادس Øسب تاريخ ميلاده.. شهد الانتÙاضة بكل دقائقها وأØداثها عشق الشهداء والأرض والدم.
درس شهيدنا عبد الله ÙÙŠ هذا المخيم، وتنقل من مدرسة أبي Øسين الابتدائية Ù€ Ø£ Ù€ إلى الإعدادية Ù€ ب Ù€ إلى مدرسة أسامة بن زيد ثم أبي عبيدة بن Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø«Ø§Ù†ÙˆÙŠØ© Ù€ ÙÙŠ القسم العلمي، ولقد عÙر٠بتÙوقه وذكائه وكثرة نشاطه ÙˆØركته.. ÙˆÙÙŠ السنة الثالثة من المرØلة الثانوية كان باستشهاده ÙŠØدد يوم ميلاده الجديد.
صÙاته وأخلاقه
كان عبد الله رØمة الله عليه قارئاً مجيداً للقرآن الكريم، كثير قيام الليل، مداوماً على صيام الاثنين والخميس والمناسبات، ÙˆÙÙŠ أيامه الأخيرة كان مولعاً بهذا كله Ù…Ùكثراً من الصيام والقراءة ولا نجد له إلا الدعاء تغمده الله بواسع رØمته مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
"كان تاج رأسي، ÙˆØبة عيني وقرارة قلبي عبد الله لا تغادر الابتسامة Ø´Ùتيه، يمتص بها غضب الغاضب، من الأهل والجيران والأصدقاء لدرجة أنه استطاع أن يتجذر ÙÙŠ قلوبنا وأن ينغرس ÙÙŠ عقولنا ووجداننا جميعاً.. الØقيقة، إن الØديث عن أخلاق عبد الله وصÙاته يطول.. كان Ù€ رØمة الله عليه Ù€ لا يعر٠إلا الØب.. الكراهية لم تÙغبَّر قلبه ومشاعره أبداً.. وكثيراً ما كان يتمنى ويدعوا الله بلهجة كنت أشعر منها صدق دعائه أن يمÙّن علينا بالوØدة الإسلامية التي تجمع كل من ÙŠØمل Ù‡ÙŽÙ…ÙŽÙ‘ الإسلام ومشروعه المعاصر، خاصة Øركة المقاومة الإسلامية الغرَّاء Øماس Ù€ التي كان ÙŠÙكن لها Øباً متميزاً Ù€ ÙˆØركة الجهاد الإسلامي الرائدة ÙÙŠ Ùلسطين، كوØدة تقابل الشر المتجمع الذي يستهد٠أبناء الإسلام والنيل من وجودهم.. عبد الله رمز للطهر والخير ازداد إشعاعاً ونوراً وتألقاً يوم استشهاده، ويوم تØوَّل إلى Ù…Ù„Ø Ù„Ù„Ø£Ø±Ø¶ ÙŠØÙظ وجودنا، يوم تØول إلى كلمة سر يعرÙÙ‡ العاشقون والمخلصون ÙˆØدهم.. يوم تØول إلى نوار ÙØ±Ø ÙˆØ·Ø§Ù‚Ø© للتقدم والتواصل.. ويوم كان دماً وأشلاءً ØªÙ…Ù†Ø Ùلسطين لونها..».
مشواره الجهادي
أود أن أؤكد هنا أن عبد الله Ù€ رØمة الله عليه بقدر ما كان ÙŠÙكثر الØديث، Øديثاً مؤنساً يلصقه بقلوبنا أكثر لدرجة أننا نتخيله ÙÙŠ كل موق٠وÙÙŠ كل شبر ÙÙŠ البيت Ù†Øسه ونشم رائØته، ÙˆØديثاً ملؤه الخير؛ كان كثير الصمت ÙÙŠ ذات الوقت، بمعنى أننا لم نكن نعر٠طبيعة تØركاته وتنقلاته، ولكن بعد استشهاده أكد لنا البعض ممن تم اعتقالهم على خلÙية انتمائهم للجهاز العسكري (قسم) التابع Ù„Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين، أن عبد الله كان يعمل ÙÙŠ الجهاز منذ كان ÙÙŠ الص٠الثالث الإعدادي Ù€ Ùقد كان طويل القامة قوي البنية Ù€ وهذا ما جعلني أدرك بعد استشهاده سبب ارتباط روØÙ‡ وتعلقه بالشهيد أيمن رØمة الله عليه، وسبب بكائه الØار يومها..
عبد الله كان نشيطاً ÙÙŠ اللجان التنظيمية كتابة على الجدران وتوزيعاً للبيانات ومشاركة ÙÙŠ المظاهرات.
عبد الله كان كثير المشاركة ÙÙŠ الإذاعة المدرسية ÙƒÙرصة يمكن من خلالها التØدث للطلاب عن مشاعر كانت تسكنه وأÙكار تملأ رأسه Øول أزمة العالم الإسلامي ومعاناة المسلمين.. ولعل تلك المشاعر والأÙكار هي التي بلورت اختياره للاستشهاد والانÙجار يوم Øاول الصهاينة اغتصاب بقعة جديدة من Ùلسطين (جبل أبو غنيم) كدلالة واضØØ© للعلاقة الجدلية بين الÙكر والممارسة وكإشارة Ù„Øالة الصدق والإيمان التي كان ÙŠØياها رضوان الله عليه.
ÙÙŠ ظل الØديث عن مشوار عبد الله الجهادي، أريد أن أؤكد Øقيقة وهي أن الجهاد والمقاومة ÙˆØتى الاستشهاد برغم عظمته وسموه ÙŠØµØ¨Ø Ø´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ عادياً ومستمراً ÙÙŠ Øياة من يقرأ القرآن الكريم وكأنه Ù…Ùنَزَّل عليه أو مخاطبٌ به مباشرة.
عبد الله رضوان الله عليه، كان يردد كثيراً مقولة الإمام علي كرّم الله وجهه ورضي الله عنه: "والله لأبقرن الباطل Øتى يظهر الØÙ‚ من خاصرتيه".
الشهادة
الثلاثاء 1/4/1997Ù…ØŒ كان يوم صعود عبد الله إلى الله شهيداً.. خرج يومها لأداء صلاة الÙجر ÙÙŠ المسجد على Øسب عادته.. ثم عاد إلى البيت، وبعدها غادره، كنا نظن أنه ذاهب إلى مدرسته، بين السادسة وقبل السابعة من ØµØ¨Ø§Ø Ø°Ù„Ùƒ اليوم، طالعتنا الأخبار بشروق شمسين ÙÙŠ ذلك النهار دون ذكر للأسماء.. انتظرنا عودته من المدرسة ولكنه لم يعد، تابعنا جميعاً أخبار المساء.. كنت Øينها Ø£Ùرتب بعض الأوراق وإذا بزغاريد أمي تملأ بيتنا Øباً ÙˆÙرØاً وشوقاً للذاهب الØاضر ÙÙŠ قلوبنا وتØضن كل واØد منا، تبلع دمعتها وتبارك لنا شهادة الØبيب.. Øمدنا الله جميعاً أن منَّ علينا بشهادة الغالي واسترجعناه سبØانه وتعالى، ونØمد الله أن منَّ عليه بالصبر ÙˆØسن العزاء.. عبد الله هو الشمس التي أشرقت والشمس الأخرى كانت (أنور الشبراوي) رØمة الله عليه.. يومها لم يتبنَّ Ø£Øد العمليتين.. إلا أن الأمين العام Ù„Øركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان Ø´Ù„ÙŽÙ‘Ø ØÙظه الله، قام ÙÙŠ اليوم الثالث بتبني العمليتين والشهيدين عبد الله Ùˆ(أنور) وأكد أن (قسم) الجهاز العسكري للØركة هو الذي جهّز الشهيدين والمسؤول عنهما وأنهما من أبناء الجهاد الإسلامي الأعزاء.. وأن تأخر تبني العمليتين راجع إلى عدم تمكن شباب الجهاز من الاتصال بقيادتهم ÙÙŠ الخارج وذلك بسبب "الضغوطات التي تÙرضها السلطة من جهة والجهة من جهة أخرى على المجاهدين".
(المصدر: سرايا القدس، 1/4/2013)