مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد ÙÙ„Ø§Ø Ù…Ø´Ø§Ø±Ù‚Ø©.. عطاء بلا Øدود
عرÙناك رجلاً بصلابتك وشجاعتك وصمودك وتضØيتك Ùكنت لا تخشَ بالله لومة لائم.. تصول وتجول ÙÙŠ الميادين، Ùكنت Øقاً رجلاً راهباً بالليل ÙˆÙارساً ÙÙŠ النهار تطارد المØتلين الغاصبين Ùجبال نور شمس وصيدا علار تـشهد Ù„Ùارس المعارك وشيخ الجهاد الإسلامي بالثبات والصمود.. صمود الجبال Ùلا هدأت أنÙس الظالمين الصهاينة الØاقدين Øتى Øققوا أمنيتهم ÙÙŠ القضاء على أخطر رجالات المقاومة بالضÙØ© Ùكان العدو الصهيوني ÙÙŠ Øالة استنÙار بشكل دائم ÙÙŠ البØØ« والملاØقة لشيخنا ومن Øملات المداهمة لبيته ومخيمه الصامد Ùرغم كل هذا كانت Ù…Øاولات كثيرة Ùاشلة من النيل من "أبا النور" Ùكانت رعاية الله تØرسه وترعاك من عيون الغدر والخيانة التي كانت تترصد لك.
الميلاد والنـشأة
ولد الشهيد ÙÙ„Ø§Ø Øسن نعيم مشارقة ÙÙŠ مخيم نور شمس للاجئين الÙلسطينيين بمدينة طولكرم بتاريخ 24/10/1967Ù… من أسرة Ùقيرة بسيطة متواضعة عر٠عنها الالتزام الديني والاجتماعي مثل كل الأسر الÙلسطينية المشردة وكان أبوه عاملاً وله عشرة إخوة، Øيث جاءت الأسرة من قرية "اجزم" من مدينة ØÙŠÙا وهي من أجمل المدن الÙلسطينية المعروÙØ© بصلابة أهلها وشجاعتهم، وتوÙÙŠ والده وهو ÙÙŠ السادسة عشرة من عمره وعاش يتيماً.
السمات الشخصية
أنهى الشهيد دراسته الإعدادية ÙÙŠ مدارس مخيم نور شمس، Øيث ترعرع ÙÙŠ Ø£Øضان العائلة التي غذّته على الشجاعة والخشونة وعدم التهاون والخضوع إضاÙØ© إلى Øب الله والوطن، Øيث اعتقل أبناء العائلة مرات متÙاوتة مروراً بالانتÙاضة الأولى ÙˆØتى استشهاد الشيخ ÙÙ„Ø§Ø ÙˆØ¹Ù…Ø±Ù‡ 38 عاماً. وقد بارك الله ÙÙŠ عمره القصير Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ù…Ø§ أنتجه أطول من عمره الـ 38 عاماً المدونة ÙÙŠ شهادات الميلاد والوÙاة للشهيد "أبا النور". ومن أهم الصÙات التي كان يتميز بها الشهيد أبا النور أنه كان متديناً منذ نعومة أظÙاره وهو معتاد الذهاب إلى المسجد وكثرة الركوع لله شديد الØياء من الله والناس، وكان Øنوناً على مساعدة الأيتام والمØتاجين، وكان مثالاً واضØاً للشجاعة والصدق الأسطوري مثالاً للأخوة والصداقة مع زملائه، ومرجعية كاملة لمعاني العزة والكرامة والجهاد، وخزوناً سامياً للقيم الرÙيعة، كان دائم البشاشة والبشر والÙØ±Ø Øتى أصعب الظروÙØŒ والإيمان العميق والصبر الجميل هما زاده صوب مجاهداً صلباً، Øسن النية صادق الكلمة، عالي الهمة ويقبل التØدي والمناÙسة.
ÙÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø©
يعد شهيدنا أبا النور من رجالات السرايا الأوائل بالضÙØ© المØتلة، وعر٠بØبه لمقارعة جنود الاØتلال ومستوطنيه، Øيث انخرط ÙÙŠ صÙÙˆÙ ÙØªØ ÙÙŠ العام 1987Ù… ÙÙŠ الانتÙاضة الأولى، وبدأ مشوراه الجهادي بالØجارة والزجاجات الØارقة ونصب الكمائن لقطعان المستوطنين الذين كانوا يمرون على الشارع الرئيسي المØاذي للمخيم، Øيث Øطم الكثير من سياراتهم وأوقع إصابات مختلÙØ© وذلك بسب قدرته المميزة على إلقاء الØجارة Øيث كان متمرساً ÙÙŠ طريقة الإلقاء.
اعتقلته قوات الاØتلال للنيل من عزيمته ÙÙŠ 1989Ù… Øيث Øكم عليه بالسجن لمدة تسعة شهور ÙÙŠ معتقل مجدو، خرج بعدها بمزيد من الصبر والإرادة، Øيث انضم إلى مجموعات الÙهد الأسود، وقام بعمليات خط٠لبعض العملاء والتØقيق معهم، Ùقامت قوات الاØتلال بمطاردته لمدة ثلاث سنوات، اعتقل بعدها ÙˆØكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً Ùعلياً ومثلها مع وق٠التنÙيذ، أمضى منها ثلاث سنوات ÙÙŠ سجن جنيد وأطلق سراØÙ‡ ضمن الاتÙاقيات المبرمة مع العدو، وأقام ÙÙŠ أريØا مع المØررين ثم عاد إلى أرض المخيم، Øيث رÙض الانخراط ÙÙŠ أي من أجهزة السلطة وذلك بسب تØولات Ùكرية طرأت بعد انجرار ÙØªØ ÙˆØ±Ø§Ø¡ مما يسمى عملية السلام المزعومة، تزوج سنة 1996Ù… من Ø¥Øدى قريباته لكن لم يرزق بأي بمولود.
الشهيد والÙكر الجهادي
قبل بدء انتÙاضة الأقصى بأشهر قلائل تعر٠الشهيد إلى إخوة من مجاهدي الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين وأخذ من خلالهم يتشرب الÙكر الجهادي الأصيل وما اندلعت الانتÙاضة Øتى بدأ عمله العسكري مع الشهيد القائد أسعد دقة "أبا الركاب" أبرز قادة الجهاد ÙÙŠ طولكرم والسرايا بالضÙØ©ØŒ بعد استشهاد أسعد دقة اشترك ÙÙŠ العمل الجهادي مع الشهيد معتصم Øماد وإياد صوالØØ©ØŒ Øيث كان يتركز عمله ÙÙŠ زرع العبوات الناسÙØ© ونصب الكمائن لجنود الاØتلال ومستوطنيه على الطرق الالتÙاÙية، قام بتشكيل خليه عسكرية مميزة بصلابة مجاهديها ØŒ وجميعهم قضوا شهداء، وهم الشهيد المجاهد خالد أبو العز والشهيد المجاهد وائل Ø±Ø¨Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ¯ المجاهد سائد مصيعي والشهيد المجاهد مازن Øويطي وآخرون، كان من بين المجاهدين البارزين ÙÙŠ الدÙاع عن المخيم خلال الاجتياØØŒ تمت ملاØقته ومطاردته بعد ذلك من قبل قوات الاØتلال، Øيث Ø£Ùلت أكثر من مرة من قلب الØصار ومن أبرزها يوم استشهاد رÙيقاه سائد ووائل عندما طلب منه رÙاقه الانسØاب وقاما بتغطية الانسØاب والإصرار على الشهادة Ùكان لهم ذلك.
شارك الشهيد ÙÙŠ الكثير من العمليات العسكرية وقنص الجنود والمستوطنين والتØقيق مع العملاء، قام بتجهيز الاستشهادي رامي غانم الذي Ù†ÙØ° عملية نتانيا البطولية، وقام بالتخطيط لكثير من الهجمات على المستوطنين ومواقع تمركز الÙرق العسكرية، خطط للعملية البطولية التي Ù†Ùذها الشهيد المجاهد خالد أبو العز على الشريط الØدودي، وزرع الكثير من العبوات الناسÙØ© على طرق الجيبات والآليات، وكان صقر الطرق الإلتÙاÙية وأوقع الكثير من القتلى من الجنود والمستوطنين قرب قرية بزاريا هو والشهيدان سائد ووائل، صاØب العملية البطولية التي وقعت قرب قرية Ùرعون والØÙاصة، ÙˆÙÙŠ مناطق الشعراوية قام باشتباكات كثيرة.
الرØيل للجنان
مع بزوغ Ùجر يوم الثلاثاء 14/9/2004Ù… استيقظ أهالي مخيم نور شمس على قوات ضخمة معززة بالطائرات والدبابات وناقلات الجند وأعداد هائلة من جند المشاة ÙŠØاصرون Øارة المنشية بØثاً عن أبا النور، وتم تشديد الØصار على بيت شقيق الشهيد، Øيث كان ÙÙŠ عرينه ينتظر لقاء الله، واستمر الØصار من ساعات الÙجر Øتى المساء Øيث طلب منه الجنود الاستسلام إلا أنه رÙض الخروج، Ùتمترس ÙÙŠ موقعه ودارت معركة مع جنود الاØتلال استخدمت Ùيها مختل٠الأسلØØ© الخÙÙŠÙØ© إضاÙØ© إلى قص٠المنزل بصواريخ موجهة "بعد عجزهم عن الوصول إليه" إضاÙØ© إلى قنابل يدوية، وتمكن من إصابة عدد من الجنود، وبعد هدوء لمدة دقائق معدودة أدخل الجيش شقيقة إلى المنزل للبØØ« عنه بين الأنقاض Ùوجده ما زال ينتظر الجنود باØثاً عن الشهادة، رغم تعرضه لإصابات بالغة بسب الهدم.
قاموا بهدم المنزل وتكثي٠القص٠على الشهيد وشقيقه مما أدى إصابته بشظايا ÙÙŠ الوجه والجسم ÙˆØروق وأدخل الجنود عليه كلاباً مدربة Ùقام بقتل Ø£Øدهما باستخدام Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø¨ÙŠØ¶ "سنجه" مما دÙع الجنود إلى إطلاق المزيد من الصواريخ مع القنابل، وعندما تأكد شهيدنا من اقتراب ساعة الصÙر، وق٠ليصلي صلاة العصر، ومن ثم صلى على Ù†Ùسه صلاة الجنازة ونتيجة لاستمرار القص٠ونÙاذ الذخيرة، سقط شهيدنا مصاباً إصابة بالغة، Ùدخل بعض الشباب لإخراجه من تØت الأنقاض بأمر من الجيش Ùوجدوه يردد عبارات الذكر ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ù„Ù„Ù‡ØŒ Ùكان الذكر آخر كلامه. نقل إلى مستشÙÙ‰ بلنسون ÙÙŠ Ø¨ÙŠØªØ§Ø ØªÙƒÙا "مدينة ملبس"ØŒ Øيث مكث تسعة أيام ÙÙŠ Øالة موت سريري وبسبب الإهمال الطبي ارتقى إلى علياء المجد والخلود للقاء الله عز وجل لاØقاً رÙاق دربه، وذلك يوم الخميس بتاريخ 23/9/2004Ù… لقد علّـم أبا النور أعداءه أعداء الإنسانية والØÙ‚ØŒ أن الموقنين بإØدى الØسنيين ما كانوا ليقيموا وزناً لتهديدات الدنيا، علمهم كي٠يÙقهون أن الØياة الشخصية لا قيمة لها، عندما تكون هي الثمن لتأديب الطغاة وبتر أيدي العابثين بإنسانية الإنسان والمستهزئين بØقوقها.
(المصدر: موقع سرايا القدس، 14/9/2004)