مؤسسة مهجة القدس ©
عصام براهمة خرج من وسط النار بعد 9 ساعات ليلهب قلوب الصهاينة
من عنزا جنين يتدÙÙ‚ الÙخار شلالا..على ترابها الطاهر جبلت دماء الشهداء .. مع نسيمها العليل تعبق رائØØ© الشهادة.. يشق أمواج العزة Ùيها Ùارس شجاع.. يمتطي صهوة الكبرياء.. يشهر سي٠الجهاد الإسلامي.. يزأر معلنا Ù†Ùير الثأر.. يزرع الموت ÙÙŠ دروب الصهاينة.. Ùارس متمرد ÙŠÙيض بالعطاء .. ÙŠØªÙˆØ´Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¨Ø·ÙˆÙ„Ø© .. ويخÙÙ‚ طالبا الشهادة وليس غير الشهادة.
تمر علينا اليوم الاثنين الذكرى السنوية الخامسة والعشرون لاستشهاد الشهيد القائد عصام براهمة Ø£Øد مؤسسي Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي بالضÙØ© المØتلة والي ارتقى شهيداً بتاريخ 11-12-1992Ù… بعد خوضه معركة بطولية مع قوات الاØتلال التي Øاصرته بجنين وقد قتل ضابط صهيوني وأصيب 4 جنود آخرين.
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد عصام موسى عبد الرØمن براهمة ÙÙŠ قرية عنزة قضاء جنين بتاريخ الخامــس من مايو/أيار 1963Ù…ØŒ ونشــأ ÙÙŠ ظل أسرته المكونة من ســتة Ø£Ùراد ويأتي ترتيبه الثاني من Øيث العمر، له ثلاثة إخوة وأختان.
ترعرع الشــهيد الÙارس عصام ÙÙŠ ظل قريته الصغيرة Øيث البيئة القروية الهادئــة والعادات والتقاليــد الأصيلة ÙˆØيث الØياة الزراعية والرعوية. ونشــأ منذ
صغــره على Øــب القريــة والأرض والوطن، وكان منــذ صغره متمســك بالدين وتعاليمه الســمØØ©ØŒ خلوقاً ÙŠØــب جميع الناس، وعندما أكمل السادســة من العمر التØÙ‚ بمدرســة القرية وبدأ المرØلة الابتدائية Ùيها، وكان من التلاميذ المتÙوقين ÙÙŠ دروسهم، طالباً مهذباً ونشيطاً، وقد عر٠بالشجاعة منذ نعومة أظاÙره Øيث تميز بالجرأة والقوة الكبيرة. وبعد أن أنهى المرØلة الإعدادية ÙÙŠ قريته الصغيرة انتقل إلى مدرسة قرية سيلة الظهر المجاورة لقريته Øيث يوجد ÙÙŠ هذه القرية مدرسة ثانوية.
المشوار الجهادي
خلال مرØلة دراســته الثانوية كان لشهيدنا المجاهد عصام دور بارز على صعيد النشاط السياسي، Øيث كان ينظم الإضرابات ويقود المظاهرات التي كانت
تخرج من المدارس اØتجاجاً على الاØتلال، وبعد أن أنهى دراســته الثانوية انخرط ÙÙŠ صÙــو٠Øركــة ÙØªØ Øيث لم تكن قد ظهرت Øركة الجهاد الإســلامي بشــكل Ùاعــل ومؤثر، وقام خلال هذه الÙترة بتنظيم آخرين مكوناً بذلك خلية عســكرية، وقام بتدريبهم على الســلاØØŒ وقد اشتهر بمهارته ÙÙŠ التدريب ودقته ÙÙŠ التصويب، وبالرغم من اهتماماته السياسية Ùإن ذلك لم يمنعه من مواصلة تعليمه ÙالتØÙ‚ بكلية المجتمــع العصرية ÙÙŠ رام اﷲ وكان يدرس هندســة ديكور، ويعتبر شــهيدنا المقدام عصــام أول شــاب ÙÙŠ قريته ينخــرط ÙÙŠ العمل العســكري.
وبعد مرور ســنة على دراسته ÙÙŠ كلية المجتمع العصرية تم اعتقاله وذلك عام 1986Ù…ØŒ وكانت هذه المرة الثالثــة التي يتم Ùيها اعتقاله Øيث اعتقل أول مرة ÙÙŠ مدينة جنين أثناء اشــتراكه ÙÙŠ مظاهرات عارمة ســنة 1982Ù… وقد اعتقل مرة ثانية عــام 1984Ù…ØŒ ولكنه ÙÙŠ المرة الأولى والثانية لم يمكث ÙÙŠ السجن Ùترة طويلة، بل كان يخرج ليكمل المشوار ويتابع نشاطه السياسي، لكنه ÙÙŠ هذه المرة - أي الثالثة - Øكم عليه بالسجن الÙعلي لمدة أربع ســنوات بالإضاÙØ© إلى سنتين مع وق٠التنÙيذ، وأثناء وجوده داخل السجن لم تÙتر عزيمتــه ولم تلن قناته بل واصل نضالاته وراء القضبان مما أثار Øقد وغضب إدارة السجن عليه Øيث كان يعاقب باستمرار بØرمانه من زيارة الأهل Ù„Ùترة طويلة أو وضعه ÙÙŠ زنزانة انÙرادية، ولكن هذه الأســاليب الخسيســة لم تكن تنال من كبريائه وشموخه.
طريق الجهاد الإسلامي
عندما تÙجرت الانتÙاضة المباركة ÙÙŠ الســادس من أكتوبر/تشرين الأول من العام 1987Ù… كان شهيدنا المجاهد عصام لا يزال قابعاً ÙÙŠ عرينه وراء القضبان، وكان خلال Ùترة اعتقاله ÙˆØتى الشهور الأخيرة قبل الإÙراج عنه ملتزماً ÙÙŠ صÙÙˆÙ Øركــة ÙتØØŒ وأثنــاء وجوده ÙÙŠ الســجن اتصل بشــباب Øركة الجهاد الإســلامي ÙˆØاورهم وناقشــهم ووجد عندهم ما يتلاءم مــع Ùطرته وعقيدته وطموØه، وبما أنه إنسان مخلص ومتجرد Ùلم يتردد ÙÙŠ الالتØاق بصÙÙˆÙ Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين بعد أن وجد أن أطروØات هذه الØركة لا تختل٠قيد أنملة عما يجول ÙÙŠ خاطره.
والجدير بالذكر أن شــهيدنا المقدام عصام وأثناء وجوده ÙÙŠ صÙÙˆÙ Øركة ÙØªØ Ø¯Ø§Ø®Ù„ السجن كان يتميز بتدينه ويؤم إخوانه ÙÙŠ الصلاة ويخطب بهم الجمعة.
رØلة الانتماء والعمل العسكري
عندما خرج شــهيدنا الÙارس عصام من السجن Ùوجئ أهل القرية أنه قد ترك Øركة ÙØªØ ÙˆØ§Ù„ØªØÙ‚ بصÙÙˆÙ Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين، وكان معظم شــباب قرية عنــزة ÙÙŠ تلك الÙترة يعتبرون من أنصار Øركة ÙتــØØŒ وكانوا ينتظرون خروج الشــهيد القائــد عصام لينظم صÙÙˆÙهم، لقد خرج الشــهيد المجاهد عصام من الســجن يوم الخميس الســابع عشر من مايو/أيار 1990Ù…ØŒ وكان هذا التاريخ نقطة تØول ÙÙŠ Øياة أهل القرية، ولقد Øاول شباب القرية جميعهم أن يقÙوا ÙÙŠ وجه شهيدنا المجاهد عصام ويمنعوه من نشر Ø£Ùكار Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين والعمل لصالØها وتØت رايتها، لكن كل المØاولات باءت بالÙشــل وتØطمت على صخرة صمود الشهيد المجاهد عصام وقناعاته الراسخة بالØÙ„ الإسلامي الجهادي، وقد تعرض إلى ضغوط كثيرة لثنيه عن الســير ÙÙŠ طريق الجهاد، لكنه لم يكن يعبأ بما يلاقي، بل كان يزداد إصراراً وعنÙواناً وعناداً كلما ازداد الضغط.
لم يكن شــهيدنا الÙارس عصام ÙŠØب الظهور كما ÙŠÙعل بعض الشباب، بل كان يمارس نشــاطه العســكري بسرية تامة، ورغم أنه كان مسئولا كبيراً ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين (Ø¬Ù†Ø§Ø Ø¹Ø´Ø§Ù‚ الشهادة) إلا أن ذلك لم يمنعه من المشــاركة ÙÙŠ المواجهات مع قوات الاØتلال الصهيوني وغالباً ما يكون ÙÙŠ مقدمة المظاهرات.
ورغم نشــاطه الســياسي والجهادي لم ينس شــهيدنا القائــد عصام Øياته العائلية وأموره الشخصية Øيث كان لوالده غنم كثيرة، وكان شهيدنا البار يساعد والده ÙÙŠ رعي الغنــم ÙˆÙÙŠ الأعمال الزراعية ÙƒØراثة الأرض وقط٠الزيتون.
وبعد عام من خروجه من السجن خطب Ùتاة من قريته ÙÙŠ 5 مايو/أيار من العام 1991Ù… وكان ذلــك التاريخ ذكرى ميلاده، ÙˆÙÙŠ هذه الأثناء التØÙ‚ شــهيدنا المجاهد عصام بجامعة القدس المÙتوØØ© ليدرس إدارة أعمال، وبدا خلال هذه الÙترة مثال الطالب الخلوق والبطل الشــجاع والابن البار والخطيب المخلــص الوÙÙŠ.
وبعد مرور Ùترة من الزمن على انخراطه ÙÙŠ العمل السياسي والعسكري بدأت المخابرات الصهيونية بمراقبته وتتبع أخباره عبر عملائها ÙˆÙÙŠ الخامــس من يوليو/تموز 1992Ù… داهمت قوات الاØتلال الصهيوني منزل شــهيدنا المجاهد عصــام من أجل اعتقاله، لكنها Ùشــلت ÙÙŠ ذلــك وبعد أن منيت المخابرات بالÙشل طلبت من أهله تسليمه لهم، لكنه رÙض ذلك ومنذ ذلك التاريخ اختط لنÙســه طريقاً آخر. طريق المطاردة، لقد Ùضل أن يعيش مطارداً على أن يســلم Ù†Ùسه لليهود Ùريســة سهلة. Ùضل أن يلتØ٠الســماء ويÙترش الأرض، Ùضل Øياة العزة والإباء على Øياة الذلة والهوان والاستسلام، Ùضل الكه٠المظلم المــليء بالأÙاعي مع العزة والكرامة على القصور والÙراش الوثير مع الذل والهوان، لقد اختار طريقه بقناعة راســخة، وكان يعر٠معالمها ونهايتها، لقد كان يعر٠أن الكه٠ملجؤه والصخور والأشــجار أصدقاؤه، وأن الترقــب والØذر الدائم هو Ø§Ù„Ø³Ù€Ù€Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ùعال ÙÙŠ Øياة المطارد، وسرعان ما اعتاد شــهيدنا القائد عصام على Øياة المطاردة والمواجهة المكشوÙØ© مع قوات الاØتلال الباغية، لقد أل٠هذه الØياة رغم قسوتها؛ لأن هذه الØياة (Øياة المطاردة) لم تخلق إلا لمثل هذا البطل ولأن هذا البطل لم يخلق إلا لمثل هذه الØياة، ولقد Øاول أهله جاهدين أن يقنعوه بتسليم Ù†Ùسه، لكنه رÙــض هذه الÙكــرة، ولم يقتصر الأمر على أهله، بل شــارك ÙÙŠ هذه المØاولة الكثير من أهل القرية ظناً منهم أنهم يقدمون بذلك النصيØØ© لشهيدنا المقدام، ولم يكونوا يعلمون أن Øساباته تختل٠عن Øساباتهم، وكان يردد باستمرار أن من اختار درب الجهــاد والاستشــهاد لا يهمــه أي شيء لا مال ولا بنون ولا دنيــا ولا أي شيء غير الجهاد ÙÙŠ سبيل اﷲ، ومنذ ذلك الØين أعلنها Øرباً ضروساً ضد الصهاينة، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù€Ù€Ø¦ÙˆÙ„ العســكري Ù„Øركة الجهاد الإســلامي ÙÙŠ Ùلســطين ÙÙŠ منطقة جنين، وكان يدرب المجاهدين على Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆÙŠÙƒÙˆÙ† المجموعات العسكرية، وقد أطلق على هذه المجموعات العســكرية مجموعات عشاق الشهادة وبدأ يشن Øرباً لا هوادة Ùيها ضد الأعداء من الصهاينة المØتلين.
لم يقتصر دور شهيدنا القائد عصام على التخطيط والتوجيه، بل كان يشترك ÙÙŠ معظم العمليات العســكرية التي تØدث ÙÙŠ منطقة جنين، ولقد أبدع على صعيد العبوات الناســÙØ© Øيث كان يزرعهــا على طريق جنين– نابلــس ويصطاد الجيبات العسكرية اصطياداً، لأنه كان يتØكم بتÙجير العبوة الناسÙØ© يدوياً، وهذا الأسلوب النوعــي ÙÙŠ Øينــه أدى إلى قتــل ÙˆØ¬Ø±Ø Ø§Ù„Ø¬Ù†ÙˆØ¯ الصهاينة لاســيما أن هــذا النوع من العمليات لم يكن Ø£Øد قد عمل بها سابقاً ÙÙŠ تلك الÙترة.
ولقد أدرك العدو خطورة بقــاء مثل هذا البطل طليقاً يزرع الموت ÙÙŠ كل مــكان ويصطاد منهم العديد ويبث الرعــب ÙÙŠ قلوبهــم ولذلك قرر جهــاز المخابرات اللعين مطاردته بشــكل مكث٠ودائــم من أجــل إلقاء القبض عليه أو عــلى الأقل إبقائه ÙÙŠ Øالــة دÙاع عن النÙس وشل قدرته على التÙكير بالمهاجمة، ولكون المخابرات كانت تÙشل ÙÙŠ كل Ù…Øاولاتها للقبض عليه.
شديد التدين Øذر له Øس جهادي عميق
Øدث Ø£Øد المجاهدين أن الشهيد القائد عصام براهمة كان شديد التدين، يكثــر من تلاوة القرآن، Øــذراً، له Øس جهادي عميق، نظيÙـاً ÙÙŠ تعامله مع أبناء شــعبه Øتى مع الذين Øاولــوا التضييق عليه خوÙاً من لمعان ســيرته واØترامه بين الناس وتأثيره عليهم خاصة الÙتية والنشء من أبناء قريته والقرى المجاورة.
ذات يوم وصلت أنباء عن انتشــار عســكري ومراقبة ÙˆØواجز عسكرية بالقرب من مســقط رأس الشــهيد القائد عصام، Ùتعاون بعــض الإخوة وبطريقة سرية على تأمين مكان آمن بعيداً عن المكان للØÙاظ على Øياة ذلك المجاهد الكبير والذي ÙŠØتاج إليه الجميع.
Ùتم نقله مع المساء إلى الجبال المØيطة ومن ثم واكبه Ø£Øد الإخوة إلى مكان يبعد عن قريته مساÙØ© 6 كم تقريباً، ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأودية الوعرة أوق٠شهيدنا القائد عصام السيارة التي كانت تقله ونزل وطلب منهم العودة، وهمس ÙÙŠ أذن Ø£Øدهم أنه سيبيت هنا ÙÙŠ هذا الوادي عدة ليال، وطلب منه مراÙقته ليعلم مكان اختبائه وليوصل له الطعام بعد ثلاثة أيام، Ùســار معه ذلك الشــاب ووقÙا معاً أمام صخرة كبيرة، Ùطلب شــهيدنا المجاهد عصام من الشاب مساعدته لإزالتها ÙواÙÙ‚ الشــاب باستغراب شديد، وبعد عناء أزيØت الصخرة Ùإذا هي بوابة لكه٠عميق قديم، دخل شــهيدنا القائد عصام إلى داخل الكه٠وأضاء شمعة كانت بØوزته، Ùأضاءت بعض جوانب الكه٠وأخرج من جيبه بعض قطع الخبز وكمية من الماء وكمية قليلة من الطعام المتواضع وأنزل عن عاتقه رشاشــه المعبأ بالرصاص ÙˆØمل بيمينــه القرآن وطالب رÙيــق دربه أن يغلق الكه٠بتلك الصخــرة وألا يعود إليه إلا بعــد 3 أيام وألا يخبر Ø£Øداً، وقال: كان يقرأ القرآن ويتقرب من اﷲ بالإكثار من الصــلاة والذكر ÙÙعل رÙيق دربه مــا أمر به، وعاد Øائــراً إلى قريته وبعد ثلاثة أيام ركب دابتــه قاصداً ذلك الوادي بغرض التØطيــب الظاهري للتمويه ووصل مع المســاء وربط الدابة بعيداً عن المكان وتقدم خلســة خوÙاً مــن أن يراه Ø£Øد، اقترب من الصخرة التي تشــكل باب الكه٠Ùنادى بصوت منخÙض "عصام.. عصام" واقترب أكثر وأصغى لصوت الشهيد القائد وهو يرتل القرآن من كتاب اﷲ بصوت جميل، ÙØ£Ø²Ø§Ø Ø§Ù„ØµØ®Ø±Ø© بعناء ودخل إليه بالطعام Ùرآه ســاجداً بيده كتاب اﷲ وأمامه الشمعة المشتعلة على يمينه، هالة من السكينة والوقار وإشراق من الخضوع والخشوع للعلي القدير.
معركة الشهادة
يوم الخميس المواÙÙ‚ 1992/12/10Ù… كان الشــهيد القائد عصام براهمة يجوب شوارع القرية بصورة مكشوÙØ©ØŒ وكان قد مر ÙÙŠ شارع وسط القرية وزار أهله وأصدقاءه، وبعد آذان العصر توجه إلى منزل Ø£Øد أصدقائه بصØبة عدد من رÙاقه Øيث ذهبوا لتناول وجبة العشــاء، وبعد أذان المغرب صلوا جماعة بإمامة الشــهيد القائد عصام وأثناء وجودهم ÙÙŠ هذا البيت Øضر صديق آخر وطلب من الشــهيد القائد عصام مراÙقته إلى مكان ما، وبالÙعل ذهب معه بعد أن أخبر أصدقاءه أنه لن يغيب كثيراً، وكان بيت هذا الصديق الذي راÙقه الشــهيد القائد عصام يقع ÙÙŠ أول البلد من جهة الشــارع الرئيسي وقريباً من الدوار الرئيسي، بل على الدوار مباشرة، إن اســتجابة الشــهيد القائد عصام للذهاب إلى هذا المنــزل تعتبر مغامرة؛ لأن مثل هذه المنازل تشكل خطراً على مطارد مثل شهيدنا المجاهد عصام بسبب موقعها غير الآمين.
وما أن دخل شهيدنا القائد عصام إلى هذا المنزل Øتى كانت القوات الخاصة تØيط به من كل جانب، وكانت هذه القوات قد تمكنت من دخول القرية ÙÙŠ شاØنة عربيــة مليئة بالكراسي وتنك الزيت، وكان ســبب دعوة الشــهيد القائد عصام إلى هذا المنزل وجود شاب من نابلس يدعي أنه من مجاهدي Ø£Øد الÙصائل الÙلسطينية ويريد مقابلته لأمر هام ÙˆÙور تطويق المنزل من قبل القوات الخاصة بدأت السيارات العسكرية تتدÙÙ‚ إلى القرية بأعداد كبيرة تراÙقها سيارات الإسعا٠وعدد كبير من ســيارات الضباط بالإضاÙØ© إلى طائرتين مروØيتين Øطت ÙÙŠ الســهل القريب من القريــة، ÙÙŠ هذه الأثناء بدأت مكبرات الصوت تطالب أهل المنزل بإخلائه Ùوراً كما تطالب شهيدنا القائد عصام بالخروج راÙعاً يديه للأعلى ووجهه للخل٠مؤكدين له بأســلوب ســاخر أنه لا مجال للمقاومة، ومــا أن أكمل أهل المنــزل الخروج منه Øتى جاء رد شهيدنا المقدام عصام على هذا النداء الشيطاني اللعين عنيÙاً وواضØاً ومدوياً.
لقد جاء رده رشــقات مباركة من بطــل مطارد ومظلــوم ومتمترس ÙÙŠ أكنا٠بيت المقدس يقارع اليهود نيابة عن أمة الإســلام الغارقة ÙÙŠ سباتها العميق،
وقد استطاع هذا البطل بعون اﷲ قتل قائد القوات الخاصة وذلك منذ بداية المواجهة واســم هذا القائد (ساســان مردخاي) وقد Ø¬Ø±Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى هذا القائد عدد من الجنــود الذين بدأوا يصرخون ويبكون كالكلاب التي يطاردها أســد، ولقد كانت كثاÙØ© النيران وأزيز الرصاص المدوي يشــيران إلى وجود اشتباك عنيÙØŒ ÙˆØقاً لقد كانت معركة، بل ملØمة بطولية نادرة؛ لأن Ø£Øد طرÙيها Ùارس من Ùرســان الجهاد الإســلامي عاهد اﷲ أن يســير على هذا الدرب Øتى الشــهادة، وقد استمر إطلاق النار بين الطرÙين قرابة الساعتين بعدها قام الجيش بإØراق كل ما Øول المنزل Øيث كان هناك كمية كبيرة من إطارات الســيارات القديمة مما تســبب ÙÙŠ دخول سØب مــن الدخــان إلى المنزل، وكانــت رائØتها تكاد تخنق كل من تواجــدوا بالقرب من المنزل، لكن شــهيدنا القائد عصام الذي عاهد اﷲ على الشهادة كان يعيش ÙÙŠ كن٠اﷲ ورعايتــه وكان يرد عليهــم برصاصه الذي لا يخطئ الهــدÙ.
وبعد ذلك قاموا بإØراق المنزل الــذي كان ÙŠØتوي على 45 تنكة زيت وبرميل من الكاز وبرميل من البنزين يســتخدمه صاØب المنزل لتشغيل ماتور قص الخشب وكذلك جرتان من الغاز بالإضاÙØ© إلى الأثاث الضخم الذي كان يملأ المنزل.
وبدأت ألســنة اللهــب تخرج من المنزل، ولم يكن الجيران يرون ســوى نار Øمراء متوهجة تخرج من شــبابيك المنزل التي انهارت وأصبØت رماداً بÙعل النار.
وخلال هذه الÙترة ســكت صوت رصاص شــهيدنا القائد عصــام واعتقد الناس والجيش بل تيقنوا أنه قد مات، بل Ø£ØµØ¨Ø Ø±Ù…Ø§Ø¯Ø§Ù‹ من شــدة النيران، لكنهم غÙلوا أن اﷲ الذي قال للنار ﴿يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾ (الأنبياء: 69 ) قد Øمى وليه المجاهد ÙÙŠ سبيله من ألسنة اللهب وسØب الدخان الخانق.
بعد هذه العملية الإجرامية التي ارتكبها العدو تيقنوا بل اطمأنوا أن هذه النيران التي أشــعلوها وأذابت الإســمنت Ø§Ù„Ù…Ø³Ù€Ù€Ù„Ø Ù‚Ø¯ بخرت Ù„ØÙ… وعظم شهيدنا القائد عصام، ولذلك وبعد Ùترة من الزمن قاموا بإØضار إطÙائية وأخمدوا النيران، ثم قاموا باقتØام المنزل بØثاً عن بقايا جثة شهيدنا القائد عصام، لكنهم Ùوجئوا مرة أخــرى برصاصه يعلن لهم أنه مازال على قيد الØياة.
عند ذلك جن جنونهم وقاموا بقصــ٠المنزل بالصواريخ Øتى لم يبق منه شيء. وعندئذ ســكت رصاص البطل. وكان آخر ما سمعه الجيران من صوت Ø³Ù„Ø§Ø Ø´Ù‡ÙŠØ¯Ù†Ø§ القائد عصام صوت رصاص مسدس ويبدو أن ذلك بسبب Ù†Ùاد ذخيرة الرشاش الذي كان بØوزته، وكان ذلك قرابة الساعة الثالثة والنص٠من الÙجر، وهذا يعني أن المعركة استمرت قرابة تسع ساعات.
بعد ذلك Øضرت جراÙتان من الØجم الضخم وبدأتا بجر٠المنزل ÙˆØمل الركام بعيداً عن القرية، وذلك من أجل البØØ« تØت المنزل عن ملجأ Øيث تولدت عندهــم قناعة أنه لا يوجد إنســان يمكن أن يظل على قيد الØيــاة ÙÙŠ ظرو٠كالتي مر بها شــهيدنا القائد عصام إلا أن يكون موجــوداً ÙÙŠ ملجأ Ù…Øصن ومن Øقهم أن يتوهموا ذلك؛ لأنهم لا يؤمنون باﷲ وقدرته التي هي بلا Øدود.
ويقــال إن هناك ســبباً آخر لجر٠المنزل وهو من أجــل إخÙاء آثار ومعالم هذه الجريمة البشــعة والتي هي آثار شــاهدة على هزيمة الجيش الذي يقال عنه إنه لا يقهر، هكذا عاش شــهيدنا البطل عصام شــامخاً وقضى Ù†Øبه شــامخاً لا يلين ولا يســاوم، ولقد ودعه أهل القريــة وأهالي القرى المجاورة وإخوانــه من أبناء Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين التي قضى Ù†Øبه وهو ÙŠØمل رايتها، لقد ودعوه بموكب مهيب تخللته زخات الرصاص من أبناء الجهاد الإسلامي، وأعلنوا أنهم جميعاً ســائرون على Ù†Ùس الــدرب غير هيابين ولا مترددين وأنهم لن ÙŠØســبوا Øساباً لصواريخ المجرم رابين وزبانيته الأنذال.
ÙˆÙÙŠ الوقت الــذي ارتقى Ùيه الشــهيد القائد عصــام براهمة شــهيداً كان المجاهــدان عطــا Ùلنة ومØمد Ùلنة ÙÙŠ غياهــب الزنازين، الأســير المجاهد عطا كان موجوداً آنذاك ÙÙŠ زنازين سجن الخليل، وكان يمارس عليه أبشع التعذيب والتØقيق من قبل ضباط نازيين وعملاء عصاÙير الخزي والعار لكي يستغلوا قصة استشهاد الشــهيد القائد عصام براهمة للØصول على معلومات أكثــر، وبتلك الطريقة علم المجاهدان عطا ومØمد باستشهاد الشهيد القائد عصام براهمة.