زهرةٌ رمضانية (18) .. فاكهة الكلام

✍️ بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي

🔗 سجن ريمون الصحراوي

كثيرة هي الآراء والأفكار الصحيحة بل والرائعة التي نرفضها بشدة؛ لأنها ببساطة قيلت وقُدمت لنا بطريقة خاطئة أو متبجحة وغليظة، بمعنى آخر تم إسقاطها علينا إسقاطًا دون مراعاة الظرف والمكان والحالة النفسية التي نكون فيها وعليها! فكيف إذا كانت هذه الآراء والأفكار التي توجه إلينا غير صحيحة ولا هي سليمة ومغلوطة وتنافي الوقائع والحقائق ثم يأتي من يحاول فرضها وإلزامنا بها إلزامًا، وهذا يكون في العائلة، في الشارع، في المؤسسات والتجمعات والمجتمع ككل. هنا تكون الطامة الكبرى؛ لأن هذا السلوك بالضبط هو مفتاح الشرور بين الناس ومبدأ الخلاف بينهم لأنه عندما يأتي الحديث والكلام والخطاب حاملًا معه مفردات التأنيب والاتهام والتشكيك ثم الهمز واللمز وصولًا إلى الطعن، هنا بالتحديد يضيق الصدر وتتسارع النبضات ويفور دم القلب طلبًا للانتقام.

لذلك فإن الكلمة لها مكانة رفيعة وخطيرة في دين الله تبارك وتعالى، وقد جاءت توجيهات الإسلام العظيم قرآنًا مباركًا وسنة عطرة؛ للتشديد على الكلمة، لماذا نقولها؟ وكيف نقولها؟ ومتى نصمت؟ وما أعذب ما قاله الفاروق عمر ابن الخطاب _رضى الله عنه_ حين قال: "والله لولا أن أجلس مع إخوة لي ينتقون أطايب القول كما تنتقى أطايب الثمر، لأحببت أن ألحق بالله الآن".

في شهر رمضان شهر اللين والرفق، دعونا ننتقي فاكهة الكلام ومحاسنه جيدًا.