الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    راما.. شهيدة الخوف التي تفتقدها عائلة الشندي!

    آخر تحديث: الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 ، 00:00 ص

    ليلة التاسع عشر من نوفمبر كانت سهرة إجبارية كغيرها من ليالي الحرب التي فرضتها راما عماد الشندي "الحية" ابنة العام ونصف العام على والديها، كونها تصاب بالذعر الشديد من أصوات القصف المتكرر لمنطقة تل الهوى حيث تقطن العائلة، حيث اجتمع جميع من في العمارة في شقة والدي راما علها تكون ملاذاً آمناً لهم من بطش القصف الصهيوني الذي لم يترك بشراً ولا شجراً...
    عصر ذلك اليوم طلبت "أم مجد" من زوجها أن يسارع لإحضار مستلزمات السهرة الليلية قبل أن يشتد القصف من أطعمة ومشروبات ل "راما" فسارع والدها الذي يحبها بشكل جنوني ليحضر لها كمية كبيرة من الفواكه والعصائر، في تلك الليلة وعلى غير العادة، أخذ والدا راما باللعب معها والضحك بصوتٍ عالٍ، فقد كانت تلاعبهم بخفة ظلها ومرحها وتضحك بصورة غير مسبوقة.

    "ضحكنا كثيراً في تلك الليلة حتى أنني طلبت من زوجي أن يصمت خشية أن يعيب علينا بقية أهل البيت الذين يحتمون في شقتنا بأننا نضحك بينما الشهداء يرتقون من حولنا، لكنني لم أكن أعرف أن راما كانت تودعنا"، تضيف والدتها.
    شعرت بالنعاس الشديد والكلام لأم مجد فالنوم في ليالي الحرب كان يسيراً فطلبت من زوجي أن يهتم ب"راما" وأن يهدهدها حتى تنام وخلدتُ أنا إلى النوم، فقام بالتغيير لها وأسقاها ماءً وظل يهدهدها حتى غفت .. لكن أصوات القصف أيقظت شقيقتها "زينة" "خمسة أعوام" التي كانت نائمةً معنا في نفس الغرفة فزعة في الساعة الخامسة فجراً، فلم أستطع أن أغالب نعاسي في تلك اللحظة وطلبت منها أن تغطي وجهها وتنام وتتجاهل القصف.
    الوالد استيقظ في تلك اللحظة، واستدار ناحية طفلته "راما" فوجدها قد أصيبت بالتشنج، فصار يصرخ وينادي على من في البيت، الذين سارعوا لإضاءة كشافات الجوالات فقد كان التيار الكهربائي مقطوعاً والظلام يلف المكان، هرع بها والدها إلى الخارج، فأخذها جدها، وهرع بها إلى المستشفى بينما لحق به أبوها سيراً على الأقدام..
    في المستشفى أخبرهم الأطباء بأنها قد فارقت الحياة، مما أصابهم بحالة من الحزن الشديد والذهول، فقد أغمي على والدها بمجرد سماعه الخبر، فهو قد فعل المستحيل حتى لا تتضرر راما من حالة الخوف التي أصابتها بسبب أصوات القصف الصهيوني المرعبة.. "لا أصدق بأن راما قد ذهبت، ففي كل لحظة أتذكرها، أحبها كثيراً وأصطحبها معي إلى كل مكان أذهب إليه ..لقد حرمنا من طلتها الجميلة ..كانت تملأ حياتنا بهجة وسعادة ..وكان الجميع يحسدوننا على جمالها، ويطلبون منا أن نخبئها حتى لا تصاب ب"العين"، واليوم حرمنا طلتها للأبد"، تضيف والدتها.

    "جميع من في المنزل كانوا يحبون راما ..التي كانت تبهرهم بحركاتها الطفولية المرحة ويتذكرونها في كل لحظة، ولم نتوقع فقدانها بهذه الطريقة لكن حسبنا الله ونعم الوكيل في الاحتلال الذي لا يراعي كبيراً ولا صغيراً، لكن هذه ليست أول التضحيات التي قدمتها عائلتنا التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 1/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية