السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: دياب محمد عبد المعطي المحتسب

    آخر تحديث: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 ، 10:17 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ناصر المجاهدين ومعز المؤمنين، ومذل الطغاة والمستكبرين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، ممثلنا الشرعي والوحيد سيدنا محمد القائد الرشيد، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الوعيد. أما بعد:

    قال تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ*وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 14-15]

    وقال أيضًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [الصف: 10-12]

    وفاءً وسيرًا على خطا الرسول، ودفاعًا عن مقدسات الإسلام والمسلمين، وانتقامًا لدماء الشهداء والجرحى ودموع الأمهات والثكالى والأيتام، وانتقامًا لأرواح قادتنا (إياد صوالحة) و(يوسف بشارات) و(عبد الباسط أبو سنينة) و(أسعد أبو تركي) و(ياسر الأدهمي). من أجل كل هؤلاء، وفي الذكرى الثامنة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف(*) والتي ارتكبها المجرم الحقير "باروخ غولدشتاين" أحد مستوطني كريات أربع، يأتي هذا الرد الجهادي والذي نقدم فيه روحنا رخيصة في سبيل الله.

    ونبدأ وصيتنا هذه إلى الأهل والأحبة: ونقول لهما كما قال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 139]، نوصيكم بتقوى الله وأن تطيعوا الله ورسوله لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الأنفال: 1]، ونوصيكم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 132]، ونوصيكم بالصبر على فراقنا وعدم البكاء علينا؛ لأننا سنلقاكم في النعيم الأبدي في جنات الخلد بصحبة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه. فنحن تركنا خدعة الدنيا إلى حياة الخلد والنعيم، ومغفرة من الله خيرًا لقوله تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 157]

    إلى زملائنا: طلبة جامعة بوليتكنيك فلسطين بشكل خاص، وطلبة جامعات الوطن الحبيب نسألكم بالله أن تتقوا الله وتسيروا على درب قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ، قَالَ: لَا أَجِدُهُ، قَالَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ، وَلَا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ، وَلَا تُفْطِرَ، قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ، فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ). [صحيح البخاري]، ونلاحظ من هذا الحديث أنه لا توجد أي عبادة تعدل الجهاد في سبيل الله، فإليكم يا من تطلبون الجنة سيروا على هذا الدرب لتنالوا أعلى مراتب الجنة بإذن الله، ولو نظرنا إلى التاريخ برهة لوجدنا أن اللبنة الأساسية لكل الثورات طلبة العلم، فماذا تنتظرون بحق الله؟ فماذا تنتظرون؟

    إلى كل مجاهد في كل مكان: إلى كل طفل وامرأة وشيخ مرابط على هذه الأرض المباركة، اصبروا على كل أذى ومصيبة؛ لأنكم الأعلون إن شاء الله. ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 104]

    وإليكم يا إخوتنا في حركة الجهاد والمقاومة والثورة: نسألكم بالله أن لا تهادنوا ولا تساوموا على ذرة من تراب أرض فلسطين، وسيروا في طريق المقاومة؛ لأنها طريقنا وهي خيارنا الوحيد لدحر هذا الاحتلال، واستعادة أراضي الإسلام ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ*إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 38-39]

    إلى العدو الصهيوني: إلى هذه الحكومة التي لا تعرف لغة إلا لغة الدم، والمجازر والإرهاب، إلى حكومة شارون الفاشلة نقول لهم: مهما فعلتم من قتل للأطفال وهدم للبيوت ومصادرة للأراضي وتدمير للمقدسات الإسلامية والمسيحية والقيام بالمجازر الواحدة تلو الأخرى، فلم ولن تنالوا من عزيمة وإرادة هذا الشعب المرابط المحتسب وستستمر المقاومة حتى دحر الاحتلال عن كامل الأرض والمقدسات، ولن تستطيعوا باغتيالاتكم وعملياتكم العسكرية أن تكسروا يد وعزيمة (سرايا القدس).

    إلى الشعب الصهيوني: فنقول إن كنتم تريدون الحفاظ على حياتكم، فلا سبيل أمامكم إلا الرحيل قبل أن يفوت الأوان.

    وإلى كل من سمعنا: أن يستغفر لنا ويسامحنا، الشهيد يطلب الشهيد، والبندقية لغة العصر، والدم قانون المرحلة. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    دياب محمد المحتسب

     


    (*) حدثت في الركعة الأولى من صلاة فجر يوم الجمعة 25/2/1994 الموافق 15 رمضان، وقد ارتقى (30) شهيدًا من المصلين وجرح أكثر من (300) آخرين.

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية