الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: محمود محمد راشد المشهراوي

    آخر تحديث: الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 ، 00:52 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]

    أنا أخوكم الشهيد الحي بإذن الله: (محمود محمد المشهراوي) ابن الإسلام العظيم أولاً، والمجند في صفوف (سرايا القدس) الجناح العسكري لـ (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين).

    الحمد لله رب العالمين حمدًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغر الميامين، سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:

    الحمد لله أني سأرزق بإذن الله تعالى أسمى ما أتمنى، وهي الشهادة في سبيل الله تعالى، فقريبًا إن شاء الله لقاء الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، ولقاء الشهداء أجمعين إن شاء الله.

    يا أبناء الإسلام: أخاطبكم وقلبي يعتصر ألمًا لما يحدث من حكام المسلمين من تخاذل، وترك طريق الآخرة طريق الجهاد في سبيل الله، ولكن لا تهتموا لهؤلاء الذين أحبوا الدنيا فخسروا الدنيا والآخرة، وعليكم أن تتمسكوا بخيار الجهاد والاستشهاد، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، هذا وعد من الله سبحانه وتعالى، وعد به عباده المؤمنين في كتابه العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وحافظوا على الصلوات الخمس، وخاصة صلاة الفجر في جماعة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صلاة العشاء أيضًا: (وَلَوْ عَلِمُوا مَا فِيهَا لأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا). [مسند أحمد بن حنبل]، وازدادوا تقربًا من الله سبحانه وتعالى بالنوافل من صيام وقيام، حتى يكون لكم عونًا في كل شيء، ولا تطلبوا العون إلا من الله سبحانه وتعالى، وعليكم أن تتمسكوا بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا تحزنوا على كل ما يصيبكم من بلاء من الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدًا ابتلاه، والأنبياء جميعًا عليهم الصلاة والسلام أشد بلاءً، وأشد الناس ابتلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.

    وهذه رسالتي إلى كل المجاهدين في سبيل الله على أرض فلسطين: أن كونوا يدًا واحدة ضد عدوكم، عدو الله، قتلة الأنبياء، وكونوا صفًا واحدًا، فإن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ صدق الله العظيم. [الصف: 4]، وأنتم تعلمون أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدًا أدخله الجنة، وأنتم تعلمون أن عدوكم لا يفرق بينكم، فكل يوم يقتلون ويدمرون ويغتالون هذا وذاك، وإن أشد ما يخوفهم أن تكونوا يدًا واحدة فبكل الوسائل يحاولون أن يفرقوا بينكم، فلا تدعوا لهم الفرصة لما يكيدون، واضربوهم في كل مكان حتى تكون كلمة الله هي العليا.

    إلى أمي الحنونة، وأبي العزيز: لا تحزنوا لفراقي فغدًا اللقاء إن شاء الله في جنات الفردوس الأعلى، في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، واعلموا أنني كنت أمانة في أيديكم وأنكم سلمتموني لصاحب الأمانة الله سبحانه وتعالى، وإن الله لا يضيع أجركم، إذا صبرتم لفراقي فإنه يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ [البقرة: 155-156]، وأنني حينما أتلو عليكم هذه الآية أؤكد لكم أن المصيبة ليس هي الاستشهاد، بل هي ألم الفراق، ولكن الاستشهاد شرف يناله العبد من الله سبحانه وتعالى، فأرجو أن تكونوا كما عرفتكم من الصابرين، وألا تبكوني فإن البكاء لا يجلب نفعًا، بل ينبغي أن تفرحوا لي؛ لأن الله سبحانه وتعالى أكرمني بهذا الشرف العظيم، شرف الشهادة فهل أعظم من هذه المرتبة مرتبة الأنبياء والصديقين والشهداء.

    وفي الختام: هذه تحيتي إلى كل شهيد روى بدمه أرض فلسطين الطاهرة، وإلى كل مجاهد جاهد في سبيل الله، لتكون كلمة الله هي العليا، ولم يبتغ سوى مرضاة الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    محمود محمد المشهراوي


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية