Error loading files/news_images/(26) تعبيرية.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    معركة وحدة الساحات، الاستراتيجية والرواية

    آخر تحديث: السبت، 03 سبتمبر 2022 ، 3:21 م

    ✍️ بقلم الأسير: القسطل مجاهد

    🔗 سجن رامون الصحراوي 🔗

    حتى نحسن تقييم معركة وحدة الساحات ينبغي وضعها في سياقها العام من الصراع بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني حتى تكتمل لدينا كل أركان الصورة، "فالحكم على الشيء فرع عن تصوره".

    إذ إن ضراوة هذا الصراع تدور رحاه حول استراتيجيتين وروايتين لا تنفصم إحداهما عن الأخرى البتة.

    فالاستراتيجية الصهيونية نذرت نفسها إلى عزل ساحة غزة عن باقي الساحات، وزجها في مسار تطوري وسيرورة حياة منفصلة عما يحدث في الضفة والقدس والداخل.

    وكل ذلك في خدمة روايتهم القائلة بأن ليس هناك شعب فلسطيني واحد حتى يستحق دولة، وإنما هناك نواحٍ ومناطق وعشائر وقبائل تعيش لنفسها ومصالحها، ولذلك فالاحتلال لا يكل لحظة عن تكريس فصل جنوب الضفة عن شمالها، وعن وسطها، وعزل غزة عنها جميعًا.

    وهذا للأسف ما يحدث اليوم في الساحة الفلسطينية، فإذا قصفت غزة تفرجت الضفة، وإذا نزفت جنين دمًا لا تتداعى لها الخليل نصرة ونجدة، وإذا جادت نابلس بخيرة شبابها تبقى باقي المدن الفلسطينية مخدرة ومغيبة باسترخائها، وكأن الأمر لا يعنيها بحال، وهناك حتى من يرفع أكفه نحو السماء: يا رب أبعد عنا شر الاحتلال!! دون أن يدري أنه بسلبيته يعين الاحتلال.

    وبعضهم يغرد في صفحته في الفيسبوك: صباح الخير يا جاري، أنت بحالك وأنا بحالي.

    من هنا كان تعاظم أهمية الاستراتيجية والرواية الفلسطينية المضادتين الساعيتين إلى إعادة توحيد الساحات والتأكيد على وحدة الوطن والشعب.

    فمعركة سيف القدس 2021م حيث كان الكيان قبلها في باب العامود والشيخ جراح مزهوًّا بعربدته وغطرسته مطمئنًا إلى عدم تدخل باقي الساحات، قد صدمته وأحرجت مخابراته بفعل بغتة المبادرة وإصرار المقاومة على استراتيجيتها في وصل الساحات وتأكيد روايته في وحدة الشعب والساحة الفلسطينية، من نهرها إلى بحرها. حيث انتهت المعركة ويد الاستراتيجية الفلسطينية هي العليا، بالرغم مما لحق بالمقاومة من جراح وألم، فالغاية الموجودة في معركتنا الطويلة أكبر مما سيلحق بالمقاومة من ضرر وأذى، وإن بدت ثمة خسارة، فإنها أبدًا لن تكون خسرانا، "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ".

    بيْد أن الاحتلال لا يحتمل هزيمة استراتيجية، فسارع بعد عام بدفع مسيرة أعلامه لتخترق بوابات القدس بآلافها وأعلامها تهز أقدامهم حارات البلدة القديمة بصلف شامت، وتحدٍ لافت، فضلًا عن صعود قطعان مستوطنيهم جذلين منتشين انتشاء لحظة الاحتلال الأولى، بأعداد غفيرة غير مسبوقة إلى ساحات الأقصى المبارك، غير عابئين بتهديدات قيادات المقاومة، كمن يقول "ردها علي إن استطعت"، وبدا للعدو الصهيوني أنها قد أعادت لاستراتيجيتها الاعتبار، وكلنا أحس بعدها بالتأثير السلبي على مشاعر الكل الفلسطيني، وباتت الكرة في ملعب المقاومة.

    فما لبثت أن اندلعت معركة وحدة الساحات بعد تهديد السرايا بردٍ قاس على طريقة الاعتقال المهينة للقائد بسام السعدي، ما دفع الاحتلال مضطرًا إلى فرض حصار على غلاف غزة لا يقل إهانة لجيش الاحتلال من إهانة الاعتقال.

    ما حدا بعاموس هرائيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس أن يقول مستهزئًا بجيشه: "فبمجرد تهديد بالانتقام من هذا التنظيم، قد أسس عمليًا معادلة جديدة"، إضافة إلى اعتراف القيادة الوسطى لجيش الاحتلال بخطئها؛ لأنها لم تُطلع قيادة الجنوب بالوقت المناسب عن نية اعتقال السعدي، وذلك لأنها لم تتوقع هذا الرد من غزة.

    لذا يمكن أن يكون (معركة سيف الضفة) اسمًا رديفًا لمعركة وحدة الساحات بامتياز.

    غير أنه ما من شك أنه كان الأفضل للمقاومة ألَّا تتطور الأزمة إلى صدام مباشرة والاكتفاء بما جره عليهم تهديد واحد من السرايا، وما حققه من تأكيدها لوحدة الساحات دون الوصول إلى معركة وحدة الساحات، إذ إن حرص المقاومة على حاضنتها الشعبية الوفية تقتضي عدم منح العدو أسبابًا للحرب، ويبقى نشاطها الجهادي استنزافي فوق الصفر وتحت الحرب إلا إذا فرضها العدو، فعندها تجابهه المقاومة بكل ما أعدته ليوم الوقيعة من قدرات ومفاجآت.

    ولا يفوتنا أن نعرج على ما أظهره العدو الصهيوني الرسمي وإعلامها المجند بعد المعركة من ثمالة وانتشاء، كأنها المنتصرة الوحيدة، ولا أراه يأتي إلا في سياق تضليل الرأي العام عن الاستراتيجي لصالح التكتيكي، إذ ما أظهره العدو الصهيوني بخلاف ما يعتقده بعض جنرالاتهم المتقاعدين ومحلليهم السياسيين، وسنكتفي باثنتين منهم.

    فالجنرال إسحق بريف يكتب: "صحيح أنه قد تم قتل قائدين من السرايا، غير أنه لم يأتي بالتغيير المرجو، فمركز القيادة والسيطرة لديهم بقي يعمل بفاعلية وكفاءة حيث تجلى بتكثيف منسق لرشقات الصواريخ، وتوسيع مداها حتى تل أبيبت ومطار اللد".

    ويكتب أحد محلليهم: "سابقًا عندما يُغتال قائد فلسطيني كبير كنا نسمع تهديدًا ووعيدًا، أما اليوم فإن نصف الجنوب معطل، وفي الملاجئ بسبب إغتيال قائد متوسط، فضلًا عن أكثر من 1200 صاروخ، طارد بعضها تل أبيب، وبعضها شوش عمل المطار، بمعدل 500-600 صاروخ يوميًا، أكثر مما كانت تطلقه الفصائل مجتمعة في أيار 2021م".

    فأمام هذه الشهادات نرى أنه لم تكن هناك حاجة لمشاركة حماس بظاهر قوتها في المعركة تجنيبًا للقطاع من زيادة ضررها وإطالة أمدها، وما كان منها بخفي قوتها كان كاف، لكنه لجيش الاحتلال ربما كان كافٍ ليعرفه، غير أن مصلحته تقتضي أن تبدو أنه لا تراه ولا تعرفه بتحقيق غرضين: أولًا عدم اقحام حماس بظاهر قوتها، وثانيًا: لتغذية الشك والضغينة وزرع الفرقة بين عناصر الحركتين: حماس والجهاد.

    "إسرائيل" حققت أهدافًا تكتيكية بوضع حد لما فرضه تهديد الإنتقام، ونجحت بإغتيال قيادات من السرايا، إلا أن معركة وحدة الساحات أكدت إصرار المقاومة على نهجها الاستراتيجي المستمر بتأكيد وحدة الشعب والساحات، وتأكيد ما قاله أحد محلليهم: "إن أي رئيس حكومة بات يعرف أن إغتيال أي قائد فلسطيني سيكلف أسبوعًا في الملاجئ وشللًا إقتصاديًا وتعطيلًا للحركة، وخسائر بمليارات الشواقل، فضلًا عن خسائر بشرية ممكنه مع إمكانية المزيد من التعقيد والتورط".

    03/09/2022

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

أريئل شارون يقرر بناء جداء فاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على خطوط التماس بين الأراضي التابعة لسلطة الحكم الذاتي والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948

16 مايو 2002

التوقيع على اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا والمملكة المتحدة وذلك لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية

16 مايو 1916

الأرشيف
القائمة البريدية